أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/أهل البيت (عليهم السلام)/العداء والنصب والظلم والبغض لأهل البيت (عليهم السلام)/الإمام الباقر (عليه السلام)
وجدت في كتاب
سليم بن قيس الهلالي قال أبان بن أبي عياش : قال لي أبو جعفر الباقر عليه السلام
: ما لقينا أهل البيت من ظلم قريش وتظاهرهم علينا وقتلهم إيانا وما لقيت شيعتنا
ومحبونا من الناس ، إن رسول الله صلى الله عليه وآله قبض وقد قام بحقنا وأمر
بطاعتنا وفرض ولايتنا ومودتنا ، وأخبرهم بأنا أولى بهم من أنفسهم، وأمر أن يبلغ
الشاهد الغائب فتظاهروا على علي عليه السلام واحتج عليهم بما قال رسول الله (ص)
فيه وما سمعت العامة ، فقالوا : صدقت قد قال رسول الله (ص) ولكن قد نسخه ، فقال :
إنا أهل بيت أكرمنا الله عزوجل واصطفانا ولم يرض لنا بالدنيا، وإن الله لا يجمع
لنا النبوة والخلافة ، فشهد له بذلك أربعة نفر : عمر وأبو عبيدة ومعاذ بن جبل
وسالم
مولى أبي حذيفة
، فشبهوا على العامة وصدقوهم وردوهم على أدبارهم وأخرجوها من معدنها حيث جعلها
الله ، واحتجوا على الانصار بحقنا فعقدوها لابي بكر ثم ردها أبوبكر على عمر يكافيه
بها ، ثم جعلها عمر شورى بين ستة ، ثم جعلها ابن عوف لعثمان على أن يردها عليه ،
فغدر به عثمان وأظهر ابن عوف كفره وطعن في حياته ، وزعم أن عثمان سمه فمات.
ثم قام طلحة
والزبير فبايعا عليا عليه السلام طائعين غير مكرهين ثم نكثا وغدرا وذهبا بعائشة
معهما إلى البصرة ، ثم دعا معاوية طغاة أهل الشام إلى الطلب بدم عثمان ونصب لنا
الحرب ثم خالفه أهل حرورا على أن الحكم بكتاب الله وسنة نبيه ، فلو كانا حكما بما
اشترط عليهما لحكما أن عليا أمير المؤمنين في كتاب الله وعلى لسان نبيه صلى الله
عليه وآله وفي سنته ، فخالفه أهل النهروان وقاتلوه.
ثم بايعوا الحسن
بن علي عليه السلام بعد أبيه وعاهدوه ثم غدروا به وأسلموه ووثبوا به حتى طعنوه
بخنجر في فخذه وانتهبوا عسكره وعالجوا خلاخيل امهات الأولاد فصالح معاوية وحقن دمه
ودم أهل بيته وشيعته وهم قليل حق قليل حتى لم يجد أعوانا.
ثم بايع الحسين
عليه السلام من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا ، ثم غدروا به فخرجوا إليه فقاتلوه
حتى قتل عليه السلام.
ثم لم نزل أهل
البيت مذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله نذل ونقصى ونحرم ونقتل ونطرد ونخاف
على دمائنا وكل من يحبنا ، ووجد الكذابون لكذبهم موضعا يتقربون إلى أوليائهم وقضاتهم وعمالهم ، في كل
بلدة يحدثون عدونا وولاتهم الماضين بالاحاديث الكاذبة الباطلة ، ويحدثون ويروون
عنا مالم نقل تهجينا منهم لنا وكذبا منهم علينا وتقربا إلى ولاتهم وقضاتهم بالزور
والكذب.
وكان عظم ذلك
وكثرته في زمن معاوية بعد موت الحسن عليه السلام ، فقتلت الشيعة في كل بلدة وقطعت
أيديهم وأرجلهم وصلبو هم على التهمة والظنة من ذكر حبنا والانقطاع إلينا ، ثم لم
يزل البلاء الشديد يزداد من زمن ابن زياد بعد قتل الحسين عليه السلام ، ثم جاء
الحجاج فقتلهم بكل قتلة وبكل ظنة وبكل تهمة ، حتى أن الرجل ليقال له : زنديق أو
مجوسي كان ذلك أحب إليه من أن يشار إليه بأنه من شيعة الحسين عليه السلام.
وربما رأيت
الرجل يذكر بالخير ولعله أن يكون ورعا صدوقا يحدث بأحاديث عظيمة عجيبة من تفضيل بعض من قد مضى من الولاة
لم يخلق الله منها شيئا قط وهو يحسب أنها حق لكثرة من سمعها منه ممن لا يعرف بكذب
ولا بقلة ورع ، ويروون عن علي عليه السلام أشياء قبيحة ، وعن الحسن والحسين
عليهما السلام ما يعلم الله أنهم رووا في ذلك الباطل والكذب والزور.
قلت له : أصلحك
الله سم لي من ذلك شيئا ، قال : روايتهم : عمر سيد كهول الجنة وإن عمر محدث ، وإن
الملك يلقنه ، وإن السكينة تنطق على لسانه ، وعثمان الملائكة تستحي منه ، واثبت
حرى فما عليك إلا نبي وصديق وشهيد. حتى عدد أبو جعفر عليه السلام أكثر من مائتي
رواية يحسبون أنها حق ، فقال :
هي والله كلها
كذب وزور.
قلت : أصلحك
الله لم يكن منها شيء؟ قال : منها موضوع ومنها محرف ، فأما المحرف فإنما عنى أن
عليك نبي وصديق وشهيد ، يعني عليا عليه السلام ومثله : وكيف لا يبارك لك وقد علاك نبي وصديق وشهيد ،
يعني عليا، اللهم اجعل قولي على قول رسول الله صلى الله عليه وآله ، وعلى قول
علي عليه السلام ما اختلف فيه امة محمد صلى الله عليه وآله من بعده إلى أن
يبعث الله المهدي عليه السلام.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 27 / صفحة [ 211 ]
تاريخ النشر : 2025-07-03