أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/علم الامام/الامام الكاظم عليه السلام
محمد بن الحسن
عن حماد عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبيه عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال :
قلت له : جعلت فداك النبي (ص) ورث علم النبيين كلهم؟ قال لي : نعم ، قلت : من لدن
آدم إلى أن انتهى إلى نفسه؟ قال : نعم ورثهم النبوة وما كان في آبائهم من النبوة
والعلم ، قال : ما بعث الله نبيا إلا وقد كان محمد صلى الله عليه وآله أعلم
منه.
قال : قلت : إن
عيسى بن مريم عليه السلام كان يحيى الموتى باذن الله ، قال : صدقت وسليمان بن
داود كان يفهم كلام الطير ، قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقدر على
هذه المنازل ، فقال : إن سليمان بن داود قال لهدهد حين فقده وشك في أمره: « ما لي
لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين » وكانت المردة والريح والنمل والانس والجن
والشياطين له طائعين وغضب عليه فقال : « لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو
ليأتيني بسلطان مبين » وإنما غضب عليه لأنه كان يدله على الماء ، فهذا وهو طير قد
اعطي ما لم يعط سليمان وإنما أراده ليدله على الماء فهذا لم يعط سليمان وكانت
المردة له طائعين ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء وكانت الطير تعرفه.
إن الله يقول في
كتابه : « ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى » فقد
ورثنا نحن هذا القرآن فعندنا ما تسير الجبال وتقطع به البلدان ويحيى به الموتى
باذن الله ، ونحن نعرف ما تحت الهواء ، وإن كان في كتاب الله لآيات ما يراد بها
أمر من الامور التي أعطاها الله الماضين النبيين والمرسلين إلا وقد جعله الله ذلك
كله لنا في ام الكتاب.
إن الله تبارك
وتعالى يقول : « وما من غائبة في السماء والارض إلا في كتاب مبين » ثم قال عزوجل :
« ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا » فنحن الذين اصطفانا الله فقد ورثنا
علم هذا القرآن الذي فيه تبيان كل شيء.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 26 / صفحة [ 161 ]
تاريخ النشر : 2025-05-06