أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
أبو العباس،
قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: حدثنا الحسن - يعني ابن عطية -، قال: حدثنا
سعاد، عن عبد الله بن عطاء، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: بعث رسول الله
(صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) وخالد ابن الوليد كل
واحد منهما وحده، وجمعهما فقال: إذا اجتمعتما فعليكم علي.
قال: فأخذنا يمينا
أو يسارا. قال: وأخذ علي (عليه السلام) فأبعد فأصاب سبيا فأخذ جارية من الخمس.
قال بريدة:
وكنت أشد الناس بغضا لعلي (عليه السلام) وقد علم ذلك خالد بن الوليد، فأتى رجل
خالدا فأخبره أنه أخذ جارية من الخمس، فقال: ما هذا؟ ثم جاء آخر، ثم أتى آخر، ثم
تتابعت الاخبار على ذلك، فدعاني خالد فقال: يا بريدة، قد عرفت الذي صنع، فانطلق
بكتابي هذا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخبره، وكتب إليه، فانطلقت بكتابه
حتى دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخذ الكتاب فأمسكه بشماله، وكان كما
قال الله (عز وجل) لا يكتب ولا يقرأ، وكنت رجلا إذا تكلمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من
حاجتي، فطأطأت أو فتكلمت، فوقعت في علي حتى فرغت، ثم رفعت رأسي فرأيت رسول الله
(صلى الله عليه وآله) قد غضب غضبا شديدا لم أره غضب مثله قط إلا يوم قريظة
والنضير، فنظر إلي فقال: يا بريدة، إن عليا وليكم بعدي، فأحب عليا فإنما يفعل ما
يؤمر. قال: فقمت وما أحد من الناس أحب إلي منه.
وقال عبد الله
بن عطاء: حدثت بذلك أبا حرب بن سويد بن غفلة، فقال: كتمك عبد الله بن بريدة بعض
الحديث أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال له: أنافقت بعدي يا بريدة؟
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 249
تاريخ النشر : 2024-09-07