القول بالموجب نوعان:
الأول - أن يقع في كلام الغير إثبات صفةٍ لشيء وترتيب حكم عليها، فينقل السامع تلك الصفة إلى غير ذلك الشيء من غير تعرض لثبوت ذلك الحكم له أو انتفائه عنه، كقوله تعالى (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الاذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) (1) فالمنافقون أرادوا بالأعز أنفسهم، وبالأذل المؤمنين، ورتبوا على ذلك الاخراج من المدينة فنقلت صفة العزة للمؤمنين، وأبقيت صفة الأذلية للمنافقين، من غير تعرض لثبوت حكم الاخراج للمتصفين بصفة العزة، ولا لنفيه عنهم والثاني: حمل لفظ وقع في كلام الغير على خلاف مراده بذكر متعلّق له
كقوله: وقالوا قد صفت منّا قلوب لقد صدقوا ولكن عن ودادي
أراد بصفو قلوبهم (الخلوص) ، فحملهُ على الخلو بذكر متعلّقه، وهو قوله «عن ودادي»
________
(1) تلخيص العبارة: إن الكافرين حكموا لأنفسهم بالعزة، وللمؤمنين بالذلة وقالوا إن رجعنا إلى المدينة نخرجهم منها، فحكم بالعزة لله، ولرسوله، والمؤمنين - ولم يقل أنهم يخرجون أولئك منها، ولا أنهم لا يخرجونهم
وكقوله - لم يطل ليلي ولكن لم أنم ونفى عني الكرى طيفٌ ألمْ
الاكثر قراءة في البديع
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة