المقصودُ بالتّغذيَةِ العاطِفيَّةِ للطّفلِ، المَحَبّةُ وإظهارُها للطّفلِ، فهِيَ الغِذاءُ الروحيُّ الأوّلُ لشخصيَّتهِ، وإعطاءُ العاطِفَةِ للطّفلِ يَتِمُّ مِن خلالِ أُمورٍ:
الأمرُ الأوّلُ: التعبيرُ الكَلامِيّ:
والتعبيرُ الكلاميُّ أُسلوبٌ نَدَبتْ إليهِ الرواياتُ، كما كانَ ذلكَ مِن فعلِ الرّسولِ الأكرَمِ -صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ-، حيثُ كانَ يقولُ عَنِ الحَسَنِ والحُسينِ عَليهِما السّلامُ: (اللّهُمَّ إنّي أُحِبُّهُما فأَحِبَّهُما وأَحِبَّ مَنْ يُحِبُّهُما)
ومِنْ كلامِ أميرِ المؤمنينَ يُخاطِبُ بهِ ولدَهُ الحسنَ بِكلماتٍ بليغَةٍ تعبَقُ بحنانِ الأُبوّةِ فيقولُ لهُ: (...وَوَجَدّتكَ بَعضِي، بَل وَجَدّتُكَ كُلّي، حَتّى كأنَّ شيئاً لَو أصابَكَ أصابَني).
الأمرُ الثاني - تقبيلُ الوَلَدِ:
مِنَ الأمورِ التي تَشحَنُ الوَلَدَ بالعاطِفَةِ هي التقبيلُ، ولتقبيلِ الوَلَدِ ثوابٌ كبيرٌ عندَ اللهِ تعالى؛ فَفِي الروايةِ عَنِ الإمامِ عليٍّ -عليهِ السّلامُ-: (أكثِرُوا مِن قُبلَةِ أولادِكُم؛ فإنَّ لكُم بِكُلِّ قُبلَةٍ دَرجةً في الجنَّةِ مَسيرَةَ خمُسمائةِ عامٍ).
الأمرُ الثالثُ - التّصابِي لَهُم:
فعَنِ النَّبيّ الأكرمِ -صلّى اللُه عليهِ وآلهِ وسَلَّم-: (مَن كانَ عندَهُ صَبِيٌّ فليَتَصَابَ لَهُ).
والمقصودُ مِنَ التَّصابي أنْ لا يتوَقَّعُ الوالِدُ مِن وَلَدِهِ سلوكَ الكِبارِ، بَل على العَكسِ، فعَلى الوالِدِ أنْ يتواصَلَ معَ الصَّبيّ بأُسلوبِهِ وبَحسبِ عُمرِهِ .