1
القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

الفردُ المُخلصُ يشبَهُ الجوهرةَ النّادِرَةَ التي يسعى الكثيرُ ليظفَرَ بِها؛ لأنَّ الحصولَ على إنسانٍ مُخلِصٍ يعني أنّكَ ظفَرتَ بكنزٍ لا يُقدَّرُ بثَمَنٍ.

إنَّ الزَّوجَ المُخلِصَ هُوَ صورةٌ صادِقَةٌ تتمثَّلُ لمشاعِرِ الزَّوجَةِ، تَتَحَسَّسُ إخلاصَهُ في كُلِّ كلمَةٍ يقولُها، وفي كُلِّ عَمَلٍ يقومُ بهِ تجاهَها وتجاهَ العائلةِ، فوجودُهُ يُشعِرُها بالاطمئنانِ والأمانِ.

والزَّوجةُ المُخلِصَةُ هِيَ تلكَ النموذجُ النقيُّ الناصِعُ البياضِ الذي يختَرِقُ قلبَ الزَّوجِ بالحُبِّ والاهتمامِ والرِّعايَةِ، فَهِيَ دائماً تسعى لأجلِ إسعادِهِ ودَعمِهِ.

يُسمّى الإخلاصُ في لسانِ الأحاديثِ الشريفَةِ بالنُّصحِ، ولهذا وردَ عَنِ العِترَةِ الطاهرَةِ بأنَّ

(النُّصحَ يُثمِرُ المَحبَّةَ، ويُثمِرُ الوِدَّ)

ولكنْ هَل مِنَ المُمكِنِ أنْ ينفَدَ رصيدُ الإخلاصِ عندَ الزَّوجينِ؟

نَعَم، قَد يَضعُفُ إخلاصُ أحدِ الزَّوجينِ إذا لم يُبادِلْهُ الآخرُ مشاعِرَ الرِّضا والتحفيزِ.. فإنَّ المِعطاءَ تجرَحُ مشاعِرَهُ المُرهَفَةَ النُّفوسُ المُتحجِّرَةُ وتؤذيهِ يُبوسَةُ القُلوبِ القاسِيَةِ، فالزَّوجُ الذي يَكِدُّ ويتعَبُ لأجلِ أنْ يأتيَ بلُقمَةٍ حلالٍ وطيّبَةٍ هانئةٍ لزوجَتِهِ وهِيَ لا تُبادِلُ عطاءَهُ وكَدَّهُ إلّا بالتَّذَمُّرِ والزَّعَلِ والنَّكَدِ سيُصابُ بالإحباطِ وخَيبَةِ الأملِ ويتحوَّلُ الى إنسانٍ آخَرَ،

والزَّوجُ الذي لا يُقابِلُ عطاءَ زوجَتِهِ ومحبَّتَها وإخلاصَها لَهُ وتفكيرَها الدائمَ لإسعادِهِ بالاهتمامِ والرِّعايَةِ إلّا بالجّفاءِ أوِ الانتقادِ واللّومِ سيُشعِرُها حتماً بالإحباطِ والانكسارِ والحُزنِ العَميقِ، وستَتَحوّلُ الى كُتلةٍ مُتجمِّدَةٍ مِنَ المشاعِرِ.

ولهذا جاءَ عَنِ الإمامِ الهادي -عليهِ السَّلامُ-: (لا تطلُبِ الصَّفا ممَّنْ كَدُرْتَ عَليهِ، ولا النُّصحَ ممَّنْ صَرَفْتَ سُوءَ ظنِّكَ إليهِ، فإنّما قَلبُ غيرِكَ لكَ كقَلبِكَ لَهُ).