نهج البلاغة/الخطب/الخطبة -36-في تخويف أَهل النهروان
|
كلامه عليه السلام في تخويف أَهل النهروان تاريخ النشر : 2023-06-18
|
ومن
خطبة له (عليه السلام) في تخويف أَهل النهروان([1]):
فَأَنَا
نَذِيرٌ لَكُمْ أَنْ تُصْبِحُوا صَرْعَى بِأَثْنَاءِ([2]) هذَا
النَّهَرِ، وَبِأَهْضَامِ([3])
هذَا
الْغَائِطِ([4])،
عَلَى غَيْرِ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ، وَلا سُلْطَانٍ مُبِينٍ مَعَكُمْ، قَدْ طَوَّحَتْ
بِكُمُ([5])
الدَّارُ،
وَاحْتَبَلَكُمُ الْمِقْدَارُ([6])،
وَقَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ هذِهِ الْـحُكُومَةِ؛ فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ
إِبَاءَ الْـمُخَالِفِينَ الْـمُنَابِذِينَ، حَتَّى صَرَفْتُ رَأْيِي إِلَىْ
هَوَاكُمْ، وَأَنْتُمْ مَعَاشِرُ أَخِفَّاءُ الْـهَامِ([7])، سُفَهَاءُ الأحْلاَمِ([8])،
وَلَمْ آتِ ـ لا أَبَا لَكُمْ ـ بُجْراً([9])، وَلا أرَدْتُ بِكُمْ
ضُرّاً.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]ـ
رواها محمّد بن حبيب البغدادي (ت245) كما في شرح النهج لابن أبي الحديد 2: 283،
والزبير بن بكار (ت256) في الموفقيات: 325 ح181 قال: «حدّثنا أحمد بن معيد، قال:
حدّثني الزبير، قال: حدّثني عليّ ابن صالح، عن عامر بن صالح»، وابن قتيبة (ت276)
في الإمامة والسياسة 1: 168، والطبري (ت310) في تاريخه 4: 62 «قال أبو مخنف:
حدّثني مالك بن أعين، عن زيد بن وهب»، واستشهد ابن الأثير (ت606) في النهاية 1: 97
(بجر) و5: 266 (هضم) وكذلك ابن منظور (ت711) في لسان العرب 4: 41، 12 : 615 بقوله
(عليه السلام): «لم آت لا أبا لكم بجراً» وقوله: "صرعى بأثناء هذا النهر
وأهضام هذا الغائط".
[2]ـ
الثني: واحد أثناء الشيء، أي تضاعيفه.
[3]ـ
الأهضام: جمع هضم وهو المطمئنّ من الوادي.
[4]ـ
الغائط: ما سفل من الأرض.
[5]ـ طوّحت بكم:
أي توّهت بكم وذهبت بكم هاهنا وهاهنا، وهو كناية عن عدم إمكان استقرارهم بأرض.
[6]ـ
احتبل الصيد: أوقعه في الحبالة، والمقدار: القدر والقضاء.
[7]ـ
الهام: الرؤوس، وخفّة الرأس دليل قلّة العقل.
[8]ـ
سفهاء الأحلام: أي سفهاء العقول.
[9]
ـ البجر: الداهية والأمر العظيم، أو الشر.
تاريخ النشر : 2023-06-18