أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
قال أبو مجلر :
قال علي بن أبي طالب عليه السلام : عابوا علي تحكيم الحكمين وقد حكم الله في طائر
حكمين .
إبانة أبي عبد
الله ابن بطة : ناظر ابن عباس جماعة الحرورية فقال : ماذا نقمتم على أمير المؤمنين
؟ قالوا : ثلاثا إنه حكم الرجال في دين الله فكفر به ، وقاتل ولم يغنم ولم يسب
ومحى اسمه من إمرة المؤمنين .
فقال : إن الله
حكم رجالا في أمر الله مثل قتل صيد فقال : " يحكم به ذوا عدل منكم " وفي
الاصلاح بين الزوجين قال : " فإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله
وحكما من أهلها " .
وأما إنه قاتل
ولم يسب ولم يغنم أفتسبون أمكم عائشة ثم تستحلون منها ما يستحل من غيرها فلئن
فعلتم لقد كفرتم وهي أمكم وإن قلتم ليست بأمنا فقد كذبتم لقوله : " وأزواجه
أمهاتكم " وأما أنه محى اسمه من إمرة المؤمنين فقد سمعتم بأن النبي صلى الله
عليه وآله أتاه سهيل بن عمرو وأبو سفيان للصلح يوم الحديبية فقال : اكتب هذا ما صالح
عليه محمد رسول الله صلى الله عليه وآله القصة ووالله لرسول الله صلى الله عليه
وآله خير من علي وما خرج من النبوة بذلك .
فقال بعضهم :
هذا من الذين قال الله تعالى : * ( بل هم قوم خصمون ) * وقال * (وتنذر به قوما لدا
) * قال : ورجع منهم خلق كثير .
وناظر عبد الله
بن يزيد الأباضي هشام بن الحكم قبل الرشيد فقال هشام : إنه لا مسألة للخوارج علينا
فقال الأباضي : كيف ذاك ؟ قال : لأنكم قوم قد اجتمعتم معنا على ولاية رجل وتعديله
والإقامة بإمامته وفضله ثم فارقتمونا في عداوته والبراءة منه فنحن على إجماعنا
وشهادتكم لنا وخلافكم لنا غير قادح في مذهبنا ودعواكم غير مقبولة علينا إذ
الاختلاف لا يقابل بالاتفاق وشهادة الخصم لخصمه مقبولة وشهادته عليه مردودة غير
مقبولة .
فقال يحيى بن
خالد : قد قرب قطعه ولكن جاره شيئا فقال هشام : ربما انتهى الكلام إلى حد يغمض
ويدق عن الافهام ، والانصاف بالواسطة والواسطة إن كان من أصحابي لم يؤمن عليه
العصبية لي وإن كان من أصحابك لم أجبه في الحكم علي وإن كان مخالفا لنا جميعا لم
يكن مأمونا علي ولا عليك ولكن يكون رجلا من أصحابي ورجلا من أصحابك فينظران فيما بيننا
قال : نعم فقال هشام : لم يبق معه شيء .
ثم قال : إن
هؤلاء القوم لم يزالوا معنا على ولاية أمير المؤمنين حتى كان من أمر الحكمين ما
كان فأكفروه بالتحكيم وضللوه بذلك ، والآن هذا الشيخ قد حكم رجلين مختلفين في
مذهبهما أحدهما يكفره والآخر يعدله فإن كان مصيبا في ذلك فأمير المؤمنين أولى
بالصواب وإن كان مخطئا فقد أراحنا من نفسه بشهادته بالكفر عليها والنظر في كفره
وإيمانه أولى من النظر في إكفاره عليا عليه السلام .
فاستحسن الرشيد
ذلك وأمر له بجائزة .
وقال الطاقي
للضحاك الشاري لما خرج من الكوفة محكما وتسمى بإمرة المؤمنين : لم تبرأتم من علي
بن أبي طالب واستحللتم قتاله ؟ قال : لأنه حكم في دين الله قال : وكل من حكم في
دين الله استحللتم قتله ؟ قال : نعم قال : فأخبرني عن الدين الذي جئت به أناظرك
عليه لادخل فيه معك إن علت حجتك حجتي ؟ قال : فمن شهد للمصيب بصوابه لابد لنا من
عالم يحكم بيننا قال : لقد حكمت يا هذا في الدين الذي جئت به أناظرك فيه قال : نعم
فأقبل الطاقي على أصحابه فقال : إن هذا صاحبكم قد حكم في دين الله فشأنكم به
فضربوا الضحاك بأسيافهم .
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : جزء 33 / صفحة [ 421 ]
الجزء والصفحة : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
تاريخ النشر : 2025-10-20