فيديو

صور

مفتاح

اضاءات

منشور

القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

سؤالٌ طُرِحَ مُنذُ القِدَمِ والى اليومِ.. وقَدْ تفاوَتَتَ الإجاباتُ:

الصحابيُّ الجليلُّ أبو ذَرِ الغِفَاريّ –رضيَ اللهُ عنهُ- يُجيبُ عَن سببِ كُرهِ النّاسِ للمَوتِ؛ رُوِيَ عَنِ الإمامِ الصّادِقِ (عليهِ السّلامُ) أنّهُ: (جاءَ رَجُلٌ إلى أبي ذَرٍ فقالَ: يا أبا ذَر مَالنا نكرَهُ المَوتَ؟ فقالَ: لأنّكُم عَمَّرتُم الدُّنيا وأَخرَبتُمُ الآخِرَةَ، فتكرهونَ أنْ تُنقَلُوا مِن عُمرانٍ إلى خَرابٍ).

لا يكرَهُ النّاسَ جميعُهُمُ الموتَ، وإنّما هُناكَ فِئةٌ منهُم يكرَهونَهُ لأنّهم مُذنبينَ؛ إذ رُوِيَ عَنِ النّبيِّ -صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ- أنّهُ قالَ: (مَن أحَبَّ لقاءَ اللهِ أحَبَّ اللهُ لقاءَهُ، ومَنْ كرِهَ لقاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لقاءَهُ. قالُوا: يا رسولَ اللهِ! كُلّنا نَكرَهُ الموتَ! قالَ-صلّى اللهُ عليهِ وآله-: ليسَ ذلكَ كراهيّةَ الموتِ، ولكنَّ المؤمِنَ إذا حضرَ جاءَهُ البشيرُ مِنَ اللهِ بِما هُوَ صائِرٌ إليهِ، فليسَ شيءٌ أحَبُّ إليهِ مِن أنْ يكونَ قَد لَقِيَ اللهَ، فأَحَبَّ لقاءَ اللهِ فأَحَبَّ اللهُ لقاءَهُ، وإنَّ الفاجِرَ إذا حضرَ جاءَهُ ما هُوَ صائِرٌ إليهِ مِنَ الشَّرِّ فكَرِهَ لقاءَ اللهِ فكَرِهَ اللهُ لقاءَهُ).

نكرَهُ الموتَ لأنَّنا نُحِبُّ المالَ الذي جمعناهُ ويؤلمنا مفارقةُ ما كسبناهُ؛ (قالَ رجلٌ للنبيِّ الأكرمِ -صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ- إنّي أكرَهُ الموتَ، فقالَ لَهُ: ألَكَ مالٌ؟  فقالَ: نَعَم؛ فقالَ: قَدِّمْ مالَكَ فإنَّ قلبَ كُلِّ امرئٍ عندَ مالِهِ!).

نكرَهُ الموتَ؛ لأنَّ البعضَ خارجَ دائرةِ ولايةِ اللهِ، وكَما قالَ –عزَّ وَجَلَّ- في مُحكَمِ كتابِهِ: {وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}.

الجهلُ بحقيقةِ الموتِ، رُوِيَ عَنِ الإمامِ الجوادِ -عليهِ السَّلامُ - لمّا سُئِلَ عَن عِلَّةِ كراهَةِ الموتِ، فقال: "لأنَّهُم جهلوهُ فكَرِهُوهُ، ولَو عَرفوهُ وكانوا مِن أولياءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لأَحَبّوهُ، ولَعَلِمُوا أنَّ الآخرةَ خيرٌ لهُم مِنَ الدُّنيا".

حُبُّ الموتِ وبُغضُهُ يعودُ الى معرِفَةِ ما يَلقاهُ المؤمِنُ بعدَ الموتِ وما يلقاهُ الكافِرُ والفاسِقُ بعدَ الموتِ ؛ رُوِيَ عَنِ الإمامِ العَسكَريّ -عليهِ السَّلامُ: "دخلَ عليٌّ بنُ محمّدٍ -عليهِما السَّلامُ- على مَريضٍ مِنْ أصحابِهِ وهُوَ يبكي ويجزَعُ مِنَ الموتِ، فقالَ لهُ: يا عبدَ اللهِ تخافُ مِنَ الموتِ لأنّكَ لا تَعرِفُهُ، أرأيتُكَ إذا اتَّسَخْتَ وتَقَذَّرْتَ وتَأَذَّيْتَ مِن كَثرَةِ القَذَرِ والوَسَخِ عليكَ، وأصابَكَ قروحٌ وجَرَبٌ، وعَلِمْتَ أنَّ الغُسلَ في حَمّامٍ يزيلُ ذلكَ كُلَّهُ، أمَا تريدُ أنْ تدخُلَهُ فتغسِلَ ذلكَ عنكَ؟ أَوَ ما تكرَهُ أنْ لا تَدخُلَهُ فيبقى ذلكَ عليكَ؟ قالَ: بَلى يا ابنَ رسولِ اللهِ، قالَ: فذاكَ الموتُ هُوَ ذلكَ الحمّامُ، وهُوَ آخِرُ ما بَقِيَ عليكَ مِن تمحيصِ ذنوبِكَ وتنقيَتِكَ مِن سيّئاتِكَ، فإذا أنتَ ورَدّتَ عليهِ وجاوَزْتَهُ فقدَ نجوتَ مِن كُلِّ غَمٍّ وهَمٍّ وأذىً، وَوَصَلْتَ إلى كُلِّ سرورٍ وفَرَحٍ، فسَكَنَ الرَّجُلُ ونَشِط واستسْلَمَ وغَمَّضَ عينَ نفسهِ ومضى لسبيلهِ".