أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/المؤمن/فضل المؤمنين ودرجاتهم/الإمام الصادق (عليه السلام)
أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثنا أبو
القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، قال: حدثني أبي، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال: كنت عند أبي عبد
الله (عليه السلام) فذكر عنده المؤمن وما يجب من حقه، فالتفت إلي أبو عبد الله
(عليه السلام) فقال لي : يا أبا الفضل، ألا أحدثك بحال المؤمن عند الله؟ فقلت: بلى
فحدثني جعلت فداك.
فقال : إذا قبض الله روح المؤمن صعد ملكاه
إلى السماء فقالا: يا ربي عبدك ونعم العبد، كان سريعا إلى طاعتك، بطيئا عن معصيتك،
وقد قبضته إليك، فما تأمرنا من بعده؟ فيقول الجليل الجبار: اهبطا إلى الدنيا،
وكونا عند قبر عبدي، وسبحاني ومجداني وهللاني وكبراني واكتبا ذلك لعبدي حتى أبعثه من
قبره.
ثم قال لي : ألا أزيدك؟ قلت: بلى. فقال:
إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه، فكلما رأى المؤمن هولا من
أهوال يوم القيامة قال له المثال : لا تجزع ولا تحزن وأبشر بالسرور والكرامة من
الله (عز وجل)، قال: فما يزال يبشره بالسرور والكرامة من الله (سبحانه) حثى يقف
بين يدي الله (عز وجل) ويحاسبه حسابا يسيرا، ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه،
فيقول له المؤمن : يرحمك الله، نعم الخارج معي من قبري، ما زلت تبشرني بالسرور
والكرامة من الله (عز وجل) حتى كان ذلك، فمن أنت؟ فيقول له المثال : أنا السرور الذي
أدخلته على أخيك في الدنيا خلقني الله منه لأبشرك .
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 195
تاريخ النشر : 2023-05-02