أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/التوحيد/النظر والمعرفة/الإمام علي عليه السلام
محمد بن إبراهيم
بن إسحاق الفارسي، عن أحمد بن محمد بن سعيد النسوي، عن أحمد بن محمد بن عبد الله
الصغدي - بمرو – عن محمد بن يعقوب بن الحكم العسكري، و أخيه معاذ بن يعقوب، عن
محمد بن سنان الحنظلي، عن عبد الله بن عاصم، عن عبد الرحمن ابن قيس،
عن ابن هاشم الرماني، عن زاذان، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه في حديث طويل
يذكر فيه قدوم الجاثليق المدينة مع مائة من النصارى، وما سأل عنه أبا بكر فلم يجبه،
ثم ارشد إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فسأله عن مسائل فأجابه
عنها، وكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عرفت الله بمحمد، أم عرفت
محمدا بالله ؟ فقال علي بن أبي طالب عليه السلام: ما عرفت الله عزوجل بمحمد - صلى
الله عليه وآله - ولكن عرفت محمدا بالله عزوجل، حين خلقه وأحدث فيه الحدود من طول
وعرض فعرفت أنه مدبر مصنوع باستدلال وإلهام منه وإرادة، كما ألهم الملائكة طاعته
وعرفهم نفسه بلا شبه ولا كيف. والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. وحدثنا علي بن
أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال: سمعت محمد بن يعقوب يقول: معنى قوله:
اعرفوا الله بالله يعني أن الله عزوجل خلق الاشخاص والألوان والجواهر والاعيان، فالأعيان:
الابدان، والجواهر: الارواح، وهو عزوجل لا يشبه جسما ولا روحا، وليس لاحد
في خلق الروح الحساس الدراك أثر ولا سبب، هو المتفرد بخلق الارواح والاجسام، فمن
نفى عنه الشبهين: شبه الابدان وشبه الارواح فقد عرف الله بالله، ومن شبهه بالروح
أو البدن أو النور فلم يعرف الله بالله.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 3 / صفحة [ 272 ]
تاريخ النشر : 2023-12-06