تفسير العياشي
عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى : (وَأَوْحى رَبُّكَ
إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ
وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) فالنحل
الأئمة والجبال العرب والشجر الموالي عتاقة (وَمِمَّا يَعْرِشُونَ) يعني الأولاد
والعبيد ممن لم يعتق وهو يتولى الله ورسوله والأئمة عليه السلام والشراب المختلف
ألوانه فنون العلم قد يعلمها الأئمة شيعتهم ( فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ ) يقول في
العلم شفاء للناس والشيعة هم الناس وغيرهم الله أعلم بهم ما هم قال ولو كان كما
يزعم أنه العسل الذي يأكله الناس إذا ما أكل منه فلا يشرب ذو عاهة إلا برأ لقول
الله ( فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ ) ولا خلف لقول الله وإنما الشفاء في علم القرآن
لقوله ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ )
فهو شفاء ورحمة لأهله لا شك فيه ولا مرية وأهله الأئمة الهدى الذين قال الله تعالى
: ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا ) الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا.
ـ وفي رواية أبي
الربيع الشامي عنه في قول الله ( وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) فقال رسول
الله صلى الله عليه وآله ( أَنِ اتَّخِذِي
مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً ) قال تزوج من قريش (وَمِنَ الشَّجَرِ) قال في العرب (
وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) قال في الموالي ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ
مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ ) قال أنواع العلم ( فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ ).
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 24 / صفحة [ 112 ]