أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
المفيد عن
الكاتب عن الزعفراني عن الثقفي ، عن محمد بن إسماعيل عن زيد بن المعدل عن يحيى بن
صالح الطيالسي عن إسماعيل بن زياد عن ربيعة بن ناجد قال : لما وجه معاوية بن أبي
سفيان ابن عوف الغامدي إلى الأنبار إلى الغارة ، بعثه في ستة آلاف فارس ، فأغار
على " هيت " " والأنبار " وقتل المسلمين وسبي الحريم وعرض
الناس على البراءة من أمير المؤمنين عليه السلام ، استنفر أمير المؤمنين عليه
السلام الناس وقد كانوا تقاعدوا عنه واجتمعوا على خذلانه ، وأمر مناديه في الناس
فاجتمعوا فقام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه
وآله ثم قال : أما بعد أيها الناس ! فوالله لأهل مصركم في الأمصار ، أكثر في العرب
من الأنصار .
وما كان يوم
عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وآله أن يمنعوه ومن معه من المهاجرين ، حتى يبلغ
رسالات الله إلا قبيلتان ، صغير مولدهما ، ما هما بأقدم العرب ميلادا ، ولا
بأكثرهم عددا ، فلما آووا رسول الله صلى الله عليه وآله ، ونصروا الله ودينه ،
رمتهم العرب عن قوس واحدة ، وتحالفت عليهم اليهود ، وغزتهم القبائل قبيلة بعد
قبيلة . فتجردوا للدين ، وقطعوا ما بينهم وبين العرب من الحبائل ، وما بينهم وبين
اليهود من العهود ، ونصبوا لأهل نجد وتهامة وأهل مكة واليمامة وأهل الحزن وأهل
السهل ، قناة الدين ، وتصبروا تحت أحلاس الجلاد ، حتى دانت لرسول الله صلى الله
عليه وآله العرب ، ورأى فيهم قرة العين قبل أن يقبضه الله إليه . فأنتم في الناس
أكثر من أولئك في أهل ذلك الزمان من العرب .
فقام إليه رجل
آدم طوال فقال : ما أنت كمحمد ، ولا نحن كأولئك الذين ذكرت ، فلا تكلفنا ما لا
طاقة لنا به .
فقال أمير
المؤمنين عليه السلام : اخسأ [ أحسن " خ " ] مستمعا تحسن إجابة ، ثكلتكم
الثواكل ما تزيدوني إلا غما ، هل أخبرتكم أني مثل محمد ! أو أنكم مثل أنصاره !
وإنما ضربت [ لكم ] مثلا ، وأنا [ كنت ] أرجو أن تأسوا بهم .
ثم قام رجل آخر
وقال : ما أحوج أمير المؤمنين ومن معه إلى أصحاب النهروان . ثم تكلم الناس من كل
ناحية ولغطوا .
فقام رجل فقال
بأعلى صوته : استبان فقد الأشتر على أهل العراق ، أن لو كان حيا لقل اللغط ، ولعلم
كل امرئ ما يقول .
فقال لهم أمير
المؤمنين صلوات الله عليه : هبلتكم الهوابل ، لأنا أوجب عليكم حقا من الأشتر ، وهل
للأشتر عليكم من الحق إلا حق المسلم على المسلم ؟ ! وغضب فنزل .
فقام حجر بن عدي
وسعيد بن قيس فقالا : لا يسوءك الله يا أمير المؤمنين ، مرنا بأمرك نتبعه ، فوالله
العظيم ما يعظم جزعنا على أموالنا أن تفرق ، ولا على عشائرنا أن تقتل في طاعتك .
فقال لهم :
تجهزوا للمسير إلى عدونا .
ثم دخل عليه
السلام منزله ، ودخل عليه وجوه أصحابه فقال لهم : أشيروا علي برجل صليب ناصح يحشر
الناس من السواد .
فقال سعيد بن
قيس : عليك يا أمير المؤمنين بالناصح الأريب [ و ] الشجاع الصليب معقل بن قيس
التميمي .
قال : نعم . ثم
دعاه فوجهه وسار [ معقل ] ولم يعد حتى أصيب أمير المؤمنين عليه السلام .
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 34 / صفحة [ 147 ]
تاريخ النشر : 2025-10-26