1
القرآن الكريم
العقائد الإسلامية
الفقه واصوله
سيرة النبي وآله
علم الرجال
الأخلاق
الأسرة والمجتمع
اللغة العربية
الأدب العربي
التاريخ
الجغرافية
الإدارة و الإقتصاد
القانون
الزراعة
الكيمياء
الرياضيات
الفيزياء
الاحياء
الاعلام
اللغة الانكليزية

قد يقضي البعضُ وقتاً طويلاً في الدراسةِ والتَّعَلُّمِ دونَما أنْ يتذوَّقَ ثمرةَ العِلمِ أو يلمَسَ تغيُّراً واقعيّاً في نفسِهِ وشخصيتهِ، وربَّما حتى في حياتهِ المهنيّةِ والوظيفيّةِ، فإنَّ للعِلمِ حلاوةً ولذّةً روحيّةً تنعكِسُ على مزاجِ وسلوكِ المُتعلِّمِ، فيشعُرُ بالرِّضا والانشراحِ، إضافةً الى تنامي مهاراتِهِ، وتطوُّرِ خبراتهِ ...

وإذا واجهَتهُ عقباتٌ فكريّةٌ أو مَطَبّاتٌ اجتماعيةٌ فإنَّهُ يواجِهُها بصبرٍ جميلٍ وروحٍ متفائلةٍ وصمودٍ حتى يجتازَ تلكَ الأزماتِ ...

أمّا على مستوى عَلاقاتِهِ الاجتماعيّةِ فإنَّهُ سائِسٌ مَرِحٌ يَألَفُ ويُألَفُ، ويُبادِرُ لمدِّ يَدِ العَونِ والعَطاءِ للآخرينَ، وكثيراً ما يتغافَلُ عن الجاهلينَ والحَمقى ...

فالمُتعلِّمُ الحقيقيُّ كالنخلةِ دائمةِ الخُضرةِ، وتُعطي ثمارَها دونَما تَمايُزٍ للــقاطِفِ والرامِي !! وهذا ناتِجٌ عَن طريقةِ التَّعَلُّمِ الصحيحِ والاستفادةِ المُثمِرَةِ مِنَ العِلمِ.

وحتى نستفيدَ ممّا نتعلَّمُ يجبُ أنْ يتوَفَّرَ في المعلوماتِ التي نحصِلُ عليها هدفانِ:

الأوّل: هدفٌ رافِعٌ للشَّكِ والقَلقِ والغموضِ؛ لأنَّ المعلومةَ إذا اتَّصفَتْ بالدِّقّةِ واليقينِ وكانتْ سليمةً ومُبَرهَنٌ على صِحَّتِها فإنَّها ستُعطي نتائجَ صحيحةً وواقعيّةً.

الثاني: تطبيقيٌّ؛ بحيث تكونُ المعلومةُ هاديةً ومُرشِدةً نحوَ الصّوابِ والخَيرِ والكمالِ، وتدعمُ المنهجيةَ التطبيقيةَ والعَمَليّةَ في الحياةِ.

فينبغي على طالِبِ العِلمِ أنْ يَتَلمَّسَ هذينِ الهَدَفينِ في كُلِّ حقلٍ علميٍّ يتخصَّصُ فيهِ أو يَنهَلُ مِنهُ، وأيضاً حتى في مُطالعةِ الكُتُبِ الثقافيةِ والعِلميّةِ ينبغي أنْ يَتَلمَّسَ فيها القارئُ ذَيْنِكَ الهدفينِ وإلا فلا قيمةَ لمطالعةِ كميّاتٍ كثيرةٍ مِنَ المؤلّفاتِ دونَما أنْ تُثمِرَ عَن تحقيقٍ لذَينِكَ الهدفينِ في تغييرِ القناعاتِ وتصحيحِ الأفكارِ ودَعمِ الحياةِ العَمليّةِ والواقعيّةِ؛ فإنَّ بعضَ الأفكارِ والمعلوماتِ تَرَفٌ فكريٌّ وثرثرةٌ لا مَحَلَّ لها مِنَ التطبيقِ والواقِعِ.