الوضع الليلي
انماط الصفحة الرئيسية

النمط الأول

النمط الثاني

النمط الثالث

0
اليوم : الخميس ١١ ربيع الأول ١٤٤٧هـ المصادف ۰٤ أيلول۲۰۲٥م

أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر
أحاديث وروايات عامة
أحداث الظهور وآخر الزمان
الأخذ بالكتاب والسنة وترك البدع والرأي والمقايس
الأخلاق والآداب
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
التقوى والعمل والورع واليقين
التقية
التوبة والاستغفار
الجنة والنار
الحب والبغض
الحديث والرواية
الخلق والخليقة
الدنيا
الذنب والمعصية واتباع الهوى
الشيعة
العقل
العلم والعلماء
الفتنة والفقر والابتلاء والامتحان
القلب
المعاشرة والمصاحبة والمجالسة والمرافقة
الموت والقبر والبرزخ
المؤمن
الناس واصنافهم
أهل البيت (عليهم السلام)
بلدان واماكن ومقامات
سيرة وتاريخ
عفو الله تعالى وستره ونعمته ورحمته
فرق وأديان
وصايا ومواعظ
مواضيع متفرقة
الفقه وقواعده
الاسراء والمعراج
الإيمان والكفر
الأنصاف والعدل والظلم بين الناس
الاسلام والمسلمين
الاطعمة والاشربة
أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/متفرقة
كلام أمير المؤمنين مع المهاجرين والانصار لما اراد المسير إلى الشام وكتبه الى عماله...
تاريخ النشر : 2025-09-03
كتاب صفين لنصر بن مزاحم روى عن عبد الرحمان بن عبيد الله قال: لما أراد علي (عليه السلام) المسير إلى الشام دعا من كان معه من المهاجرين والانصار فجمعهم ثم حمد الله وأثنى عليه وقال: أما بعد فإنكم ميامين الرأي مراجيح الحلم [الحكم " خ ل "] مباركوا الامر مقاويل بالحق وقد عزمنا على المسير إلى عدونا وعدوكم فأشيروا علينا برأيكم. فقام هاشم بن عتبة وعمار بن ياسر وقيس بن سعد بن عبادة وسهل بن حنيف فصوبوا رأبه وبذلوا إليه نصرته.
ثم روى نصر عن معبد قال: قام علي (عليه السلام) على منبره خطيبا فكنت تحت المنبر أسمع تحريضه الناس وأمره لهم بالمسير إلى صفين فسمعته يقول: سيروا إلى أعداء الله سيروا إلى أعداء القرآن والسنن، سيروا إلى بقية الاحزاب وقتلة المهاجرين والانصار. فعارضه رجل من بني فزارة ووطأه الناس بأرجلهم وضربوه بنعالهم حتى مات فوداه أمير المؤمنين من بيت المال. فقام الاشتر وقال: يا أمير المؤمنين لا يهدنك ما رأيت ولا يؤيسنك من نصرنا ما سمعت من مقالة هذا الشقي الخائن إلى آخر ما قال: [رفع الله مقامه] وبالغ في إظهاره الثبات على الحق وبذل النصرة. فقال (عليه السلام): الطريق مشترك والناس في الحق سواء ومن اجتهد رأيه في نصيحة العامة فقد قضى ما عليه. ثم نزل [عليه السلام عن المنبر] فدخل منزله.
فدخل عليه عبد الله بن المعتم العبسي وحنظلة بن الربيع التميمي والتمسا منه (عليه السلام) أن يستأني بالأمر ويكاتب معاوية ولا يعجل في القتال فتكلم أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: بعد حمد الله والثناء عليه: أما بعد فإن الله وارث العباد والبلاد ورب السماوات السبع والارضين السبع وإليه ترجعون يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء أما الدبرة فإنها على الضالين العاصين ظفروا أو ظفر بهم. وأيم الله إني لأسمع كلام قوم ما يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا. فقال الحاضرون: هما من أصحاب معاوية ويكاتبانه وكثر الكلام بين أصحابه في ذلك.
وروى نصر عن عبد الله بن شريك قال: خرج حجر بن عدي وعمرو بن الحمق يظهران البراءة من أهل الشام فأرسل علي (عليه السلام) إليهما أن كفا عما يبلغني عنكما فأتياه فقالا: يا أمير المؤمنين ألسنا محقين ؟ قال: بلى. قالا: فلم منعتنا من شتمهم؟ قال: كرهت لكم أن تكونوا لعانين شتامين تشتمون وتبرؤن ولكن لو وصفتم مساوئ أعمالهم فقلتم: من سيرتهم كذا وكذا ومن أعمالهم كذا وكذا كان أصوب في القول وأبلغ في العذر و[لو] قلتم مكان لعنكم إياهم وبراءتكم منهم: اللهم احقن دماءهم ودماءنا وأصلح ذات بينهم وبيننا واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق منهم من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان منهم من لج به لكان أحب إلي وخيرا لكم. فقالا: يا أمير المؤمنين نقبل عظتك ونتأدب بأدبك.
قال نصر: وقال له عمرو بن الحمق يومئذ: والله يا أمير المؤمنين إني ما أجبتك ولا بايعتك على قرابة بيني وبينك ولا إرادة ما تؤتينيه ولا إرادة سلطان ترفع به ذكري ولكني أجبتك بخصال خمس: أنك ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وأول من آمن به وزوج سيدة نساء الامة فاطمة بنت محمد ووصيه وأبو الذرية التي بقيت فينا من رسول الله وأسبق الناس إلى الاسلام وأعظم المهاجرين سهما في الجهاد فلو أني كلفت نقل الجبال الرواسي ونزح البحور الطوامي حتى يأتي على يومي في أمر أقوي به وليك وأهين به عدوك ما رأيت أني قد أديت فيه كل الذي يحق علي من حقك. فقال علي (عليه السلام): اللهم نور قلبه بالتقى واهده إلى صراطك المستقيم ليت أن في جندي مائة مثلك ! ! فقال حجر: إذا والله يا أمير المؤمنين صح جندك وقل فيهم من يغشك.
قال: وكتب علي (عليه السلام) إلى عماله حينئذ يستنفرهم فكتب إلى مخنف بن سليم. سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإن جهاد من صدف عن الحق رغبة عنه وهب في نعاس العمى والضلال اختيارا له فريضة على العارفين إن الله يرضى عمن أرضاه ويسخط على من عصاه وإنا قد هممنا بالمسير إلى هؤلاء القوم الذين عملوا في عباد الله [في كتاب الله " خ ل "] بغير ما أنزل الله واستأثروا بالفيء وعطلوا الحدود وأماتوا الحق وأظهروا في الارض الفساد واتخذوا الفاسقين وليجة من دون المؤمنين فإذا ولي الله أعظم أحداثهم أبغضوه وأقصوه وحرموه وإذا ظالم ساعدهم على ظلمهم أحبوه وأدنوه وبروه ! ! ! فقد أصروا على الظلم وأجمعوا على الخلاف وقديما ما صدوا عن الحق وتعاونوا على الاثم وكانوا ظالمين. فإذا أتيت بكتابي هذا فاستخلف على عملك أوثق أصحابك في نفسك وأقبل إلينا لعلك تلقى معنا هذا العدو المحل فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتجامع المحق وتباين المبطل فإنه لا غناء بنا ولا بك عن أجر الجهاد وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وكتب عبيد الله بن أبي رافع في سنة سبع وثلاثين. قال فاستعمل مخنف على إصبهان الحارث بن أبي الحارث بن الربيع واستعمل على همدان سعيد بن وهب وأقبل حتى شهد مع علي (عليه السلام) صفين.
قال وكتب عبد الله بن العباس من البصرة إلى علي يذكر له اختلاف أهل البصرة فكتب [علي] (عليه السلام) إليه: أما بعد فقد قدم علي رسولك وقرأت كتابك تذكر فيه حال أهل البصرة واختلافهم بعد إنصرافي عنهم وسأخبرك عن القوم: هم بين مقيم لرغبة يرجوها أو خائف من عقوبة يخشاها فارغب راغبهم بالعدل عليه والانصاف له والاحسان إليه واحلل عقدة الخوف عن قلوبهم وانته إلى أمري وأحسن إلى هذا الحي من ربيعة وكل من قبلك فأحسن إليهم ما استطعت إن شاء الله.
قال نصر: وكتب إلى الاسود بن قصبة: أما بعد فإنه من لم ينتفع بما وعظ لم يحذر ما هو غابر، ومن أعجبته الدنيا رضي بها وليست بثقة فاعتبر بما مضى تحذر ما بقي واطبخ للمسلمين قبلك من الطلا ما يذهب ثلثاه ويبقى ثلثه. وأكثر لنا من لطف الجند واجعله مكان ما عليهم من أرزاق الجند فإن للولدان علينا حقا وفي الذرية من يخاف دعاؤه وهو لهم صالح والسلام.
وكتب [إلى بعض ولاته]: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله على أمير المؤمنين إلى عبد الله بن عامر، أما بعد فإن خير الناس عند الله عزوجل أقومهم لله بالطاعة فيما له وعليه وأقولهم بالحق ولو كان مرا فإن الحق به قامت السماوات والارض ولتكن سريرتك كعلانيتك، وليكن حكمك واحدا وطريقتك مستقيمة فإن البصرة مهبط الشيطان فلا تفتحن على يد أحد منهم بابا لا نطيق سده نحن ولا أنت والسلام.
وكتب [عليه السلام إلى عبد الله بن العباس]: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى عبد الله بن عباس أما بعد فانظر ما اجتمع عندك من غلات المسلمين وفيئهم فاقسمه على من قبلك حتى تغنيهم وابعث إلينا بما فضل نقسمه فيمن قبلنا والسلام.
و[أيضا] كتب [عليه السلام إلى عبد الله بن عباس]: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى عبد الله بن عباس أما بعد فإن الانسان قد يسره [درك] ما لم يكن ليفوته، ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه وان جهد، فليكن سرورك فيما قدمت من حكم أو منطق أو سيرة وليكن أسفك على ما فرطت لله من ذلك ودع ما فاتك من الدنيا فلا تكثر به حزنا وما أصابك فيها فلا تبغ به سرورا وليكن همك فيما بعد الموت والسلام.
أقول: ثم ذكر كتابه عليه السلام إلى معاوية وجوابه كما سيأتي ثم قال: وكتب إلى عمرو بن العاص: أما بعد فإن الدنيا مشغلة عن غيرها وصاحبها مقهور فيها لم يصب منها شيئا قط إلا فتحت له حرصا وأدخلت عليه مؤنة تزيده رغبة فيها ولن يستغني صاحبها بما نال عما لم يبلغه، ومن وراء ذلك فراق ما جمع، والسعيد من وعظ بغيره فلا تحبط أجرك أبا عبد الله ولا تجارين معاوية في باطله فإن معاوية غمص الناس وسفه الحق. فكتب إليه عمرو بن العاص: من عمرو بن العاص إلى علي بن أبي طالب أما بعد فإن الذي فيه صلاحنا وألفة ذات بيننا أن تنيب إلى الحق وأن تجيب إلى ما تدعون إليه من شورى فصبر الرجل منا نفسه على الحق وعذره الناس بالمحاجزة والسلام. فجاء الكتاب إلى علي (عليه السلام) قبل أن يرتحل من النخيلة.
قال نصر: روى عمر بن سعد عن أبي روق قال: قال زياد بن النضر الحارثي لعبد الله بديل بن ورقاء: إن يومنا ويومهم ليوم عصيب ما يصبر عليه إلا كل قوي القلب صادق النية رابط الجأش وأيم الله ما أظن ذلك اليوم يبقى منا ومنهم إلا رذالا.
قال عبد الله بن بديل: وأنا والله أظن ذلك. فقال علي (عليه السلام) ليكن هذا الكلام [مخزونا] في صدوركما لا تظهراه ولا يسمعه منكم سامع إن الله كتب القتل على قوم والموت على آخرين وكل آتية منيته كما كتب الله لكم فطوبى للمجاهدين في سبيل الله والمقتولين في طاعته.
فلما سمع هاشم بن عتبة مقالتهم حمد الله وأثنى عليه ثم قال: سر بنا إلى هؤلاء القوم القاسية قلوبهم الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم وعملوا في عباد الله بغير رضاء الله فأحلوا حرامه وحرموا حلاله واستهواهم الشيطان ووعدهم الاباطيل ومناهم الاماني حتي أزاغهم عن الهدى وقصد بهم قصد الردى وحبب إليهم الدنيا فهم يقاتلون على دنياهم رغبة فيها كرغبتنا في الآخرة إنجازنا موعود ربنا وأنت يا أمير المؤمنين أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وآله رحما وأفضل الناس سابقة وقدما وهم يا أمير المؤمنين يعلمون منك مثل الذي علمنا ولكن كتب عليهم الشقاء ومالت بهم الاهواء وكانوا ظالمين فأيدينا مبسوطة لك بالسمع والطاعة، وقلوبنا منشرحة لك ببذل النصيحة وأنفسنا بنورك جذلة على من خالفك وتولى الامر دونك والله ما أحب أن لي ما على الارض مما أقلت وما تحت السماء مما أظلت وإني واليت عدوا لك أو عاديت وليا لك.
فقال علي (عليه السلام): اللهم ارزقه الشهادة في سبيلك والمرافقة لنبيك. ثم إن عليا صعد المنبر فخطب الناس ودعاهم إلى الجهاد فبدأ بحمد الله والثناء عليه ثم قال: إن الله قد أكرمكم بدينه وخلقكم لعبادته فانصبوا أنفسكم في أدائها وتنجزوا موعوده واعلموا أن الله جعل أمراس الاسلام متينة وعراه وثيقة ثم جعل الطاعة حظ الانفس ورضا الرب وغنيمة الاكياس عند تفريط العجزة، وقد حملت أمر أسودها وأحمرها ولا قوة إلا بالله. ونحن سائرون إن شاء الله إلى من سفه نفسه وتناول ما ليس له وما لا يدركه معاوية وجنده الفئة الطاغية الباغية يقودهم إبليس ويبرق لهم بيارق تسويفه ويدليهم بغروره. وأنتم أعلم الناس بالحلال والحرام فاستغنوا بما علمتم واحذروا ما حذركم [الله] من الشيطان وارغبوا فيما هيأ لكم عنده من الاجر والكرامة واعلموا أن المسلوب من سلب دينه وأمانته والمغرور من آثر الضلالة على الهدى فلا أعرفن أحدا منكم تقاعس عني وقال في غيري كفاية فإن الذود إلى الذود إبل من لا يذد عن حوضه يهدم.
ثم إني آمركم بالشدة في الامر والجهاد في سبيل الله وأن لا تغتابوا مسلما وانتظروا النصر العاجل من الله إن شاء الله. ثم قام ابنه الحسن [عليه السلام] فقال: الحمد لله لا إله غيره وحده لا شريك له. ثم إن مما عظم الله عليكم من حقه وأسبغ عليكم من نعمه ما لا يحصى ذكره ولا يؤدى شكره ولا يبلغه قول ولا صفة ونحن إنما غضبنا لله ولكم فإنه من علينا بما هو أهله أن نشكر فيه آلاءه وبلاءه ونعماءه قول يصعد إلى الله فيه الرضا وتنتشر فيه عارفة الصدق يصدق الله فيه قولنا، ونستوجب فيه المزيد من ربنا، قولا يزيد ولا يبيد فإنه لم يجتمع قوم قط على أمر واحد إلا اشتد أمرهم واستحكمت عقدتهم. فاحتشدوا في قتال عدوكم معاوية وجنوده فإنه قد حضر ولا تخاذلوا فإن الخذلان يقطع نياط القلوب وإن الاقدام على الاسنة نجدة وعصمة لأنه لم يمتنع قوم قط إلا دفع الله عنهم العلة وكفاهم جوائح الذلة وهداهم إلى معالم الملة. ثم أنشد:
والصلح تأخذ منه ما رضيت به   *   والحرب بكفيك من أنفاسها جرع
ثم قام الحسين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله وقال: يا أهل الكوفة أنتم الاحبة الكرماء والشعار دون الدثار فجدوا في إحياء ما دثر بينكم وتسهيل ما توعر عليكم. ألا إن الحرب شرها ذريع وطعمها فظيع وهي جرع مستحساة فمن أخذ لها أهبتها واستعد لها عدتها ولم يألم كلومها عند حلولها فذاك صاحبها ومن عاجلها قبل أوان فرصتها واستبصار سعيه فيها فذاك قمن أن لا ينفع قومه وأن يهلك نفسه نسأل الله بقوته أن يدعمكم بالفئة ثم نزل.
قال نصر: فأجاب عليا (عليه السلام) إلى المسير جل الناس إلا أن أصحاب عبد الله بن مسعود أتوه وفيهم عبيدة السلماني وأصحابه فقالوا له: إنا نخرج معكم ولا ننزل عسكركم ونعسكر علا حدة حتى ننظر في أمركم وأمر أهل الشام فمن رأيناه أراد ما لا يحل له أو بدا لنا منه بغي كنا عليه.
فقال لهم علي (عليه السلام): مرحبا وأهلا هذا هو الفقه في الدين والعلم بالسنة من لم يرض فهو خائن جائر. وأتاه آخرون من أصحاب عبد الله بن مسعود فيهم ربيع بن خثيم وهم يومئذ أربعمائة رجل فقالوا: يا أمير المؤمنين إنا شككنا في هذا القتال على معرفتنا بفضلك ولا غناء بنا ولا بك ولا بالمسلمين عمن يقاتل العدو فولنا بعض هذه الثغور نكون به نقاتل عن أهله.
فوجهه علي عليه السلام إلى ثغر الري فكان أول لواء عقده بالكوفة لواء ربيع بن خثيم. [نصر، عن عمر بن سعد] عن ليث بن أبي سليم قال: دعا علي (عليه السلام) باهلة فقال: يا معشر باهلة أشهد الله أنكم تبغضوني وأبغضكم فخذوا عطاءكم واخرجوا إلى الديلم وكانوا قد كرهوا أن يخرجوا معه إلى صفين.
وعن عبد الله بن عوف قال: إن عليا (عليه السلام) لم يبرح النخيلة حتى قدم عليه ابن عباس بأهل البصرة قال: وكان كتب علي (عليه السلام) إلى ابن عباس: أما بعد فاشخص إلي بمن قبلك من المسلمين والمؤمنين وذكرهم بلائي عندهم وعفوي عنهم واستبقائي لهم ورغبهم في الجهاد وأعلمهم الذي لهم في ذلك من الفضل والسلام. قال فلما وصل كتابه إلى ابن عباس بالبصرة قام في الناس فقرأ عليهم الكتاب وحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس استعدوا للشخوص إلى إمامكم وانفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم فإنكم تقاتلون المحلين القاسطين الذين لا يقرأون القرآن ولا يعرفون حكم الكتاب ولا يدينون دين الحق مع أمير المؤمنين وابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر والصادع بالحق والقيم وبالهدى والحاكم بحكم الكتاب الذي لا يرتشي في الحكم ولا يداهن الفجار ولا تأخذه في الله لومة لائم. فقام إليه الاحنف بن قيس فقال: نعم والله لنجيبنك ولنخرجن معك على العسر واليسر والرضا والكره نحتسب في ذلك الخير ونأمل به من الله العظيم من الاجر.
وقام إليه خالد بن المعمر السدوسي فقال: سمعنا وأطعنا فمتى استنفرتنا نفرنا ومتى دعوتنا أجبنا. وقام إليه عمرو بن مرحوم العبدي فقال: وفق الله أمير المؤمنين وجمع له أمر المسلمين ولعن المحلين القاسطين الذين لا يقرؤن القرآن نحن والله عليهم حنقون ولهم في الله مفارقون فمتى أردتنا صحبك خيلنا ورجلنا إن شاء الله. فأجاب الناس إلى المسير ونشطوا وخفوا واستعمل ابن عباس على البصرة أبا الاسود الدئلي وخرج حتى قدم على علي (عليه السلام) بالنخيلة.
وأمر علي الاسباع من أهل الكوفة [فأمر] سعد بن مسعود الثقفي على قيس وعبد القيس، ومعقل بن قيس اليربوعي على تميم وضبة والرباب وقريش وكنانة والاسد، ومخنف بن سليم على الازد وبجيلة وخثعم والانصار وخزاعة، وحجر بن عدي الكندي على كندة وحضرموت وقضاعة ومهرة، وزياد بن النضر على مذحج والاشعريين وسعيد بن قيس بن مرة على همدان ومن معهم من حمير، وعدي بن حاتم على طيء.
قال نصر: وأمر علي (عليه السلام) الحارث الاعور أن ينادي في الناس: أخرجوا إلى معسكركم بالنخيلة فنادى بذلك واستخلف عقبة بن عمرو الانصاري على الكوفة ثم خرج وخرج الناس. 
المصدر :  بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 32 / صفحة [ 397 ]
تاريخ النشر : 2025-09-03


Untitled Document
دعاء يوم الخميس
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَذْهَبَ اللَّيْلَ مُظْلِماً بِقُدْرَتِهِ، وَجاءَ بِالنَّهارِ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ، وَكَسانِي ضِياءَهُ وَأَنا فِي نِعْمَتِهِ. اللّهُمَّ فَكَما أَبْقَيْتَنِي لَهُ فَأَبْقِنِي لأَمْثالِهِ، وَصَلِّ عَلى النَّبِيّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلا تَفْجَعْنِي فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ مِنَ اللَّيالِي وَالأَيّامِ بِارْتِكابِ المَحارِمِ وَاكْتِسابِ المَآثِمِ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَخَيْرَ ما فِيهِ وَخَيْرَ ما بَعْدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ وَشَرَّ ما فِيهِ وَشَرَّ ما بَعْدَهُ. اللّهُمَّ إِنِّي بِذِمَّةِ الإِسْلامِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ، وَبِحُرْمَةِ القُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ، وَبِمُحَمَّدٍ المُصْطَفى صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ أسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ، فَاعْرِفِ اللّهُمَّ ذِمَّتِي الَّتِي رَجَوْتُ بِها قَضاءَ حاجَتِي، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الخَمِيسِ خَمْساً، لا يَتَّسِعُ لَها إِلّا كَرَمُكَ، وَلا يُطِيقُها إِلّا نِعَمُكَ: سَلامَةً أَقْوى بِها عَلى طاعَتِكَ، وَعِبادَةً أسْتَحِقُّ بِها جَزِيلَ مَثُوبَتِكَ، وَسَعَةً فِي الحَالِ مِنَ الرّزْقِ الحَلالِ، وَأَنْ تُؤْمِنَنِي فِي مَواقِفِ الخَوْفِ بِأَمْنِكَ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ طَوارِقِ الهُمُومِ وَالغُمُومِ فِي حِصْنِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ تَوَسُّلِي بِهِ شافِعاً يَوْمَ القِيامَةِ نافِعاً، إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

زيارات الأيام
زيارة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) يوم الخميس
َلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ وَخالِصَتَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا اِمامَ الْـمُؤْمِنينَ وَوارِثَ الْمُرْسَلينَ وَحُجَّةَ رَبِّ الْعالَمينَ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، يا مَوْلايَ يا اَبا مُحَمَّد الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ اَنَا مَوْلىً لَكَ وَلاِلِ بَيْتِكَ وَهذا يَوْمُكَ وَهُوَ يَوْمُ الْخَميسِ وَاَنـَا ضَيْفُكَ فيهِ وَمُسْتَجيرٌ بِكَ فيهِ فَاَحْسِنْ ضيافتي واِجارَتي بِحَقِّ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ.

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+