المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


تقسيم القرآن الى سور وآيات


  

11640       04:56 مساءً       التاريخ: 31-5-2016              المصدر: الشيخ محمد جعفر شمس الدين
لا خلاف (1) بين المسلمين ، في أن تقسيم القرآن الى سور إنما هو أمر توقيفي ، بمعنى أ ، الله سبحانه هو الذي فرض هذا التقسيم ، وإنه لم يكن للنبي (صلى الله عليه واله) ولا لأحد غيره من البشر شأن في ذلك ، ولذا نجد الاتفاق قائماً على أن النبي (صلى الله عليه واله) ومن خلاله المسلمين ، كانوا يعرفون انتهاء سورة وابتداء سورة جديدة بنزول البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم) .
وكذلك اتفق المسلمون ، على أن تقسيم السور الى آيات إنما هو أمر توقيفي أيضاً ، بمعنى أن الله سبحانه هو الذي شاء ذلك وأنزله على نبيه (صلى الله عليه واله) ، حيث كان يبلغه الى الناس حسبما يوحي اليه من دون أي تدخل من قبله في تحديد الآيات بداية ونهاية .
والذي يؤكد ذلك ، ما ورد من التعبيرات القرآنية عن الآيات القرآنية وأن المقصود منها هو هذه المقاطع الموجودة في القرآن الكريم اليوم بين أيدينا والمحددة من حيث المبدأ والمنتهى ، قال تعالى : {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ } [هود: 1] .
والذي يدل على أن مفهوم الآية في عصرنا وما تقدم من عصور ، هو نفس المفهوم في عصر النبي (صلى الله عليه واله) ، ما ورد في السنة الشريفة من التعبير بلفظ آية عن هذه المقاطع الموجودة في سور القرآن الكريم .
منها : ما عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) قال : (قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين . . . الخ) (2) .
كما استعمل أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لفظ الآية وأرادوا به المعنى السائد في عصر الرسالة ، ومن الروايات الدالة على ذلك ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال : (القرآن عهد الله الى خلقه ، فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية) (3) .
وما روي عنه (عليه السلام) وقد سئل عن قوله تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي} [الحجر: 87] (4) ؟ قال : سورة الحمد ، وهي سبع آيات منها : (بسم الله الرحمن الرحيم) .
فتجزئة سورة الحمد الى سبع آيات كان من الله تعالى ، ولذا جاء التعبير عنها بالسبع المثاني في القرآن المجيد . الى غير ذلك من الروايات التي تدل بمجموعها على أن تقسيم السور الى آيات إنما كان بأمر الله وقد بلغه النبي (صلى الله عليه واله) الى الأمة كما أمر ، والذي يؤيد ذلك أيضاً اتفاق المسلمين منذ زمنه (صلى الله عليه واله) على التقسيم الموجود في سور القرآن الى الآيات المثبتة في كل سورة ، ولو كان التقسيم المذكور راجعاً الى أذواق الناس حتى العلماء والمجتهدين منهم ، لوجدنا اختلافاً كثيراً في التقسيم نظراً لاختلاف أنظارهم وأذواقهم واجتهاداتهم ، فعدم وجود مثل هذا الاختلاف ، يؤيد كون تقسيم السور الى آيات إنما هو أمر توقيفي من قبل الله وليس من صنع النبي (صلى الله عليه واله) وبطريق أولى ليس من صنع غيره من البشر .
ومن مؤكدات ذلك أيضاً ، إننا نجد العلماء عدوا كلمة آية برأسها ، في حين لم يعدوا كلمة مشابهة آية ، فمثلا : نجد في القرآن (حم) آية بينما (طس) ليست آية ، مع أن كلا منهما يتكون من حرفين . ونجد (ألم) و(ألمص) أين ما وردتا آية ، و(ألمر) و(ألر) لم يعد أي منهما آية برأسها .
أشكال ودفع
وهنا قد يرد إشكال ، وهو أن تحديد الآيات في كتاب الله إذا كان توقيفياً ، فلماذا نجد اختلاف العلماء في عدد آيات القرآن ، فمنهم من يقول بعدد معين ، بينما آخرون يوردون عدداً مختلفاً ؟
والجواب : هو أن اختلاف العلماء اختلافاً جزئياً في عدد آيات القرآن الكريم ، ناشئ من كيفية فهمهم هم عندما كانوا يتلقونها عن النبي (صلى الله عليه واله) عند تلاوتها عليهم ، فإنه (صلى الله عليه واله) كان يقف عند رؤوس الآي للتوقيف ، فإذا علم محلها وصل للتمام ، فيحسب السامع عندئذ أنها ليست فاصلة (5) ، وعليه فقد تندمج آيتان عند بعض المستمعين بحسب فهمه في آية واحدة ، أو يقسم السامع بحسب فهمه الآية الى آيتين . ومن هنا حصل هذا الاختلاف الجزئي ، إذ لم يحصل الاختلاف بين الأقوال إلا في عدد قليل جداً لا في الكثير أو الأكثر ، فبعد أن اتفقوا على أن عدد آيات القرآن هو ستة آلاف ومائتا آية ، اختلف بعضهم فيما زاد عن هذا العدد على أقوال ، تراوحت بين السبع عشرة آية والست والثلاثين آية ، وهذا العدد القليل يتناسب مع السبب الذي ذكره السيوطي ، من أن منشأه كان بسبب فهم المتلقي عنه (صلى الله عليه واله) حين تلاوته للآيات .
_____________________
(1) راجع سنن البيهقي . وقد نقل قوله الزركشي في البرهان ، 1/468-469 .
(2) أصول الكافي ، 2 ، كتاب فضل القرآن ، الباب 462 ، ح5 .
(3) وسائل الشيعة ، 4 / الباب 15 من أبواب قراءة القرآن ، ح1 .
(4) م . ن ، الباب 11 من أبواب القراءة في الصلاة ، ح2 .
(5) راجع البرهان ، للزركشي ، 1/251-252 .


Untitled Document
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق عليه السلام للشيخ المظفر والقرآن...
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... جريمة الزنا بين الشريعة...
د. فاضل حسن شريف
شبهة العصمة "لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ...
عبد العباس الجياشي
هل الاستشفاء بملابس الرسول (صلى الله عليه وآله) جائز؟
حسن الهاشمي
من أين لك هذا... خيال أم حقيقة؟!
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق عليه السلام للشيخ المظفر والقرآن...
إسلام سعدون النصراوي
إمام المحدثين وجليس المساكين
د. فاضل حسن شريف
کتاب الإمام الصادق عليه السلام للشيخ المظفر والقرآن...
احمد الخرسان
ذكرى استشهاد الإمام العظيم جعفرِ بن محمد الصادق (عليه...
د. فاضل حسن شريف
اشارات قرآنية من كتاب فقه الإمام الصادق للشيخ مغنية (ح...
نجم الحجامي
صحابة باعوا دينهم – 10 عمرو بن حريث المخزومي
حسن السعدي
الصوت: دراسة فيزيائية
علي الحسناوي
هل تجوز إحالة الموظف الى التقاعد بناء على طلبه إذا...
منتظر جعفر الموسوي
التضخم الاقتصادي عبر التاريخ والدروس المستفادة