أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل، قال: حدثنا
محمد ابن هارون بن حميد بن المجدر، قال: حدثنا محمد بن حميد الرازي، قال: حدثنا
جرير، عن أشعث بن إسحاق، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس،
قال: كنت عند معاوية وقد نزل بذي طوى، فجاءه سعد بن أبي وقاص فسلم عليه، فقال
معاوية: يا أهل الشام، هذا سعد بن أبي وقاص وهو صديق لعلي قال: فطأطأ القوم
رؤوسهم، وسبوا عليا (عليه السلام)، فبكى سعد فقال له معاوية: ما الذي أبكاك؟ قال:
ولم لا أبكي لرجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يسب عندك ولا أستطيع أن
أغير. وقد كان في علي خصال لان تكون في واحدة منهم أحب من الدنيا وما فيها:
أحدها: أن رجلا كان باليمن، فجاءه علي بن
أبي طالب (عليه السلام) فقال: لأشكونك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقدم
على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسأله عن علي (عليه السلام) فثنى عليه. فقال:
أنشدك بالله الذي أنزل علي الكتاب، واختصني بالرسالة، عن سخط تقول ما تقول في علي
بن أبي طالب؟ قال: نعم يا رسول الله. قال: ألا تعلم أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟
قال: بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه.
والثانية: أنه (صلى الله عليه وآله) بعث
يوم خيبر عمر بن الخطاب إلى القتال فهزم وأصحابه، فقال (صلى الله عليه وآله):
لأعطين الراية غدا إنسانا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فقعد المسلمون وعلي
(عليه السلام) أرمد، فدعاه فقال: خذ الراية. فقال: يا رسول الله، إن عيني كما ترى،
فتفل فيها، فقام فأخذ الراية، ثم مضى بها حتى فتح الله عليه.
والثالثة: خلفه (صلى الله عليه وآله) في
بعض مغازيه فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله، خلفتني مع النساء والصبيان؟
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
إلا أنه لا نبي بعدي.
والرابعة: سد الأبواب في المسجد إلا باب
علي.
والخامسة: نزلت هذه الآية ﴿إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا﴾ .
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 598
تاريخ النشر : 2024-09-07