كتاب المحتضر
للحسن بن سليمان مما رواه من الاربعين رواية سعد الاربلي يرفعه إلى سلمان الفارسي
رضي الله عنه قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله إذ جاء أعرابي من
بني عامر فوقف وسلم فقال : يارسول الله جاء منك رسول يدعونا إلى الاسلام فأسلمنا ،
ثم إلى الصلاة والصيام والجهاد فرأيناه حسنا ثم نهيتنا عن الزنا والسرقة والغيبة
والمنكر فانتهينا ، فقال لنا رسولك : علينا أن نحب صهرك علي ابن أبي طالب عليه السلام
، فما السر في ذلك وما نراه عبادة!
قال رسول الله
صلى الله عليه وآله : لخمس خصال :
أولها أني كنت يوم بدر جالسا بعد أن غزونا إذ
هبط جبرئيل عليه السلام وقال : إن الله يقرئك السلام ويقول : باهيت اليوم بعلي
ملائكتي وهوى جول بين الصفوف ويقول : الله أكبر ، والملائكة تكبر معه ، وعزتي
وجلالي لا الهم حبه إلا من احبه ، ولا الهم بغضه إلا من ابغضه.
والثانية أني
كنت يوم احد جالسا وقد فرغنا من جهاز عمي حمزة إذ أتاني جبرئيل عليه السلام وقال
: يا محمد إن الله يقول : فرضت الصلاة ووضعتها عن المريض ، وفرضت الصوم ووضعته عن
المريض والمسافر ، وفرضت الحج ووضعته عن المقل المدقع ، وفرضت الزكاة ووضعتها عمن
لا يملك النصاب ، وجعلت حب علي بن أبي طالب ليس فيه رخصة.
الثالثة أنه ما
أنزل الله كتابا ولا خلق خلقا إلا جعل له سيدا ، فالقرآن سيد الكتب المنزلة،
وجبرئيل سيد الملائكة أو قال : إسرافيل وأنا سيد الأنبياء وعلي سيد الاوصياء ولكل
أمر سيد ، وحبي وحب علي سيد ما تقرب به المتقربون من طاعة ربهم.
الرابعة أن الله
تعالى ألقى في روعي أن حبه شجرة طوبى التي غرسها الله تعالى بيده.
الخامسة أن
جبرئيل عليه السلام قال : إذا كان يوم القيامة نصب لك منبر عن يمين العرش
والنبيون كلهم عن يسار العرش وبين يديه ، ونصب لعلي عليه السلام كرسي إلى جانبك
إكراما له فمن هذه خصائصه يجب عليكم أن تحبوه ، فقال الاعرابي : سمعا وطاعة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 27 / صفحة [ 128 ]
تاريخ النشر : 2025-06-12