فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

هذهِ المُشكِلَةُ تُعَدُّ مُشكِلَةً اجتماعيّةً - تَربويّةً، وبالتَّالي اقتصادِيّةً، تُقلِقُ الكثيرينَ مِنَ الأهلِ، ورَغمَ أنَّ النِّسبَةَ التي تُشيرُ إليها الإحصاءاتُ لحالةِ الهُروبِ مِنَ المدرسَةِ هِيَ نِسبَةٌ ضَئيلَةٌ، لكِنَّ ذلكَ لا يمنَعُ كونَها مُشكِلَةٌ يجِبُ البحثُ عَنْ أسبابِها وجذورِها لمُحاوَلَةِ علِاجِها وَوَضعِ حَدٍّ لَها، خاصّةً وأنَّ الهارِبينَ مِنَ المدرسَةِ سيُشَكِّلُونَ دَفعاً جَديداً لعَدَدِ الأُمِّيينَ الجاهِلينَ في المُجتَمَعِ، أو قَد ينحَرِفُ قِسمٌ كبيرٌ مِنهُم إلى أعمالٍ تَضُرُّ بِهِم شَخصيّاً وتُلحِقُ ضَرَراً بالمُجتَمَعِ. وأسبابُ الهُروبِ مِنَ المدرسَةِ كثيرةٌ مِنها:

أوّلاً: الأَسبابُ الصحيّةُ:

قَد يَضطَرُّ الطِّفلُ للغِيابِ لأسبابٍ صِحيّةٍ بدافعِ المُعالجَةِ والنَّقاهَةِ (الاستراحَةُ في البَيتِ) لفَتراتٍ مُتَعَدِّدَةٍ، مِمّا يجعَلُهُ يتأخَّرُ عَنِ اللِّحاقِ برِفاقِهِ الذينَ نَالُوا قِسطاً أكبَر مِنَ التَّعليمِ، وشُرِحَ لَهُمُ المزيدُ مِنَ الدروسِ، ممّا يتَسَبَّبُ في تَخَلُّفِهِ في بَعضِ أو مُعظَمِ المَوادِ، حيثُ يَنالُ الدَّرجاتِ المُنخَفِضَةَ، فَيَشعُرُ بالإحباطِ والفَشَلِ وَيَتَوتَّرُ.

ثانياً: المُعامَلَةُ السيِّئَةُ:

وَقَدْ تَكونُ المُعامَلَةُ السيِّئَةُ، أوِ القاسِيَةُ، والسُّخرِيَةُ مِنْ قِبلِ المُدَرِّسِينَ والمسؤولينَ التربويينَ هِيَ السَّببُ في الهُروبِ، للتَّخَلُّصِ مِنَ الإهانةِ والقَصَاصِ.

ثالثاً: عَدَمُ مُلاءَمَةِ المُقَرَّرِ:

وفي أسبابٍ أُخرى نَجِدُ أنَّ بعضَ التَّلامِذَةِ لا تُلائِمُهُم دِراساتٌ نظريّةٌ مُعَيَّنَةٌ فيَسأَمونَ ويَمُلُّونَ، ونتيجةَ غِيابِ التَّوجيهِ التَّربويِّ والمِهَنِيِّ يلجَؤونَ إلى الوَسِيلَةِ السَّلبيَّةِ المُتَمَثِّلَةِ في تَركِ المدرَسَةِ عَنْ طَريقِ الهُروبِ، في الوَقتِ الذي كانَ يُمكِنُ فيهِ تَفادي هذهِ المُشكِلَةِ مِنْ خِلالِ إعادةِ النَّظَرِ في المُقَرَّرَاتِ.

رابعاً: عَدَمُ النُّضجِ العَقليِّ الكافي:

بعضُ الأطفالِ يُرسَلُونَ إلى المدارسِ في سِنٍّ مُبَكِّرَةٍ، وقبلَ الوصولِ إلى مَرحَلَةِ النُّضجِ العَقليِّ والانفعاليِّ. حيثُ لَمْ تتكوَّنْ لَدَيهِم بعدُ فكرةٌ صحيحةٌ عَنِ التَّعليمِ وفوائدِهِ في مَرحَلَةِ الرَّوضَةِ أوِ المرحلَةِ الابتدائيّةِ، ولا يفقَهُونَ مِنَ المدرسَةِ إلّا أنَّها مُصادَرَةٌ لحُرِّيَّتِهِم وقَمعٌ لرَغَباتِهِم وتَجاهُلٌ لمُتطَلَّباتِهِم، فيذهَبونَ إليها مُكرَهِينَ، ينتَظِرونَ أوَّلَ فُرصَةٍ تُتَاحُ لَهُم لتحطيمِ هذا الطَّوقِ، فَيترُكونَ المدرَسَةِ.

خامساً: مُعامَلَةُ الأهلِ:

بعضُ الأهلِ يَتَّسِمونَ بالعاطِفَةِ الشَّديدةِ نحوَ أطفالِهم، وخاصَّةً الأُمُّ التي تشعُرُ في الأيّامِ الأولى لِذَهابِ طِفلِها إلى المدرَسَةِ وكأنَّ هذهِ المدرسَةَ تنتَزِعُ مِنها هذا الطِّفلَ، فتُظهِرُ نتيجةً لهذا الشّعُورِ المزيدَ مِنَ العَطفِ والاهتمامِ، وذلكَ ما يُثيرُ تساؤلاتِ الطِّفلِ، ويُشَكِّلُ لَدَيهِ عَلاماتِ استفهامٍ حَولَ هذهِ المؤسَّسَةِ الجديدةِ التي تُبعِدُهُ عَنْ أُمِّهِ، وتُسَبِّبُ قَلَقَها الشَّديدَ عَليهِ، والذي يَتَمَثَّلُ بسلوكيَاتِها نحوَهُ التي تبلُغُ أحياناً حَدَّ المُبالَغَةِ. وبِذلكَ تَتَشَكَّلُ عندَ الطِّفلِ نُوَاةُ الشُّعورِ بالكراهيّةِ والنُّفورِ مِنَ المدرسَةِ، بناءً على التَّصوُّرِ الذي تَكَوَّنَ لَديهِ.