1
القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

العِنادُ رَدُّ فِعلٍ طبيعيٍّ للإنسانِ في عُموم ِالحياةِ بإزاءِ المواقِفِ التي يجهَلُها ولم تَكُنْ لَهُ تجرِبَةٌ مُسبَقَةٌ بِها، كأنْ يُقالَ لَهُ قُمْ بقيادَةِ السيّارَةِ ولأوَّلِ مَرَّةٍ مَثلاً، أوِ الأمورُ التي تتصادَمُ معَ منفَعَتِهِ ومصالحِهِ. أوِ الأشياءُ التي يُدرِكُ خطورتَها وعواقِبَها أو يطلُبُ منهُ تركُ ما فيهِ ثمراتٌ وفوائدُ لمستقبَلِهِ..

والحياةُ الزوجيّةُ عالماً مَليئًا بالمُداخَلاتِ التي قد تدفَعُ بالزَّوجِ أوِ الزَّوجَةِ الى العِنادِ،

والكلامُ عَن شكوى يطرَحُها الأزواجُ عَن عِنادِ الزَّوجَةِ!

فهَل ما يُشاع مِن أنَّ هناكَ زوجَةٌ عنيدَةٌ أمرٌ صحيحٌ؟

قد يكونُ العِنادُ سِلاحاً تعتمِدُهُ الزَّوجَةُ لتواجِهَ بهِ صرامةَ الرَّجُلِ وخشونَتَه فتجِدُها تميلُ لإثباتِ شخصيَّتِها عِبرَ العِنادِ، فهُوَ حبلٌ تُمسِكُ بهِ حينَما لا تَجِدُ بُدّاً مِنهُ!

فلا تقسُو معَها أيُّها الزوجُ الكريمُ رُبَّما أنَّكَ لم تجُيدِ الإصغاءَ لما تقولَهُ هِيَ؟!

لا تُعاندِي وتختبئِي خلفَ الصَّمتِ والسُّكوتِ فما هذهِ طريقةٌ مُناسِبَةٌ لبيانِ موقِفِكِ

لا تكوني كالأطفالِ ترسُمي عنادَكَ على مُحيّا وَجهِكِ!

إشرَحِي.. بيِّني وجهَةَ نظرِكِ وفَصِّلِي ما بداخِلِكِ لتُفَهِّمِي زوجَكِ ومَن حولكِ لماذا أنتِ مُصرَّةٌ على مَوقِفِكِ!؟

فقد يُفسَّرُ عنادُكِ على أنّهُ ردُّ فِعلٍ سَلبيٍّ، فيكونُ عنادُكِ عَن غيرِ وَعيٍ وبَصيرَةٍ ونُضج ٍفيكونُ مِنَ العِنادِ المذمومِ.

بالفعلِ فَهُناكَ زوجاتٌ يُعانِدنَ لا لشيءٍ سِوى أنَّها لا تُريدُ فحَسب!

مِن حقِّكِ عزيزتي لا تُريدي وتعاندي لو كُنتِ في منزلِ بيتِ أبيكِ!

ولكنْ ؛ الآنَ أنتِ شريكٌ لزوجٍ ورُبَّما تحمِلينَ مسؤوليةَ أُسرَةٍ، فعِنادُكِ يَضُرُّ بالجميعِ ويُشَوِّشُ على هُدوءِ الأُسرَةِ ويجعَلُهُم مُضطَرِبينَ وخُصوصاً زوجَكِ،

نُقَدِّمُ لكم أيُّها الأزواجُ بعضَ التوجيهاتِ المُفيدَةِ التي تُساعِدُ على تخفيفِ حالاتِ العِنادِ السَّلبيِّ أو تحويلِهِ الى عِنادٍ مُبَرَّرٍ يوصَفُ بالإيجابيّةِ:

أولاً – طَمئِنْ زوجَتَكَ بأنَّكَ لا تهدُفُ مِن إصدارِ آرائِكَ (للسَّيطَرَةِ) وبَرهِنْ على ذلكَ بالتنازُلِ عَن بعضِ آرائِكَ.

ثانياً - عَبِّرْ لَها عَن حُبِّكَ واحترامِكَ لشخصِها مِن خِلالِ الإصغاءِ الكامِلِ والتامِّ لكُلِّ ما تقولُهُ وتَوَدُّ بيانَهُ حولَ الموضوعِ.

ثالثاً– لا تتجاهَلْ قناعاتِها فبَينَ أسبابِ دوافِعِكَ بوضوحٍ وشفافيّةٍ فأنتَ لستَ في مُعسكَرٍ بَل أمامَ أُنثَى، كُتلَةٌ مِنَ العواطِفِ والمشاعِرِ الحَسَّاسَةِ.

رابعاً – إياكَ أنْ تُكثِرَ مِنَ الرُّضوخِ أوِ الاسترضاءِ.. فمَعَ تَكرَارِ الاعتذارِ ستَتَعاظَمُ قناعَةُ الشخصِ بأنَّ عنادَهُ قد أجدَى نَفعَاً.

خامساً - على الزوجاتِ العَنيداتِ أنْ لا يعتَمِدنَ على حِلْمِ زوجِها وعَقلِهِ حتى لا يفورُ تنُّورُهُ وتتَفَجَّرُ براكينُ غَضَبِهِ فيخرُجُ عَن ضَبطِ أعصابِهِ وتَصيرُ الأمورُ الى عواقِبَ سَيِّئَةٍ.

سادساً- قد تلجَأُ الزَّوجَةُ الى العِنادِ استناداً الى التأثُّرِ بأُسلوبِ زَوجِها العَنيدِ، فَهِيَ تُعامِلُهُ بالمِثلِ كَرَدِّ فِعلٍ تُجاهَ عِنادِهِ، إمّا يكونُ ذلكَ طَبعاً لَها اكتَسَبَتهُ أو طريقةً لإرضاخِهِ، فراجِعْ نفسَكَ وَقَيِّمْ أُسلوبَكَ مَعَها.