أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
قال ابن أبي
الحديد: قد تظاهرت الاخبار حتى بلغت حد التواتر بما وعد الله تعالى قاتلي الخوارج
من الثواب على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وفي الصحاح المتفق عليها أن رسول
الله صلى الله عليه وآله بينا هو يقسم قسما إذ جاءه رجل من بني تميم يدعى ذا
الخويصرة فقال: اعدل يا محمد فقال صلى الله عليه وآله قد عدلت فقال له ثانية: اعدل
يا محمد فإنك لم تعدل فقال صلى الله عليه وآله: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل. فقام
عمر بن الخطاب فقال: يا رسول الله. ائذن - لي - أضرب عنقه فقال: دعه فسيخرج من
ضئضيء هذا قوم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر أحدكم إلى نصله فلا
يجد شيئا فينظر إلى نضيه [فلا يجد شيئا] ثم ينظر إلى القذذ فكذلك سبق الفرث والدم
يخرجون على خير فرقة من الناس يحقر صلاتكم في جنب صلاتهم وصومكم عند صومهم يقرأون
القرآن لا يجاوز تراقيهم آيتهم رجل أسود أو [قال:] أدعج مخدج اليد إحدى ثدييه
كأنها ثدي امرأة أو بضعة تدردر. وفي بعض الصحاح: أن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال لابي بكر وقد غاب الرجل عن عينه: قم إلى هذا فاقتله فقام ثم عاد وقال: وجدته
يصلي ! ! ! فقال لعمر مثل ذلك فعاد وقال: وجدته يصلي ! ! فقال لعلي عليه السلام
مثل ذلك فقال لم أجده. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو قتل هذا لكان أول
فتنة وآخرها أما أنه سيخرج من ضئضيء هذا. الحديث. وفي بعض الصحاح: يقتلهم أولى
الفريقين بالحق.
وفي مسند أحمد
بن حنبل عن مسروق قال: قالت لي عائشة: انك من ولدي ومن أحبهم إلي فهل عندك علم من
المخدج ؟ فقلت: نعم قتله علي بن أبي طالب عليه السلام على نهر يقال لاعلاه تامراء ولأسفله
النهروان بين لخاقيق وطرفاء قالت: ابغني على ذلك بينة فأقمت رجالا شهدوا عندها
بذلك قال فقلت لها: سألتك بصاحب القبر ما الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه
وآله فيهم ؟ قال: نعم سمعته يقول: انهم شر الخلق والخليقة يقتلهم خير الخلق
والخليقة وأقربهم عند الله وسيلة. وفي كتاب صفين للواقدي عن علي عليه السلام: لولا
أن تبطروا فتدعوا العمل لحدثتكم بما سبق على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله
لمن قتل هؤلاء. وفيه قال علي عليه السلام: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الاسنان سفهاء الاحلام قولهم من خير أقوال
البرية صلاتهم أكثر من صلاتكم وقراءتهم أكثر من قراءتكم لا يجاوز إيمانهم تراقيهم
أو قال: حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فاقتلوهم فإن قتلهم أجر
لمن قتلهم يوم القيامة وفي كتاب صفين أيضا للمدائني عن مسروق أن عائشة قالت له لما
عرفت أن عليا قتل ذا الثدية: لعن الله عمرو بن العاص فإنه كتب إلي يخبرني أنه قتله
بالإسكندرية ألا إنه ليس يمنعني ما في نفسي أن أقول ما سمعته من رسول الله صلى
الله عليه وآله يقول: يقتله خير أمتي من بعدي.
-
أقول: وروى في جامع الاصول تلك الاخبار والاخبار السابقة بأسانيد. وروى عن أبي
سعيد الخدري قال: بعث علي عليه السلام وهو باليمن إلى النبي صلى الله عليه وآله
بذهيبة في تربتها فقسمها بين أربعة الاقرع بن حابس وعيينة بن بدر الفزاري وعلقمة
بن علاثة العامري وزيد بن الخيل الطائي فتغضبت قريش والانصار فقالوا: يعطيه صناديد
أهل نجد ويدعنا ! ! ! قال: إنما أتألفهم فأقبل رجل غائر العينين ناتي الجبين كث
اللحية مشرف الوجنتين محلوق
الرأس فقال: يا محمد اتق الله. قال: فمن يطيع الله إذا عصيته أفيأمنني على أهل
الارض ولا تأمنوني ؟ فقال رجل من القوم: أقتله أراه خالد بن الوليد فمنعه فلما ولى
قال: إن من ضئضئ هذا قوما يقرؤن القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الاسلام مروق
السهم من الرمية يقتلون أهل الاسلام ويدعون أهل الاوثان لان أدركتهم لاقتلنهم قتل
عاد. وفي رواية أخرى: قيل: ما سيماهم ؟ قال: سيماهم التحليق - أو قال التسبيد -
فإذا رأيتموهم فأنيموهم.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 33 / صفحة [ 338 ]
تاريخ النشر : 2025-10-15