التفسير بالمأثور/تأويل الآيات والروايات/الإمام الصادق (عليه السلام)
الدقاق عن
الاسدي عن البرمكي عن جذعان بن نصر عن سهل عن ابن محبوب عن عبد الرحمان ابن كثير
عن داود الرقي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله عزوجل : « وكان عرشه
على الماء » فقال لي : ما يقولون؟ قلت : يقولون :
إن العرش كان على الماء والرب فوقه ، فقال : فقد كذبوا ، من زعم هذا فقد
صير الله محمولا ووصفه بصفة المخلوقين ، ولزمه أن الشيء الذي يحمله أقوى منه.
قلت : بين لي
جعلت فداك ، فقال : إن الله حمل دينه وعلمه الماء قبل أن تكون أرض أو سماء أو جن
أو إنس أو شمس أو قمر ، فلما أراد أن يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم : من
ربكم؟ فكان أول من نطق رسول الله وأمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم ،
فقالوا : أنت ربنا ، فحملهم العلم والدين ، ثم قال للملائكة : هؤلاء حملة علمي وديني وامنائي في خلقي وهم المسؤولون.
ثم قيل لبني آدم
: أقروا لله بالربوبية ، ، ولهؤلاء النفر بالطاعة ، فقالوا ربنا أقررنا ، فقال
للملائكة : اشهدوا ، فقالت الملائكة : شهدنا على أن لا يقولوا إنا كنا هذا غافلين
، أو يقولوا : إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل
المبطلون ، يا داود ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 26 / صفحة [ 278 ]
تاريخ النشر : 2025-05-20