أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الامامة/علم الامام/الامام الصادق عليه السلام
أحمد بن محمد عن
الحسين بن سعيد عن أحمد بن عمر عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبد الله عليه
السلام قال : فقلت له : إني أسألك جعلت فداك عن مسألة ليس ههنا أحد يسمع كلامي؟
قال : فرفع أبوعبد الله عليه السلام سترا بيني وبين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال :
يابا محمد سل عما بدا لك ، قال : قلت : جعلت فداك إن الشيعة يتحدثون أن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم علم عليا بابا يفتح منه ألف باب.
قال : فقال أبو
عبد الله عليه السلام : يابا محمد علم والله رسول الله (ص) عليا ألف باب يفتح له
من كل باب ألف باب ، قال : قلت له : هذا والله العلم ، فنكت ساعة في الأرض ثم قال
: إنه لعلم وما هو بذاك قال : ثم قال : يابا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما
الجامعة ، قال : قلت : جعلت فداك وما الجامعة؟ قال صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع
رسول الله (ص) وسلم وإملاه من فلق فيه ، وخط علي عليه السلام بيمينه ، فيها كل
حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الارش في الخدش ، وضرب بيده إلي ، فقال :
تأذن لي يابا ـ محمد؟ قال : قلت : جعلت
فداك أنالك اصنع ما شئت ، فغمزني بيده فقال : حتى أرش هذا ، كأنه مغضب ، قال : قلت
: جعلت فداك هذا والله العالم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك.
ثم سكت ساعة ثم
قال : إن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ، مسك شاة أو جلد بعير ، قال : قلت :
جعلت فداك ما الجفر؟ قال : وعآء أحمر وأديم أحمر فيه علم النبيين والوصيين ، قلت :
هذا والله هو العلم ، قال : إنه لعلم وما هو بذاك.
ثم سكت ساعة ثم
قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة وما يدريهم ما مصحف فاطمة
قال : فيه مثل
قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد إنما هو شئ أملاه الله
عليها وأوحى إليها ، قال : قلت : هذا والله هو العلم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك.
قال : ثم سكت
ساعة ثم قال : إن عندنا لعلم ما كان وما كائن إلى أن تقوم الساعة ، قال: قلت :
جعلت فداك هذا هو والله العلم ، قال : إنه لعلم وما هو بذاك قال: قلت : جعلت فداك
فأي شيء هو العلم؟ قال ما يحدث بالليل والنهار الامر بعد الامر والشيء بعد الشيء
إلى يوم القيامة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 26 / صفحة [ 38 ]
تاريخ النشر : 2025-04-20