الوضع الليلي
انماط الصفحة الرئيسية

النمط الأول

النمط الثاني

النمط الثالث

0
اليوم : الخميس ٢٣ ربيع الآخر ١٤٤٧هـ المصادف ۱٦ تشرين الأول۲۰۲٥م

أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر
أحاديث وروايات عامة
أحداث الظهور وآخر الزمان
الأخذ بالكتاب والسنة وترك البدع والرأي والمقايس
الأخلاق والآداب
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
التقوى والعمل والورع واليقين
التقية
التوبة والاستغفار
الجنة والنار
الحب والبغض
الحديث والرواية
الخلق والخليقة
الدنيا
الذنب والمعصية واتباع الهوى
الشيعة
العقل
العلم والعلماء
الفتنة والفقر والابتلاء والامتحان
القلب
المعاشرة والمصاحبة والمجالسة والمرافقة
الموت والقبر والبرزخ
المؤمن
الناس واصنافهم
أهل البيت (عليهم السلام)
بلدان واماكن ومقامات
سيرة وتاريخ
عفو الله تعالى وستره ونعمته ورحمته
فرق وأديان
وصايا ومواعظ
مواضيع متفرقة
الفقه وقواعده
الاسراء والمعراج
الإيمان والكفر
الأنصاف والعدل والظلم بين الناس
الاسلام والمسلمين
الاطعمة والاشربة
أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
لا حكم إلا لله ولو كره المشركون(الخوارج)...
تاريخ النشر : 2025-10-15
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: روى ابن ديزيل في كتاب صفين عن عبد الرحمان بن زياد عن خالد بن حميد عن عمر مولى غفرة قال: لما رجع علي عليه السلام من صفين إلى الكوفة أقام الخوارج حتى جموا ثم خرجوا إلى صحراء بالكوفة تسمى حروراء فتنادوا: لا حكم إلا لله ولو كره المشركون ألا إن معاوية وعليا أشركا في حكم الله. فأرسل علي عليه السلام إليهم عبد الله بن العباس فنظر في أمرهم وكلمهم ثم رجع إلى علي عليه السلام فقال له: ما رأيت ؟ فقال ابن عباس: والله ما أدري ما هم ؟ فقال عليه السلام أرأيتهم منافقين ؟ فقال: والله ما سيماهم سيماء منافقين إن بين أعينهم لاثر السجود [وهم] يتأولون القرآن. فقال عليه السلام: دعوهم ما لم يسفكوا دما أو يغصبوا مالا وأرسل إليهم: ما هذا الذي أحدثتم وما تريدون ؟ قالوا: نريد أن نخرج نحن وأنت ومن كان معنا بصفين ثلاث ليال ونتوب إلى الله من أمر الحكمين ثم نسير إلى معاوية فنقاتله حتى يحكم الله بيننا وبينه فقال علي عليه السلام: فهلا قلتم هذا حين بعثنا الحكمين وأخذنا منهم العهد وأعطيناهموه ألا قلتم هذا حينئذ قالوا: كنا قد طالت الحرب علينا واشتد البأس وكثر الجراح وكل الكراع والسلاح ! ! فقال لهم: أفحين اشتد البأس عليكم عاهدتم فلما وجدتم الجمام قلتم ننقض العهد ؟ ! ! إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يفي للمشركين بالعهد أفتأمرونني بنقضه ؟ فمكثوا مكانهم لا يزال الواحد منهم يرجع إلى علي عليه السلام ولا يزال الآخر منهم يخرج من عند علي عليه السلام فدخل واحد منهم على علي عليه السلام بالمسجد والناس حوله فصاح: لا حكم إلا لله ولو كره المشركون فتلفت الناس فنادى: لا حكم إلا لله ولو كره المتلفتون ! ! فرفع علي عليه السلام رأسه إليه فقال: لا حكم إلا لله ولو كره أبو حسن فقال عليه السلام: إن أبا حسن لا يكره أن يكون الحكم لله ثم قال: حكم الله انتظر فيكم. فقال له الناس: هلا ملت يا أمير المؤمنين على هؤلاء فأفنيتهم ؟ فقال: إنهم لا يفنون إنهم لفي أصلاب الرجال وأرحام النساء إلى يوم القيامة.
قال: وروى أنس بن عياض المدني عن جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه عن جده عليهما السلام أن عليا عليه السلام كان يوما يؤم الناس وهو يجهر بالقراءة فجهر ابن الكواء من خلفه: * (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) * فلما جهر ابن الكواء من خلفه بها سكت علي عليه السلام فلما أنهاها ابن الكواء عاد علي عليه السلام فأتم قراءته فلما شرع علي عليه السلام في القراءة أعاد ابن الكواء الجهر بتلك الآية فسكت علي عليه السلام فلم يزالا كذلك يسكت هذا ويقرأ ذاك مرارا حتى قرأ علي عليه السلام * (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) * فسكت ابن الكواء وعاد علي عليه السلام إلى قراءته.
قال: وذكر الطبري في التاريخ أن عليا عليه السلام لما دخل الكوفة دخلها معه كثير من الخوارج وتخلف منهم بالنخيلة وغيرها خلق كثير لم يدخلوها فدخل حرقوص بن زهير السعدي وزرعة بن برج الطائي وهما من رؤوس الخوارج على علي عليه السلام فقال له حرقوص: تب من خطيئتك واخرج بنا إلى معاوية نجاهده. فقال عليه السلام: إني كنت نهيت عن الحكومة فأبيتم ثم الآن تجعلوها ذنبا ؟ أما إنها ليست بمعصية ولكنها عجز من الرأي وضعف في التدبير وقد نهيتكم عنه. فقال له زرعة: أما والله لئن لم تتب من تحكيمك الرجال لأقتلنك أطلب بذلك وجه الله ورضوانه. فقال له علي عليه السلام: بؤسا لك ما أشقاك كأني بك قتيلا تسفي عليك الرياح ! ! قال زرعة: وددت أنه كان ذلك. وخرج علي عليه السلام يخطب الناس فصاحوا به من جوانب المسجد: لا حكم إلا لله. وصاح به رجل: " ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين ". فقال علي عليه السلام: " فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ".
وروى ابن ديزيل في كتاب صفين قال كانت الخوارج في أول ما انصرفت عن رايات علي عليه السلام تهدد الناس قتلا قال: فأتت طائفة منهم على النهر إلى جنب قرية فخرج منها رجل مذعورا آخذا بثيابه فأدركوه فقالوا له: أرعبناك ؟ قال: أجل فقالوا: قد عرفناك أنت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قال: نعم قالوا: فما سمعت من أبيك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: فحدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن فتنة جائية القاعد منها خير من القائم الحديث.
وقال غيره: بل حدثهم أن طائفة تمرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية يقرؤن القرآن صلاتهم أكثر من صلاتكم الحديث. فضربوا رأسه فسال دمه في النهر ما إمذقر أي ما اختلط بالماء كأنه شراك ثم دعوا بجارية له حبلى فبقروا عما في بطنها. وقال: عزم علي عليه السلام الخروج من الكوفة إلى الحرورية وكان في أصحابه منجم فقال له: يا أمير المؤمنين لا تسر في هذ الساعة وسر على ثلاث ساعات مضين من النهار فإنك إن سرت في هذه الساعة أصابك وأصاب أصحابك أذى وضر شديد وإن سرت في الساعة التي أمرتك بها ظهرت وظفرت وأصبت ما طلبت. فقال له [علي عليه السلام:] أتدري ما في بطن فرسي هذه أذكر هو أم أنثى قال: إن حسبت علمت. فقال عليه السلام: من صدقك بهذا فقد كذب بالقرآن قال الله تعالى: * (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام) * [34 / لقمان] الآية ثم قال عليه السلام:
إن محمدا صلى الله عليه وآله ما كان يدعي علم ما ادعيت علمه أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي يصيب النفع من سار فيها وتصرف عن الساعة التي يحيق السوء بمن سار فيها فمن صدقك بهذا فقد استغنى عن الاستعانة بالله عزوجل في صرف المكروه عنه وينبغي للموقن بأمرك أن يوليك الحمد دون الله جل جلاله لأنك بزعمك هديته إلى الساعة التي يصيب النفع من سار فيها وصرفته عن الساعة التي يحيق السوء بمن سار فيها فمن آمن بك في هذا لم آمن عليه أن يكون كمن اتخذ من دون الله ضدا وندا اللهم لا طير إلا طيرك ولا ضير إلا ضيرك ولا إله غيرك. ثم قال:: نخالف ونسير في الساعة التي نهيتنا عنها ثم أقبل على الناس فقال: أيها الناس إياكم والتعلم للنجوم إلا ما يهتدى به في ظلمات البر والبحر إنما المنجم كالكاهن والكاهن كالكافر والكافر في النار أما والله إن بلغني أنك تعمل بالنجوم لأخلدنك السجن أبدا ما بقيت ولأحرمنك العطاء ما كان لي سلطان. ثم سار في الساعة التي نهاه عنها المنجم فظفر بأهل النهر وظهر عليهم ثم قال: لو لم نسر في الساعة التي نهانا عنها المنجم لقال الناس: سار في الساعة التي أمر بها المنجم فظفر وظهر أما إنه ما كان لمحمد صلى الله عليه وآله منجم ولا لنا من بعده حتى فتح الله علينا بلاد كسرى وقيصر أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به فإنه يكفي ممن سواه. قال فروى مسلم الضبي عن حبة العرني قال: لما انتهينا إليهم رمونا فقلنا لعلي عليه السلام: يا أمير المؤمنين قد رمونا فقال كفوا ثم رمونا فقال لنا كفوا ثم الثالثة فقال: الآن طاب القتال احملوا عليهم.
وروى أيضا عن قيس بن سعد بن عبادة أن عليا عليه السلام لما انتهى إليهم قال لهم: أقيدونا بدم عبد الله بن خباب فقالوا: كلنا قتله فقال: احملوا عليهم. وذكر أبو هلال العسكري في كتاب الاوائل أن أول من قال: لا حكم إلا لله عزوجل عروة بن حبير قالها بصفين وقيل: [أول من قالها] يزيد بن عاصم المحاربي قال: وكان أميرهم أول ما اعتزلوا ابن الكوا ثم بايعوا عبد الله بن وهب الراسبي. وذكر المدائني في كتاب الخوارج قال: لما خرج علي عليه السلام إلى أهل النهر أقبل رجل من أصحابه ممن كان على مقدمته يركض حتى انتهى إلى علي فقال: البشرى يا أمير المؤمنين قال: ما بشراك ؟ قال: إن القوم عبروا النهر لما بلغهم وصولك فأبشر فقد منحك الله أكتافهم. فقال: الله أنت رأيتهم قد عبروا ؟ قال: نعم فأحلفه ثلاث مرات في كلها يقول نعم فقال عليه السلام: والله ما عبروا ولن يعبروه وإن مصارعهم لدون النطفة والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لن يبلغوا الا ثلاث ولا قصر بوران حتى يقتلهم الله وقد خاب من افترى. قال: ثم أقبل فارس آخر يركض فقال كقول الاول فلم يكترث عليه السلام بقوله وجاءت الفرسان كلها تركض وتقول مثل ذلك فقام علي عليه السلام فجال في متن فرسه قال: فقال شاب من الناس: والله لأكونن قريبا منه فإن كانوا عبروا النهر لأجعلن سنان هذا الرمح في عينيه أيدعي علم الغيب ؟ ! فلما انتهى علي إلى النهر وجد القوم قد كسروا جفون سيوفهم وعرقبوا خيلهم وجثوا على ركبهم وتحكموا تحكيمة واحدة بصوت عظيم له زجل. فنزل ذلك الشاب فقال: يا أمير المؤمنين إني كنت شككت فيك آنفا وإني تائب إلى وإليك الله فاغفر لي فقال عليه السلام إن الله هو الذي يغفر الذنوب فاستغفره. وذكر المبرد في الكامل قال: لما واقفهم علي عليه السلام بالنهروان قال: لا تبدؤهم بقتال حتى يبدؤكم فحمل منهم رجل على صف علي عليه السلام فقتل منهم ثلاثة فخرج إليه عليه السلام فضربه فقتله فلما خالطه سيفه قال: يا حبذا الروحة إلى الجنة فقال عبد الله بن وهب: والله ما أدري إلى الجنة أم إلى النار.
فقال رجل منهم من بني سعد: إنما حضرت اغترارا بهذا الرجل - يعني عبد الله وأراه قد شك واعتزل عن الحرب بجماعة من الناس. وما ألف منهم إلى جهة أبي أيوب الانصاري وكان على ميمنة علي عليه السلام فقال لأصحابه: احملوا عليهم فو الله لا يقتل منكم عشرة ولا يسلم منهم عشرة. فحمل عليهم فطحنهم طحنا [و] قتل من أصحابه عليه السلام تسعة وأفلت من الخوارج ثمانية. وذكر المبرد وغيره أيضا أن أمير المؤمنين عليه السلام لما وجه إليهم عبد الله بن العباس ليناظرهم قال لهم: ما الذي نقمتم على أمير المؤمنين قالوا له: قد كان للمؤمنين أميرا فلما حكم في دين الله خرج من الايمان فليتب بعد إقراره بالكفر نعد إليه.
قال ابن عباس: ما ينبغي لمؤمن لم يشب إيمانه بشك أن يقر على نفسه بالكفر. قالوا: إنه أمر بالتحكيم. قال: إن الله أمر بالتحكيم في قتل صيد فقال " يحكم به ذوا عدل منكم " [95 / المائدة] فكيف في إمامة قد أشكلت على المسلمين ؟ فقالوا: إنه قد حكم عليه فلم يرض. قال: إن الحكومة كالإمامة ومتى فسق الامام وجبت معصيته وكذلك الحكمان لما خالفا نبذت أقاويلهما. فقال بعضهم لبعض: اجعلوا احتجاج قريش حجة عليهم فإن هذا من الذين قال الله فيهم: * (بل هم قوم خصمون) * [58 / الزخرف] وقال جل ثناؤه: * (وتنذر به قوما لدا) * [97 / مريم]. وقال المبرد: أول من حكم عروة بن أدية وقيل رجل من بني محارب يقال له سعيد.
ولم يختلفوا في اجتماعهم على عبد الله بن وهب الراسبي وأنه امتنع عليهم وأومى إلى غيره فلم يرضوا إلا به فكان إمام القوم وأول سيف سل من سيوف الخوارج سيف عروة بن أدية وذاك إنه أقبل على الاشعث فقال له: ما هذه الدنية يا أشعث وما هذا التحكيم أشرط أوثق من شرط الله عزوجل ؟ ثم شهر عليه السيف والاشعث مول فضرب به عجز بغلته. وعروة [هذا] من الذين نجوا من حرب النهروان فلم يزل باقيا مدة في أيام معاوية حتى أتي به زياد ومعه مولى له فسأله عن أبي بكر وعمر فقال خيرا فسأله عن عثمان وأبي تراب فتولى عثمان ست سنين من خلافته ثم شهد عليه بالكفر وفعل في أمر علي عليه السلام مثل ذلك إلى أن حكم ثم شهد عليه بالكفر ثم سأله عن معاوية فسبه سبا قبيحا ثم سأله عن نفسه فقال له: أو لك لزنية وآخرك لدعوة وأنت بعد عاص لربك. فأمر به [زياد] فضرب عنقه ثم دعا مولاه فقال له: صف لي أموره قال: أطنب أم أختصر ؟ قال: بل اختصر. قال: ما أتيته بطعام بنهار [قط] ولا فرشت له فراشا بليل قط. قال: وسبب تسميتهم الحرورية أن عليا عليه السلام لما ناظرهم بعد مناظرة ابن عباس إياهم كان فيما قال لهم: ألا تعلمون أن هؤلاء القوم لما رفعوا المصاحف قلت لكم إن هذه مكيدة ووهن ولو أنهم قصدوا إلى حكم المصاحف لاتوني وسألوني التحكيم أفتعلمون أن أحدا كان أكره للتحكيم مني قالوا صدقت قال: فهل تعلمون أنكم استكرهتموني على ذلك حتى أجبتكم إليه فاشترطت أن حكمها نافذ ما حكما بحكم الله فمتى خالفاه فأنا وأنتم من ذلك براء وأنتم تعلمون أن حكم الله لا يعدوني قالوا اللهم نعم. قال: وكان معهم في ذلك الوقت ابن الكواء قال: وهذا من قبل أن يذبحوا عبد الله بن خباب وإنما ذبحوه في الفرقة الثانية بكسكر فقالوا له: حكمت في دين الله برأينا ونحن مقرون بأنا كنا كفرنا ولكنا الآن تائبون فأقر بمثل ما أقررنا به وتب ننهض معك إلى الشام. فقال: أما تعلمون أن الله تعالى قد أمر بالتحكيم في شقاق بين الرجل وامرأته فقال سبحانه: * (فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها) * [35 / النساء: 4] وفي صيد أصيب كإرنب يساوي نصف درهم فقال: " يحكم به ذوا عدل منكم " فقالوا له: فإن عمرا لما أبى عليك أن تقول في كتابك: " هذا ما كتبه عبد الله علي أمير المؤمنين " محوت اسمك من الخلافة وكتبت " علي بن أبي طالب " فقد خلعت نفسك.
فقال: لي برسول الله صلى الله عليه وآله أسوة حين أبى عليه سهيل بن عمرو أن يكتب " هذا ما كتبه محمد رسول الله وسهيل بن عمرو " وقال له: لو أقررت بأنك رسول الله صلى الله عليه وآله ما خالفتك ولكني أقدمك لفضلك فاكتب " محمد بن عبد الله " فقال لي: يا علي امح رسول الله صلى الله عليه وآله قلت لا تشجعني نفسي على محو اسمك من النبوة قال: فقفني عليه فمحاه بيده ثم قال: اكتب " محمد بن عبد الله " ثم تبسم إلي وقال يا علي أما إنك ستسام مثلها فتعطى فرجع معه منهم ألفان من حروراء وقد كانوا تجمعوا بها فقال لهم علي: ما نسميكم ثم قال: أنتم الحرورية لاجتماعكم بحروراء. وروى أهل السير كافة أن عليا عليه السلام لما طحن القوم طلب ذا الثدية طلبا شديدا وقلب القتلى ظهرا لبطن فلم يقدر عليه فساءه ذلك وجعل يقول والله ما كذبت ولا كذبت اطلبوا الرجل وإنه لفي القوم فلم يزل يتطلبه حتى وجده وهو رجل مخدج اليد كأنها ثدي في صدره.
وروى ابن ديزيل عن الاعمش عن زيد بن وهب قال: لما شجرهم علي عليه السلام بالرماح قال: اطلبوا ذا الثدية فطلبوا طلبا شديدا حتى وجدوه في وهدة من الارض تحت ناس من القتلى فأتي به وإذا رجل على يديه مثل سبلات السنور فكبر علي عليه السلام وكبر الناس معه سرورا بذلك. وروى أيضا عن مسلم الضبي عن حبة العرني قال: كان رجلا أسود منتن الريح له يد كثدي المرأة إذا مدت كانت بطول اليد الاخرى وإذا تركت اجتمعت وتقلصت وصارت كثدي المرأة عليها شعرات مثل شوارب الهرة فلما وجدوه قطعوا يده ونصبوها على رمح ثم جعل علي عليه السلام ينادي صدق الله وبلغ رسوله لم يزل يقول ذلك هو وأصحابه بعد العصر إلى أن غربت الشمس أو كادت. وروى أيضا أنه قال: لما عيل صبر علي عليه السلام في طلب المخدج قال: ائتوني ببغلة رسول الله صلى الله عليه وآله فركبها واتبعه الناس فرأى القتلى وجعل يقول: اقلبوا فيقلبون قتيلا عن قتيل حتى استخرجه فسجد علي عليه السلام. وروى كثير من الناس أنه لما دعى بالبغلة قال: ائتوني بها فإنها هادية فوقفت به على المحدج فأخرجه من تحت قتلى كثيرين.
وروى العوام بن حوشب عن أبيه عن جده يزيد بن رويم قال: قال علي عليه السلام يقتل اليوم أربعة آلاف من الخوارج أحدهم ذو الثدية فلما طحن القوم ورام استخراج ذي الثدية فأتعبه أمرني أن أقطع له أربعة آلاف قصبة فركب بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: اطرح على كل قتيل منهم قصبة فلم أزل كذلك وأنا بين يديه وهو راكب خلفي والناس يتبعونه حتى بقيت في يدي واحدة فنظرت إليه وإذا وجهه أربد وإذا هو يقول: والله ما كذبت ولا كذبت فإذا خرير ماء عند موضع دالية فقال: فتش هذا ففتشته فإذا قتيل قد صار في الماء وإذا رجله في يدي فجذبتها وقلت هذه رجل إنسان فنزل عن البلغة مسرعا فجذب الرجل الاخرى وجررناه حتى صار على التراب فإذا هو المخدج فكبر علي عليه السلام بأعلى صوته ثم سجد فكبر الناس كلهم.
وقد روى كثير من المحدثين أن النبي صلى الله عليه وآله لأصحابه يوما: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله فقال أبو بكر: أنا يا رسول الله قال: لا. فقال عمر: أنا يا رسول الله ؟ قال: لا بل هو خاصف النعل وأشار إلى علي عليه السلام.
وقد روى المحدثون أن رجلا تلا بحضرة علي عليه السلام * (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) * [104 / الكهف: 18] فقال علي عليه السلام: أهل حروراء منهم. قال المبرد: ومن شعر أمير المؤمنين الذي لا اختلاف فيه أنه قاله وكان يردده أنهم لما ساموه أن يقر بالكفر ويتوب حتى يسيروا معه إلى الشام فقال: أبعد صحبة رسول الله صلى الله عليه وآله والتفقه في دين الله أرجع كافرا ثم قال: يا شاهد الله علي فاشهد * أني على دين النبي أحمد
    من شك في الله فإني مهتدي   *   يا رب فاجعل في الجنان موردي
وروى أيضا في الكامل أن عليا عليه السلام في أول خروج القوم عليه دعا صعصعة بن صوحان العبدي وقد كان وجهه إليهم زياد بن النضر الحارثي مع عبد الله بن عباس فقال لصعصعة بن صوحان: بأي القوم رأيتهم أشد إطافة ؟ فقال بيزيد بن قيس الارحبي. فركب علي عليه السلام إلى حروراء فجعل يتخللهم حتى صار إلى مضرب يزيد بن قيس فصلى فيه ركعتين ثم خرج فاتكأ على قوسه وأقبل على الناس فقال: هذا مقام من فلج فيه فلج إلى يوم القيامة ثم كلمهم وناشدهم فقالوا: إنا أذنبنا ذنبا عظيما بالتحكيم وقد تبنا فتب إلى الله كما تبنا نعدلك. فقال علي عليه السلام: أنا أستغفر الله من كل ذنب. فرجعوا وهم ستة آلاف فلما استقروا بالكوفة أشاعوا أن عليا عليه السلام رجع عن التحكيم ورآه ضلالا وقالوا: إنما ينتظر أمير المؤمنين أن يسمن الكراع ويجبي المال ثم ينهض بنا إلى الشام. فأتى الاشعث عليا عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين إن الناس قد تحدثوا أنك رأيت الحكومة ضلالا والاقامة عليها كفرا. فقام علي عليه السلام فخطب فقال: من زعم أني رجعت عن الحكومة فقد كذب ومن رآها ضلالا فقد ضل. فخرجت حينئذ الخوارج من المسجد فحكمت. ثم قال ابن أبي الحديد: كل فساد كان في خلافة أمير المؤمنين عليه السلام وكل اضطراب حدث فأصله الاشعث ولولا محاقة أمير المؤمنين عليه السلام في معنى الحكومة في هذه المرة لم يكن حرب النهروان ولكان عليه السلام ينهض بهم إلى معاوية ويملك الشام فإنه صلوات الله عليه حاول أن يسلك معهم مسلك التعريض والمواربة وفي المثل النبوي: الحرب خدعة. وذلك أنهم قالوا: تب إلى الله مما فعلت كما تبنا ننهض معك إلى الحرب فقال لهم كلمة مرسلة يقولها الانبياء والمعصومون فرضوا بها وعدوها إجابة لهم إلى سؤالهم وصفت له عليه السلام نياتهم واستخلص بها ضمائرهم من غير أن تتضمن تلك الكلمة اعترافا بكفر أو ذنب فلم يتركه الاشعث وجاء إليه مستفسرا فأفسد الامر ونقض ما دبره عليه السلام وعادت الخوارج إلى شبهتها الاولى وهكذا الدول التي تظهر فيها أمارات الزوال يتاح لها أمثال الاشعث من أولى الفساد في الارض سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا. ثم قال: قال المبرد ثم مضى القوم إلى النهروان وقد كانوا أرادوا المضي إلى المدائن فمن طريف أخبارهم أنهم أصابوا في طريقهم مسلما ونصرانيا فقتلوا المسلم لأنه عندهم كافر واستوصوا بالنصراني وقالوا: احفظوا ذمة نبيكم. قال ولقيهم عبد الله بن خباب في عنقه مصحف على حمار ومعه امرأته وهي حامل فقالوا له: إن هذا الذي في عنقك ليأمرنا بقتلك ! ! فقال لهم: ما أحياه القرآن فأحيوه وما أماته فأميتوه. فوثب رجل منهم على رطبة سقطت من نخلة فوضعها في فيه فصاحوا به فلفظها تورعا. وعرض لرجل منهم خنزير فضربه فقتله فقالوا: هذا فساد في الارض وأنكروا قتل الخنزير ! ! ثم قالوا لابن خباب: حدثنا عن أبيك فقال: سمعت أبي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ستكون بعدي فتنة يموت فيها قلب الرجل كما يموت بدنه يمسي مؤمنا ويصبح كافرا فكن عبد الله المقتول ولا تكن القاتل.
قالوا: فما تقول في أبي بكر وعمر فأثنى خيرا قالوا: فما تقول في علي بعد التحكيم وفي عثمان في السنين الست الاخيرة فأثنى خيرا. قالوا: فما تقول في التحكيم والحكومة ؟ قال: إن عليا أعلم بالله منكم وأشد توقيا على دينه وأنفذ بصيرة. فقالوا: إنك لست بمتبع الهدى إنما تتبع الرجال على إيمانهم ثم قربوه إلى النهر فأضجعوه وذبحوه. قال: وساوموا رجلا نصرانيا بنخلة له فقال: هي لكم فقالوا: ما كنا لنأخذها إلا بثمن. فقال: واعجباه أتقتلون مثل عبد الله بن خباب ولا تقبلون جنا نخلة.
وروى أبو عبيدة قال: طعن واحد من الخوارج يوم النهروان فمشى في الرمح وهو شاهر سيفه إلى أن وصل إلى طاعنه فقتله وهو يقرأ " وعجلت إليك رب لترضى ". قال: استنطقهم علي عليه السلام بقتل ابن خباب فأقروا به فقال: انفردوا كتائب لأسمع قولكم كتيبة كتيبة فتكتبوا كتائب وأقرت كل كتيبة بما أقرت به الاخرى من قتل ابن خباب وقالوا: لنقتلنك كما قتلناه. فقال: والله لو أقر أهل الدنيا كلهم بقتله هكذا وأنا أقدر على قتلهم لقتلتهم ثم التفت إلى أصحابه فقال: شدوا عليهم فأنا أول من يشد عليهم وحمل بذي الفقار حملة منكرة ثلاث مرات كل حملة يضرب به حتى يعوج متنه ثم يخرج فيسويه بركبتيه ثم يحمل به حتى أفناهم.
وروى محمد بن حبيب قال: خطب علي عليه السلام الخوارج يوم النهر فقال لهم: نحن أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وعنصر الرحمة ومعدن العلم والحكمة نحن أفق الحجاز بنا يلحق البطيء والينا يرجع التائب أيها الناس إني نذير لكم أن تصبحوا صرعى بأهضام هذا الوادي.
إلى آخر ما أورده السيد [الرضي] رحمه الله [في المختار 36 من كتاب نهج البلاغة...
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة :  جزء 33 / صفحة [ 342 ]
تاريخ النشر : 2025-10-15


Untitled Document
دعاء يوم الخميس
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ اللَّيْلَ مُظْلِماً بِقُدْرَتِهِ، وَجاءَ بِالنَّهارِ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ، وَكَسانِي ضِياءَهُ وَأَنا فِي نِعْمَتِهِ. اللّهُمَّ فَكَما أَبْقَيْتَنِي لَهُ فَأَبْقِنِي لأَمْثالِهِ، وَصَلِّ عَلى النَّبِيّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلا تَفْجَعْنِي فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ مِنَ اللَّيالِي وَالأَيّامِ بِارْتِكابِ المَحارِمِ وَاكْتِسابِ المَآثِمِ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَخَيْرَ ما فِيهِ وَخَيْرَ ما بَعْدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ وَشَرَّ ما فِيهِ وَشَرَّ ما بَعْدَهُ. اللّهُمَّ إِنِّي بِذِمَّةِ الإِسْلامِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ، وَبِحُرْمَةِ القُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ، وَبِمُحَمَّدٍ المُصْطَفى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ أسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ، فَاعْرِفِ اللّهُمَّ ذِمَّتِي الَّتِي رَجَوْتُ بِها قَضاءَ حاجَتِي، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الخَمِيسِ خَمْساً، لا يَتَّسِعُ لَها إِلّا كَرَمُكَ، وَلا يُطِيقُها إِلّا نِعَمُكَ: سَلامَةً أَقْوى بِها عَلى طاعَتِكَ، وَعِبادَةً أسْتَحِقُّ بِها جَزِيلَ مَثُوبَتِكَ، وَسَعَةً فِي الحَالِ مِنَ الرّزْقِ الحَلالِ، وَأَنْ تُؤْمِنَنِي فِي مَواقِفِ الخَوْفِ بِأَمْنِكَ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ طَوارِقِ الهُمُومِ وَالغُمُومِ فِي حِصْنِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ تَوَسُّلِي بِهِ شافِعاً يَوْمَ القِيامَةِ نافِعاً، إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

زيارات الأيام
زيارة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) يوم الخميس
َلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَخالِصَتَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْـمُؤْمِنينَ وَوارِثَ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةَ رَبِّ الْعالَمينَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، يا مَوْلايَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ اَنَا مَوْلىً لَكَ وَلاِلِ بَيْتِكَ وَهذا يَوْمُكَ وَهُوَ يَوْمُ الْخَميسِ وَاَنـَا ضَيْفُكَ فيهِ وَمُسْتَجيرٌ بِكَ فيهِ فَاَحْسِنْ ضيافتي واِجارَتي بِحَقِّ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ.