القسم القرآني في سورة الفجر سورة الامام الحسين (عليه السلام )
المؤلف:
السيد مرتضى جمال الدين
المصدر:
سورة الفجر سورة الامام الحسين (عليه السلام )
الجزء والصفحة:
ص 42-45
2023-05-22
2559
هو من العلوم القرآنية المهمة، القسم: وهو الحلف واليمين .
وحروف القسم هي: الواو ، الباء، التاء وفي القسم اربعة اركان - القاسم ، ما يُقسم به ، ما يُقسم عليه ، الغاية من القسم .
1 - القاسم (الحالف): وهو الله جل وعلا فان الله اصدق القائلين و لا يحتاج الى القسم {فِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [إبراهيم: 10] ، لكن في القسم الالهي فائدتان الاولى لتأكيد
المعنى ، ولبيان اهمية ما يُقسم به ثانيا .
2 - ما يُقسم به : وهو كل شيء مهم ،فقد أقسم الله جل وعلا بمخلوقاته كالشمس والقمر والضحى الخ ، وأقسم بالنبي عندما قال تعالى {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر: 72] .
وبالقرآن ، كل ذلك لبيان عظمة هذه الاشياء ، وللقسم ظاهر وباطن ، فظاهره هذه الاشياء المعنى العرفي المتداول بين الناس ، وباطنه في الواقع هو محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم اجمعين ) كما في هذه السورة ففي الظاهر الفجر ، وفي الباطن النبي محمد ( صل الله عليه واله ) في وجه ، والامام الحسين (عليه السلام ) في وجه اخر ، والامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف ) في وجه آخر .
3- ما يقسم عليه : وهو جواب القسم ، وهو في هذه السورة بعد سلسلة من الاقسام ، وبعد بيان نماذج من الامم السابقة ، جاء جواب القسم لبيان عاقبة هذه الامم وهو قوله تعالى: { إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} [الفجر: 14] وهو جواب القسم .
4- الغاية من القسم : بيان خسران هذه الأمم وان الله تعالى بالمرصاد لهذه النفوس الامارة بالسوء ما عدا النفس المطمئنة .
لقد جاء في الروايات اشارات ومعاني كثيرة لكلمات المقسم به وهي: {وَالْفَجْرِ...وَلَيَالٍ عَشْرٍ...وَالشَّفْعِ وَالْوَتْر...وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ...هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} [الفجر: 1 - 5] ، واحيانا في الرواية الواحدة تعطي اشارتين متباينتين ،لا يحتويها سياق واحد بل سياقين واكثر وهو كما قال الامام الباقر (عليه السلام ) : ( عَنْ جَابِرٍ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ، عَنْ شَيْءٍ فِي تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ فَأَجَابَنِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ ثَانِيَةً فَأَجَابَنِي بِجَوَابٍ آخَرَ ،فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ كُنْتَ أَجَبْتَ فِي هَذِهِ الْمُسْأَلَةِ بِجَوَابٍ غَيْرِ هَذَا قَبْلَ الْيَوْمِ ، فَقَالَ: لِي يَا جَابِرُ إِنَّ لِلْقُرْآنِ بَطَنَا وَ لِلْبَطْنِ بَطْنٌ، وَ لَهُ ظَهْرٌ وَلِلظَّهْرِ ظَهْرٌ ، يَا جَابِرُ وَ لَيْسَ شَيْءٌ أَبْعَدَ مِنْ عُقُولِ الرِّجَالِ مِنْ تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ، إِنَّ الْآيَةَ لَتَكُونُ أَوَّهُنَا فِي شَيْءٍ وَ آخِرُهَا فِي شَيْءٍ وَهُوَ كَلَامٌ مُتَّصِلٌ يُتَصَرَّفُ عَلَى وُجُوهِ ).
الاكثر قراءة في القسم في القرآن
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة