التفسير بالمأثور/الذنب والمعصية واتباع الهوى/الإمام الرضا (عليه السلام)
عن الحسين بن سعيد المكفوف كتب إليه في
كتاب له: جعلت فداك يا سيدي علم مولاك: ما لا يقبل لقائله دعوة
وما لا يؤخر لفاعله دعوة ؟ وما حد الاستغفار الذي وعد عليه نوح ؟ والاستغفار
الذي لا يعذب قائله ؟ وكيف يلفظ بهما ؟ وما
معنى قوله: " ومن يتق الله، ومن يتوكل على الله " ؟ وقوله: " ومن اتبع
هداي، ومن أعرض عن ذكري، وإن الله لا يغير ما
بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " ؟ وكيف تغيير القوم
ما بأنفسهم حتى يغير ما بأنفسهم ؟. فكتب صلوات الله عليه: كافاكم الله عني بتضعيف
الثواب والجزاء الحسن الجميل وعليكم جميعا السلام ورحمة الله وبركاته، الاستغفار
ألف، والتوكل من توكل على الله فهو حسبه، ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه
من حيث لا يحتسب، وأما قوله: " ومن اتبع هداي " من قال: بالإمامة واتبع أمركم
بحسن طاعتهم، وأما التغير إنه لا يسئ إليهم حتى يتولوا ذلك بأنفسهم بخطاياهم وارتكابهم
ما نهي عنه.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 6 / صفحة [ 57 ]
تاريخ النشر : 2023-05-24