فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

إنَّ مِنْ أهدافِ الزَّواجِ بناءُ الأُسرَةِ التي تتكوّنُ بعدَ ارتباطِ شَخصينِ برِباطٍ مُقَدَّسٍ هُوَ الزَّواجُ، والحُصولُ على الأولادِ مُكَمِّلٌ لذلكَ. والزَّواجُ في الفِكرِ الإلهيِّ عَلاقَةٌ مُقَدَّسَةٌ ورِباطٌ مَتينٌ.
وتَنطَوِي تَحتَهُ العَلاقَةُ العاطفيّةُ والمعنويّةُ بينَ الشَّخصينِ، وإنَّ ما يَدعو لَهُ الإسلامُ أنْ يَقدِمَ المرءُ على الزَّواجِ وبالتّالي تَشكيلِ الأُسرَةِ لأهدافٍ سامِيَةٍ في طَليعَتِها رِضى اللهِ تَبارَكَ وتَعالى، وليسَ لأهدافٍ هابِطَةٍ وحَيوانيّةٍ، وإليكم بعضَ الاهدافِ الساميةِ التي أرادَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- لها أنْ تتحَقَّقَ مِن خِلالِ الزَّواجِ::
أولاً: الاستجابَةُ لنداءِ الفِطرَةِ:
في الحقيقةِ إنَّ الزَّواجَ هُوَ الجَّوابُ الصَحيحُ والشَّرعيُّ لنداءِ الفِطرةِ والغريزَةِ التي أودَعَها اللهُ سُبحانَهُ وتَعالى لدى الإنسان، وهُوَ بهذا وذَاكَ يأتي تَحقيقاً للطُّمأنِينَةِ والسَّكَنِ الذي عَبَّرَ عَنهُ القُرآنُ الكريمُ، واستمراراً للنَّسلِ البَشَريِّ، حيثُ أنَّ الغريزةَ الجنسيّةَ تَنمُو معَ نُمُوِّ الجّسمِ ولا بُدَّ للإذعانِ لَها عندَ بُلوغِ الجِّسمِ، فالزَّواجُ المشروعُ في الواقعِ هُوَ جَوابٌ مَقبولٌ مِنْ قِبَلِ اللهِ تَعالى لهذا النِّداءِ وهذهِ الدَّعوةِ، ويَبقى غَرضُ الزَّواجِ ودافِعُهُ لدَى الإنسانِ مُستَمِرّاً حتّى معَ تَقادُمِهِ في العُمرِ.
ثانياً: الاستجابَةُ للسُّنَّةِ النَّبويّةِ:
إنَّ الزواجَ في الإسلامِ وَظيفَةٌ مُقَدَّسَةٌ؛ لأنَّها كما قالَ رَسولُ اللهِ (صَلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وَسَلَّمَ) : «النِّكاحُ سُنَّتِي فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَليسَ مِنِّي»
ثالثاً: الوِقايَةُ مِنَ المَخاطِرِ:
يأتي الزَّواجُ عامِلاً للابتعادِ عَنِ الخَطَرِ وسَبَباً حافِظاً لسَلامَةِ الجّسمِ والرُّوحِ وتَركُ ذلكَ لا يَخلُو مِنْ أمراضٍ جِسميّةٍ ورُوحيّةٍ؛ إذْ أنَّ الإعراضَ عَنِ الزَّواجِ سيُسَبِّبُ عوارِضَ كثيرةً في حياةِ الإنسانِ مُحَصِّلَتُها الخروجُ مِنْ حالَةِ التَّوازُنِ الطبيعيِّ.
رابعاً: المُحافَظَةُ على العِفَّةِ:
إنَّ الزَّواجَ مِنَ العَوامِلِ المُهِمّةِ لإنقاذِ الشَّابِ مِنَ الانحرافاتِ والسُّلوكيّاتِ الشائِنَةِ؛ لأنّهُ يُقَيّدُ أهواءَ الإنسانِ ويَصُونَ جَوارِحَهُ مِنِ ارتكابِ المَعاصِي، لأنَّ الإنسانَ يستطيعُ أنْ يُلَبِّي ضغوطَ غريزَتِهِ مِنْ خِلالِ الاتِّصالِ بزَوجِهِ، ومِنْ هُنا يقولُ الرَّسولُ الأكرَمُ (صَلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ): (مَنْ تَزَوَّجَ فقَدْ أحرَزَ نِصفَ دِينِهِ).
خامساً: الحُصولُ على الهُدوءِ والسَّكينَةِ:
يُكسِبُ الزَّواجُ روحَ الشّابِ هُدوءاً وسَكينَةً ويَجعَلُ أعماقَهُ المُضطَرِبَةَ تَخلُدُ إلى الطُّمأنِينَةِ، وهذا هُوَ عَينُ السَّعادَةِ التي يَحيا الإنسانُ في ظِلِّها وَهُوَ في طَريقِهِ لتَحقيقِ أهدافِهِ السَّامِيَةِ التي يَصبُو إليها.
لقَدْ اعتَبَرَ القُرآنُ الكريمُ المَرأةَ سَكَنًا للرَجُلِ حيثُ يَقولُ :
{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}.
سادساً: الوُصولُ إلى الكَمالِ:
إنَّ الزَّواجَ يَقودُ إلى التَّكامُلِ الماديِّ والمَعنويِّ، حيثُ يَحُسُّ كُلٌّ مِنَ الرَّجُلِ والمَرأَةِ أنَّهُ أصبحَ إنساناً كامِلاً في ظِلِّ الزَّواجِ، حيثُ أنَّ البِنتَ تكونُ قَد دَخَلَتِ المرحَلَةَ التي تُؤهِّلُها للقِيامِ بدورِ الأُمِّ وكذا الشَّابُّ الذي يُصبِحُ رَجُلًا بعدَ الزَّواجِ، فإنَّهُ يكونُ مؤَهَّلاً لدَورِ الأُبُوّةِ، وهذا يتَحَقَّقُ مِنْ خِلالِ الزَّواجِ الذي يَشعُرُ في ظِلِّهِ كُلٌّ مِنَ الزَّوج ِوالزَّوجَةِ بالطُّمأنِينَةِ والاقترابِ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.