أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الجنة والنار/جنة الدنيا ونارها/الإمام الصادق (عليه السلام)
محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد
بن سليمان، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله الاصم، عن
عبد الله بن بكر الارجاني قال: صحبت أبا عبد
الله عليه السلام في طريق مكة من المدينة فنزلنا منزلا يقال له: عسفان ثم مررنا بجبل
أسود عن يسار الطريق موحش، فقلت له: يابن رسول الله ما أوحش هذا الجبل ! ما رأيت
في الطريق مثل هذا، فقال لي: يابن بكر تدري أي جبل هذا ؟ قلت: لا، قال: هذا جبل
يقال له: الكمد وهو على واد من أودية جهنم، وفيه قتلة أبي: الحسين عليه السلام، استودعهم
فيه، تجري من تحتهم مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم، وما يخرج من جب الحوي،
وما يخرج من الفلق من آثام، وما يخرج من طينة الخبال، وما يخرج من جهنم،
وما يخرج من لظى من الحطمة، وما يخرج من سقر، وما يخرج من الجحيم، وما يخرج من الهاوية،
وما يخرج من السعير - وفي نسخة اخرى: وما يخرج من جهنم، وما يخرج من لظى
ومن الحطمة، وما يخرج من سقر، وما يخرج من الحميم - وما مررت بهذا الجبل في سفري
فوقفت به إلا رأيتهما يستغيثان إلى، وإني لأنظر إلى قتلة أبي فأقول لهما: هؤلاء
إنما فعلوا ما أسستما لم ترحمونا إذ وليتم، وقتلتمونا وحرمتمونا، ووثبتم على حقنا،
واستبددتم بالأمر دوننا، فلا رحم الله من يرحمكما، ذوقا وبال ما قدمتما، وما الله
بظلام للعبيد، فقلت له: جعلت فداك أين منتهى هذا الجبل ؟ قال: إلى الأرض السادسة
وفيها جهنم على واد من أوديته، عليه حفظته أكثر من نجوم السماء وقطر المطر وعدد
ما في البحار وعدد الثرى، قد وكل كل ملك منهم بشئ وهو مقيم عليه لا يفارقه.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 6 / صفحة [ 288 ]
تاريخ النشر : 2024-01-03