التفسير بالمأثور/الامامة/الإمام الصادق (عليه السلام)
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليه يقول: {إِنَّا
أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر: 1] صدق الله عز وجل أنزل الله
القرآن في ليلة القدر {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ } [القدر: 2] قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: لا أدري، قال الله عز وجل {لَيْلَةُ الْقَدْرِ
خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3] ليس فيها ليلة القدر، قال لرسول الله صلى
الله عليه وآله: وهل تدري لم هي خير من الف شهر؟ قال لا، قال: لأنها تنزل فيها
الملائكة والروح بإذن ربهم من كل أمر، وإذا أذن الله عز وجل بشئ فقد رضيه {سَلَامٌ
هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ } [القدر: 5] يقول: تسلم عليك يا محمد ملائكتي
وروحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى مطلع الفجر.
ثم قال: في بعض كتابه : { وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ
ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} [الأنفال: 25] في {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ
الْقَدْرِ} [القدر: 1] وقال في بعض كتابه :
{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ
مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى
عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ}
[آل عمران: 144] يقول في الآية الأولى: إن محمدا حين يموت، يقول أهل الخلاف لأمر
الله عز وجل: مضت ليلة القدر مع رسول الله صلى الله عليه وآله فهذه فتنة أصابتهم
خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم، لأنه إن قالوا: لم تذهب، فلابد أن يكون لله عز وجل
فيها أمر، وإذا أقروا بالأمر لم يكن له من صاحب بد.
المصدر : أصول الكافي
المؤلف : ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني
الجزء والصفحة : ج1 ، ص 248- 249
تاريخ النشر : 2024-04-11