أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
ذكر ابن عبد ربه
في كتاب العقد في قصة دارمية الحجونية أن معاوية قال لها: أتدرين لم بعثت إليك ؟
قالت: لا يعلم الغيب إلا الله. قال: بعثت إليك لأسألك على م أحببت عليا وأبغضتيني
وواليته وعاديتيني ؟ قالت له: أتعفيني ؟ قال: لا أعفيك ؟ قالت: أما إذا أبيت فإني
أحببت عليا على عدله في الرعية وقسمته بالسوية وأبغضك على قتالك من هو أولى منك
بالأمر وطلبك ما ليس لك بحق. وواليت عليا على ما عقد له رسول الله صلى الله عليه
وآله من الولاية وعلى حبه للمساكين وإعظامه لأهل الدين وعاديتك على سفك الدماء
وجورك في القضاء وحكمك بالهوى.
ومن الكتاب
المذكور في وفود أروى بنت الحارث بن عبد المطلب على معاوية أنه قال لها: كيف كنت
بعدنا ؟ فقالت: بخير يا أمير المؤمنين لقد كفرت النعمة وأسأت لابن عمك الصحبة
وتسميت بغير اسمك وأخذت غير حقك من غير دين كان منك ولا من آبائك ولا سابقة لك في
الاسلام بعد أن كفرتم برسول الله صلى الله عليه وآله فأتعس الله منكم الجدود وأصعر
منكم الخدود ورد الحق إلى أهله ولو كره المشركون وكانت كلمتنا هي العليا ونبينا هو
المنصور فوليتم علينا بعد فأصبحتم تحتجون على سائر الناس بقرابتكم من رسول الله
صلى الله عليه وآله ونحن أقرب إليه منكم وأولى بهذا منكم وكنا فيكم بمنزلة بني
إسرائيل في آل فرعون وكان علي بعد نبينا محمد صلى الله عليه وآله بمنزلة هارون من
موسى فغايتنا الجنة وغايتكم النار. بيان: أتعسه: أهلكه. والجدود: جمع الجد وهو
البخت.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 33 / صفحة [ 260 ]
تاريخ النشر : 2025-10-13