فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

الدينُ الإسلاميُّ الحنيفُ منظومَةٌ مُتَكامِلَةٌ مِنَ القِيَمِ الُمثلَى التي أوحى اللهُ سُبحانَهُ وتَعالى بِها الى البَشَريّةِ، لتَسعَدَ في الدُّنيا وتُفلِحَ في الآخِرَةِ، ولكِنْ هذهِ القِيمُ لابُدَّ لَها مِنْ ظَرفٍ يستوعِبُها ومِنْ إطارٍ يَصونُها، ومِنْ سُورٌ يُحافِظُ عَليها، وهذا السُّورُ هُوَ الأُسرةُ:

ومِنْ عَوامِلِ المُحافَظَةِ على الأُسرَةِ:

أوّلاً: إنَّ أوّلَ عَواملَ المُحافَظَةِ على الأُسرَةِ هُوَ بَيتُ الإنسانِ وعائلته، ومُحيطُهُ الأسريُّ والتربويُّ. فمَنْ يَتَنَامى في المحيطِ العائليِّ الطَّيّبِ، يكونُ قَد أحرزَ أوّلَ عوامِلِ الصّيانَةِ لقِيَمِهِ دونَ الانهيارِ. في حينِ إنَّ مَنْ يعيشُ بِلا بَيتٍ وبِلا أُسرَةٍ أو يَرفُضُ الانتماءَ الى الأبِ أو الأمِّ أو كليهما مَعاً، سيكونُ مِنَ الصَّعبِ عليهِ وعلى الآخرينَ تصوّرُ كيفيّةِ مُحافَظَتِهِ على مبادئهِ المُثلَى.

ثانياً: إنَّ النموذجَ الأسمَى لهذهِ البُيوتِ المليئةِ بالنُّورِ والهُدى الإلهيِّ الُمبارَكِ، هُوَ بَيتُ الرِّسالَةِ؛ بيتُ نَبيّنا مُحمّدٍ وأهلِ بيتِهِ عليٍّ وفَاطِمَةَ والحَسَنِ والحُسينِ صَلواتُ اللهِ وسَلامُهُ عليهِم أجمَعين. فهذا البَيتُ هُوَ المصباحُ، وَهُوَ المِشكاةُ، وَهُوَ مركزُ النّورِ الإلهيِّ في الكونِ. وإنّما كانَ كذلكَ، لأنَّ فيهِ كانَ التَّسبيحُ للهِ بالغُدُوِّ والآصالِ.

ثالثاً: إنَّ رِجالَ اللهِ لم يُصبِحُوا على ما هُم عَليهِ إلّا بعدَ أنْ كانَتْ تربيَتُهُم تربيةً سَليمَةً؛ بمعنى أنّ آباءَهُم وأُمّهاتِهم قَد وَفَّرُوا لَهُم مُستلزَماتِ الوَعيّ السَّليمِ للاتّجاهِ الدِّينيِّ والإيمانيِّ. فكُلّما كانتِ الأُسرَةُ أقرَبَ الى هُدى الوَحيّ وإلى تَعاليمِ أهلِ البَيتِ عَليهِمُ السَّلامُ، كُلَّما كانتْ مَركزاً ومحوراً لنورِ اللهِ تَباركَ وتَعَالى. وكُلّما ابتعَدَتْ عَن تعاليمِ الوَحيِّ، كُلَّما رَكَسَتْ في أوحالِ الجاهلية.

رابعاً: ينبَغِي أنْ نضعَ نُصبَ أعيُنِنا القُدوةَ الحسَنَةَ والنموذجَ السيئَ، ثُمَّ نختَارُ لأولادِنا ما أمرَنا اللهُ أنْ نختارَ. فهذا بيتُ فاطمةَ الزهراءِ -سلامُ اللهِ عليها- الذي ضربَهُ اللهُ لَنا مثلاً بالنُّورِ والكرامَةِ، وذاكَ بيتُ أبي سُفيانَ الذي وصَفَهُ اللهُ بالشَّجَرَةِ الخبيثَةِ، وضَربَهُ لَنا مثلاً بالدناءَةِ والفَسادِ.. فلنَنظُرْ ما نَختارُ.

خامساً: إذا رأيتُم رِجالاً يُمارِسونَ الغِيبَةَ والتُّهمَةَ، مُصابينَ بالكَسَلِ والتَّخَلُّفِ ولا يُفكِّرونَ بالدُّنيا ولا بالآخِرَةِ.. فعَليكُم أنْ تبحَثُوا عَنِ الجذورِ، فإنَّكُم ستَجِدونَها في بيوتِهِم حَتماً. وإذا رأيتُم رِجَالاً مُتَعَافي النُّفوسِ، طَيِّبِي القَلبِ، حَسِنِي السِّيرَةِ والصُّورَةِ.. فابحَثُوا أيضاً عَنِ الجُّذورِ، فسَتَجِدونَها في بيوتِهِم طَبعَاً.