أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/سيرة وتاريخ/الإمام علي (عليه السلام)
أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثنا أبو الحسن
علي بن بلال المهلبي، قال: أخبرنا علي بن عبد الله بن أسد الأصبهاني، قال: حدثنا
إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثني محمد بن عبد الله بن عثمان، قال: حدثني علي بن
أبي سيف، عن علي بن خباب، عن ربيعة وعمارة وغيرهما: أن طائفة من أصحاب أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) مشوا إليه عند تفرق الناس عنه وفرار
كثيرهم إلى معاوية طلبا لما في يديه من الدنيا، فقالوا: يا أمير المؤمنين، اعط هذه
الأموال وفضل هؤلاء الاشراف من العرب وقريش على الموالي والعجم، ومن يخاف عليه من
الناس فراره إلى معاوية .
فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام):
أتأمروني أن أطلب النصر بالجور، لا والله لا أفعلن ما طلعت شمس ولاح في السماء
نجم، والله لو كان مالي لواسيت بينهم، وكيف وإنما هو أموالهم؟! قال: ثم أرم أمير
المؤمنين (عليه السلام) طويلا ساكتا، ثم قال: من كان له مال فإياه والفساد، فإن
إعطاء المال في غير حقه تبذير واسراف، وهو وإن كان ذكرا لصاحبه في الدنيا والآخرة
فهو يضيعه عند الله (عز وجل)، ولم يضع رجل ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمه
الله شكرهم وكان لغيره ودهم، فإن بقي معه من يوده ويظهر له الشكر، فإنما هو ملق
وكذب يريد التقرب به إليه لينال منه مثل الذي كان يأتي إليه من قبل، فإن زلت
بصاحبه النعل فاحتاج إلى معونته أو مكافأته، لشر خليل والام خدين ، ومن ضيع
المعروف فيما أتاه فليصل به القرابة، وليحسن فيه الضيافة، وليفك به العاني، وليعن
به الغارم، وابن السبيل، والفقراء، والمجاهدين في سبيل الله، وليصبر نفسه على
النوائب والحقوق، فإن الفوز بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة.
المصدر : الأمالي
المؤلف : شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي
الجزء والصفحة : ص 194
تاريخ النشر : 2024-09-05