فأَمَّا حُقُوقُ رَعِيَّتِكَ بالسُّلْطَانِ
فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّكَ إنَّمَا اسْتَرْعَيْتَهُمْ بفَضْلِ قُوَّتِكَ عَلَيْهِمْ
فَإنَّهُ إنَّمَا أَحَلَّهُـــمْ مَحَلَّ الرَّعِيَّةِ لَكَ ضَعْفُهُمْ
وَذُلُّهُمْ، فَمَــــا أَوْلَى مَنْ كَفَاكَهُ ضَعْفُهُ وَذُلُّهُ حَتَّى
صَيَّرَهُ لَكَ رَعِيَّةً وَصَيَّرَ حُكْمَكَ عَلَيْهِ نَافِذاً، لا يَمْتَنِعُ
مِنْــكَ بعِزَّة وَلا قُوَّة وَلا يَسْتَنْصِرُ فِيمَا
تَعَاظَمَــهُ مِنْكَ إلا باللهِ بالرَّحْمَةِ وَالْحِيَاطَةِ وَالأَناةِ، وَمَــا أَولاكَ إذَا عَرَفْتَ مَا
أَعْطَــاكَ الله مِنْ فَضْلِ هذِهِ الْعِزَّةِ وَالقُوَّةِ الَّتِي
قَهَرْتَ بهَـــا أَنْ تَكُونَ لِلّهِ شَاكِراً، وَمَــنْ شَكَرَ الله
أَعْطَاهُ فِيمَا أَنعَمَ عَلَيْهِ. ولا قُوَّةَ إلا باللهِ.
تاريخ النشر : 2023-06-01