أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/الخلق والخليقة/الإمام الصادق (عليه السلام)
ابن إدريس عن
أبيه عن محمد بن الحسين بن زيد عن الحسن بن موسى عن علي بن سماعة عن علي بن الحسن
بن رباط عن أبيه عن المفضل قال : قال الصادق عليه السلام : إن الله تبارك وتعالى
خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا ، فقيل له :
يابن رسول الله ومن الاربعة عشر؟ فقال : محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة
من ولد الحسين عليهم السلام ، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيفتل الدجال
ويطهر الارض من كل جور وظلم.
ـ وروى صفوان عن
الصادق عليه السلام أنه قال : لما خلق الله السماوات والارضين استوى على العرش
فأمر نورين من نوره فطافا حول العرش سبعين مرة فقال عزوجل: هذان نوران لي مطيعان ،
فخلق الله من ذلك النور محمدا وعليا والاصفياء من ولده عليهم السلام ، وخلق من
نورهم شيعتهم ، وخلق من نور شيعتهم ضوء الا بصار.
ـ وسأل المفضل
الصادق عليه السلام ما كنتم قبل أن يخلق الله السماوات والارضين؟ قال عليه السلام
: كنا أنوارا حول العرش نسبح الله ونقدسه حتى خلق الله سبحانه الملائكة فقال لهم :
سبحوا ، فقالوا : ياربنا لا علم لنا ، فقال لنا : سبحوا ، فسبحنا فسبحت الملائكة
بتسبيحنا ، ألا إنا خلقنا من نور الله ، وخلق شيعتنا من دون ذلك النور فإذا كان
يوم القيامة التحقت السفلى بالعليا ، ثم قرن عليه السلام بين أصبعيه السبابة
والوسطى وقال : كهاتين.
ثم قال : يا
مفضل أتدري لم سميت الشيعة شيعة؟ يا مفضل شيعتنا منا ، ونحن من شيعتنا ، أما ترى
هذه الشمس أين تبدو؟ قلت : من مشرق. وقال : إلى أين تعود؟ قلت : إلى مغرب ، قال
عليه السلام : هكذا شيعتنا ، منا بدؤا وإلينا يعودون.
ـ وروى أحمد بن
حنبل عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال : كنت أنا وعلي نورا بين يدي
الرحمان قبل أن يخلق عرشه بأربعة عشر ألف عام.
ـ ومن ذلك ما
رواه ابن بابويه مرفوعا إلى عبد الله بن المبارك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : إن الله خلق نور محمد (صلى الله عليه
وآله) قبل المخلوقات بأربعة عشر ألف سنة ، وخلق معه اثني عشر حجابا والمراد بالحجب
الائمة عليهم السلام.
ـ ومن ذلك ما
رواه جابر بن عبد الله قال : قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله : أول شئ خلق
الله تعالى ما هو؟ فقال : نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير ثم أقامه
بين يديه في مقام القرب ما شاء الله ثم جعله أقساما ، فخلق العرش من قسم والكرسي
من قسم ، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم ، وأقام القسم الرابع في مقام الحب ما
شاء الله ، ثم جعله أقساما فخلق القلم من قسم ، واللوح من قسم والجنة من قسم.
وأقام القسم
الرابع في مقام الخوف ما شاء الله ثم جعله أجراء فخلق الملائكة من جزء والشمس من
جزء والقمر والكواكب من جزء ، وأقام القسم الرابع في مقام الرجاء ما شاء الله ، ثم
جعله أجزاء فخلق العقل من جزء والعلم والحلم من جزء والعصمة والتوفيق من جزء ،
وأقام القسم الرابع في مقام الحياء ما شاء الله ، ثم نظر إليه بعين الهيبة فرشح
ذلك النور وقطرت منه مائة ألف وأربعة وعشرون ألف قطرة فخلق الله من كل قطرة روح
نبي ورسول ، ثم تنفست أرواح الانبياء فخلق الله من أنفاسها أرواح الاولياء
والشهداء والصالحين.
ـ ويؤيد ذلك ما
رواه جابر بن عبد الله في تفسير قوله تعالى : « كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون
بالمعروف » قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أول ما خلق الله نوري
ابتدعه من نوره واشتقه من جلال عظمته ، فأقبل يطوف بالقدرة حتى وصل إلى جلال
العظمة في ثمانين ألف سنة ، ثم سجد لله تعظيما ففتق منه نور علي عليه السلام فكان
نوري محيطا بالعظمة ونور علي محيطا بالقدرة ، ثم خلق العرش واللوح والشمس وضوء
النهار ونور الابصار والعقل والمعرفة وأبصار العباد وأسماعهم وقلوبهم من نوري
ونوري مشتق من نوره.
فنحن الاولون
ونحن الآخرون ونحن السابقون ونحن المسبحون ونحن الشافعون ونحن كلمة الله ، ونحن
خاصة الله ، ونحن أحباء الله ، ونحن وجه الله ، ونحن جنب الله نحن يمين الله ونحن امناء الله ، ونحن خزنة وحي
الله وسدنة غيب الله ونحن معدن التنزيل ومعنى التأويل ، وفي أبياتنا هبط جبرئيل ،
ونحن محال قدس الله ، ونحن مصابيح الحكمة ونحن مفاتيح الرحمة ونحن ينابيع النعمة
ونحن شرف الامة ، ونحن سادة الائمة ونحن نواميس العصر وأحبار الدهر ونحن سادة
لعباد ونحن ساسة البلاد ونحن الكفاة والولاة والحماة والسقاة والرعاة وطريق النجاة
، ونحن السبيل والسلسبيل ، ونحن النهج القويم والطريق المستقيم، من آمن بنا آمن
بالله ، ومن رد علينا رد على الله ، ومن شك فينا شك في الله ، ومن عرفنا عرف الله
، ومن تولى عنا تولى عن الله ، ومن أطاعنا أطاع الله ، ونحن الوسيلة إلى الله
والوصلة إلى رضوان الله ، ولنا العصمة والخلافة والهداية ، وفينا النبوة والولاية
والامامة ، ونحن معدن الحكمة وباب الرحمة وشجرة العصمة ، ونحن كلمة التقوى والمثل
الاعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى التي من تمسك يها نجا.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 25 / صفحة [ 15 و 21 ]
تاريخ النشر : 2025-03-16