احوال الإنسان الثلاثة عند ارتكاب الذنب
المؤلف:
السيد حسين الحسيني
المصدر:
مئة موضوع اخلاقي في القرآن والحديث
الجزء والصفحة:
319-320
15-5-2020
2652
إذا أذنب عبد فإنه لا يخرج من واحدة من الحالات الثلاث التالية :
إما ان ينتبه ويرجع عن خطئه ويتوب إلى ربه.
أو ان ينزل الله عليه العذاب ليعود إلى رشده.
او انه غير اهل للتوبة ولا للعودة للرشد بعد التنبيه له ، فيعطيه الله نعمة بدل البلاء وهذا هو : (عذاب الاستدراج) والذي أشير له في الآيات القرآنية بالتعبير اعلاه وبتعابير اخرى.
لذا يجب على الإنسان المؤمن ان يكون يقظا عند إقبال النعم الإلهية عليه ، وليحذر من ان يكون ما يمنحه الله من نعم ظاهرية يمثل في حقيقته (عذاب الاستدراج) ولذلك فإن المسلمين الواعين يكفرون في مثل هذه الامور ويحاسبون أنفسهم باستمرار ، ويعيدون تقييم اعمالهم دائما ، كي يكونوا قريبين من طاعة الله ، ويؤدون حق الألطاف والنعم التي وهبها الله لهم.
جاء في حديث أن احد أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) قال : إني سألت الله تبارك وتعالى ان يرزقني مالا فرزقني ، وإني سألت الله ان يرزقني ولدا فرزقني ، وسألته ان يرزقني دارا فرزقني ، وقد خفت ان يكون ذلك استدراجا ؟ فقال : "أما مع الحمد فلا"(1).
ورد عن الإمام الصادق في هذا الشأن إذ قال (عليه السلام) " ما انعم على عبد بنعمة فسلبها إياه حتى يذنب ذنبا يستحق بذلك السلب"(2).
ونقرأ في حديث آخر له (عليه السلام) : "إن الله عز وجل بعث نبيا من أنبيائه إلى قومه وأوحى إليه أن قل لقومك : انه ليس من اهل قرية ولا ناس كانوا على طاعتي فأصابهم فيها سراء ، فتحولوا عما احب إلى ما أكره إلا تحولت لهم عما يحبون إلى ما يكرهون.
وليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على معصيتي فأصابهم فيها ضراء فتحولوا عما اكره إلى ما أحب إلا تحولت لهم عما يكرهون إلى ما يحبون "(3).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أصول الكافي نقلا عن تفسير نور الثقلين : 2 / 197 ، ح 59 .
2- تفسير نور الثقلين : 2 / 193 .
3- المصدر السابق.
الاكثر قراءة في الجهل و الذنوب والغفلة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة