أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير مجمع البيان
قوله تعالى: " وظللنا عليكم
الغمام " قال الطبرسي رحمه لله: أي جعلنا لكم الغمام ظلة وسترة تقيكم حر الشمس
في التيه " وأنزلنا عليكم المن " هو الذي يعرفه الناس يسقط على الشجر،
وقيل: إنه شئ كالصمغ كان يقع على الاشجار
طعمه كالزبد والعسل، وقيل: إنه الخبز المرقق، وقيل:
إنه جميع النعم التي أتتهم مما من الله به عليهم بلا تعب "
والسلوى " قيل: هو السماني، وقيل: طائر أبيض يشبه السماني " كلوا من
طيبات ما رزقناكم " أي قلنا لهم: كلوا من
الشهي اللذيذ، وقيل: المباح الحلال، وقيل: المباح الذي
يستلذ أكله " وما ظلمونا " أي فكفروا هذه النعمة وما نقصونا بكفرانهم
أنعمنا " ولكن كانوا أنفسهم يظلمون " ينقصون،
وقيل: أي ما ضرونا ولكن كانوا أنفسهم يضرون. وكان
سبب إنزال المن والسلوى عليهم أنه لما ابتلاهم الله بالتيه إذ قالوا لموسى: " اذهب
أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون " حين أمرهم بالمسير إلى بيت المقدس وحرب العمالقة
بقوله: " ادخلوا الارض المقدسة " فوقعوا في التيه فصاروا كلما ساروا
تاهوا في قدر خمسة فراسخ أو ستة، وكلما
أصبحوا ساروا غادين فأمسوا فإذا هم في مكانهم الذي ارتحلوا
منه، كذلك حتى تمت المدة وبقوا فيها أربعين سنة، وفي التيه توفي موسى وهارون،
ثم خرج يوشع بن نون، وقيل: كان الله يرد الجانب الذي انتهوا إليه من الأرض إلى
الجانب الذي ساروا منه، فكانوا يضلون على الطريق، لأنهم كانوا خلقا عظيما، فلا يجوز
أن يضلوا كلهم عن الطريق في هذه المدة المديدة، وفي هذا المقدار من الارض، ولما
حصلوا في التيه ندموا على ما فعلوه، فألطف الله بهم بالغمام لما شكوا حرا لشمس،
وأنزل عليهم المن من وقت طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، وكانوا يأخذون منها ما يكفيهم
ليومهم وقال الصادق عليه السلام: كان ينزل المن على بني إسرائيل من بعد الفجر
إلى طلوع الشمس، فمن نام في ذلك الوقت لم ينزل نصيبه، فلذلك يكره النوم في هذا
الوقت إلى طلوع الشمس. وقال ابن جريج: وكان الرجل منهم إن أخذ من المن والسلوى زيادة
على طعام يوم واحد فسد إلا يوم الجمعة، فإنهم إذا أخذوا طعام يومين لم يفسد، وكانوا
يأخذون منها ما يكفيهم ليوم الجمعة والسبت لأنه كان لا يأتيهم يوم السبت، وكانوا
يخبزونه مثل القرصة ويوجد له طعم كالشهد المعجون بالسمن، وكان الله تعالى يبعث
لهم السحاب بالنهار فيدفع عنهم حر الشمس، وكان ينزل عليهم في الليل من السماء عمود
من نور يضئ لهم مكان السراج، وإذا ولد فيهم مولود يكون عليه ثوب يطول بطوله كالجلد
" حيث شئتم " أي أنى شئتم " رغدا " أي موسعا
عليكم مستمتعين بما شئتم من طعام القرية، وقيل: إن هذه
إباحة منه لغنائمها وتملك أموالها " وقولوا حطة " روي عن الباقر عليه السلام
أنه قال: نحن باب حطتكم " وسنزيد المحسنين " على ما يستحقونه من الثواب تفضلا
" وإذ استسقى موسى " أي في التيه لما شكوا إليه الظماء فأوحى الله تعالى
إليه " أن اضرب بعصاك " وهو عصاه
المعروف " الحجر " أي أي حجر كان، أو حجر مخصوص، وسيأتي ذكر
الاقوال فيه " قد علم كل اناس مشربهم " أي كل سبط موضع شربهم "
كلوا واشربوا " أي قلنا لهم: كلوا واشربوا " ولا
تعثوا " أي لا تسعوا في الارض فسادا. وقال البيضاوي:
ومن أنكر أمثال هذه المعجزات فلغاية جهله بالله وقلة تدبره في عجائب صنعه،
فإنه لما أمكن أن يكون من الاحجار ما يحلق الشعر وينفر الخل ويجذب الحديد
لم يمتنع أن يخلق الله حجرا يسخره لجذب الماء من تحت الارض، أو لجذب الهواء من
الجوانب وتصييره ماء بقوة التبريد " على طعام واحد " يريد به ما رزقوا
في التيه من المن والسلوى وبوحدته أنها لا تختلف
ولا تتبدل " الذي هو أدنى " أي أدون قدرا. " إذ جعل فيكم أنبياء
" إذ لم يبعث في امة ما بعث في بني إسرائيل من الانبياء " وجعلكم
ملوكا " أي وجعل منكم أو فيكم، وقد تكاثر فيهم الملوك تكاثر الانبياء بعد فرعون،
وقيل: لما كانوا مملوكين في أبدي القبط فأنقذهم وجعلهم مالكين لأنفسهم وامورهم
سماهم ملوكا " وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين " من فلق البحر وتظليل الغمام
والمن والسلوى ونحوها، وقيل: أي عالمي زمانهم. " يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة
" أرض بيت المقدس لكونها قرار الانبياء ومسكن المؤمنين
وقيل: الطور وما حوله، وقيل: دمشق وفلسطين وبعض الاردن، وقيل: الشام. " التي
كتب الله لكم " قال الطبرسي: أي كتب لكم في اللوح أنها لكم، وقيل: أي وهب الله
لكم، وقيل: أمركم الله بدخولها. فإن قيل: كيف كتب الله لهم مع قوله: " فإنها محرمة
عليهم " فجوابه أنها كانت هبة من الله لهم ثم حرمها عليهم، وقيل: الذين كتب لهم
هم الذين كانوا مع يوشع بعد موت موسى بشهرين " ولا ترتدوا على أدباركم "
أي لا ترجعوا عن الارض التي امرتم بدخولها،
أو عن طاعة الله. قال المفسرون: لما عبر موسى وبنو
إسرائيل البحر وهلك فرعون أمرهم الله بدخول الارض المقدسة، فلما نزلوا عند نهر الاردن
خافوا من الدخول، فبعث موسى عليه السلام من كل سبط رجلا وهم الذين ذكرهم الله
سبحانه في قوله: " وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا " فعاينوا من عظم شأنهم
وقوتهم شيئا عجيبا، فرجعوا إلى بني إسرائيل
فأخبروا موسى عليه السلام بذلك فأمرهم أن يكتموا
ذلك، فوفى اثنان منهم يوشع بن نون من سبط بنيامين، وقيل: إنه كان من سبط يوسف،
وكالب بن يوفنا من سبط يهودا، وعصى العشرة وأخبروا بذلك، وقيل: كتم خمسة منهم وأظهر
الباقون، وفشا الخبر في الناس فقالوا: إن دخلنا عليهم تكون نساؤنا وأهالينا غنيمة
لهم، وهموا بالانصراف إلى مصر وهموا بيوشع وكالب، وأرادوا أن يرجموهما بالحجارة،
فاغتاظ لذلك موسى عليه السلام وقال: " رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي " فأوحى
الله إليه: إنهم يتيهون في الارض أربعين سنة، وإنما يخرج منهم من لم يعص الله في
ذلك، فبقوا في التيه أربعين سنة في ستة عشر فرسخا، وقيل: تسعة فراسخ، وقيل: ستة فراسخ،
وهم ستمائة ألف مقاتل، لا تنخرق ثيابهم وتنبت معهم، و ينزل عليهم المن والسلوى،
ومات النقباء غير يوشع بن نون وكالب، ومات أكثرهم ونشأ ذراريهم فخرجوا إلى حرب
أريحا وفتحوها، واختلفوا فيمن فتحها فقيل: فتحها موسى ويوشع
على مقدمته، وقيل: فتحها يوشع وكان قد توفي موسى وبعثه الله نبيا، وروي أنهم كانوا
في المحاربة إذ غابت الشمس فدعا يوشع فرد الله عليهم الشمس حتى فتحوا أريحا، وقيل:
كان وفاة موسى وهارون في التيه، وتوفي هارون قبل موسى بسنة وكان عمر موسى مائة
وعشرين سنة في ملك إفريدون ومنوچهر، وكان عمر يوشع مائة وستة وعشرين سنة، وبقي بعد
وفاته مدبرا لأمر بني إسرائيل سبعا وعشرين سنة " قالوا " يعني بني
إسرائيل: " إن فيها " أي في الارض المقدسة
" قوما حبارين " شديدي البأس والبطش والخلق. قال ابن عباس:
بلغ من جبرية هؤلاء القوم أنه لما بعث موسى النقباء رآهم رجل من الجبارين يقال
له عوج فأخذهم في كمه مع فاكهة كان حملها من بستانه وأتى بهم الملك فنثرهم بين يديه،
وقال للملك تعجبا منهم: هؤلاء يريدون قتالنا، فقال الملك: ارجعوا إلى صاحبكم فأخبروه
خبرنا، قال مجاهد: وكانت فاكهتهم لا يقدر على حمل عنقود منها خمسة رجال بالخشب!
ويدخل في قشر نصف رمانة خمسة رجال! وإن موسى كان طوله عشرة أذرع، وله عصا طولها
عشرة أذرع ونزا من الارض مثل ذلك بلغ كعب عوج ابن عنق فقتله! وقيل: كان طول سريره
ثمانمائة ذراع. " وإنا لن ندخلها " يعني لقتالهم " فإن يخرجوا
" يعني الجبارين " قال رجلان " هما
يوشع وكالب، وقيل: رجلان كانا من مدينة الجبارين وكانا
على دين موسى فلما بلغهما خبر موسى جاءاه فاتبعاه " من الذين يخافون "
الله تعالى " أنعم الله عليهما " بالإسلام،
وقيل: يخافون الجبارين، أي لم يمنعهم الخوف من
الجبارين أن قالوا الحق، أنعم الله عليهما بالتوفيق للطاعة " ادخلوا "
يا بني إسرائيل " عليهم " على
الجبارين " الباب " باب مدينتهم، وإنما علما أنهم يظفرون بهم لما
أخبر به موسى عليه السلام من وعد الله تعالى بالنصر، وقيل: لما رأوه من إلقاء الرعب
في قلوب الجبارين " إنا لن ندخلها " أي هذه المدينة " إنا ههنا
قاعدون " إلى أن تظفر بهم وترجع إلينا فحينئذ ندخل
" إلا نفسي " أي لا أملك إلا تصريف
نفسي في طاعتك " وأخي " أي وأخي كذلك لا يملك إلا نفسه، أو لا أملك أيضا
إلا أخي لأنه يجيبني إذا دعوت " فافرق
" أي فافصل " بيننا " وبينهم بحكمك فإنها " أي الارض
المقدسة " محرمة عليهم " تحريم منع، وقيل: تحريم تعبد " يتيهون
" أي يتحيرون في المسافة التي بينهم وبينها لا
يهتدون إلى الخروج منها. وقال أكثر المفسرين: إن موسى
وهارون كانا معهم في التيه، وقيل: لم يكونا فيه لان التيه عذاب وعذبوا عن كل يوم
عبدوا فيه العجل سنة، والانبياء لا يعذبون، قال الزجاج إن كانا في التيه فجائز أن
يكون الله سهل عليهما ذلك، كما سهل على إبراهيم النار فجعلها عليه بردا وسلاما. ومتى
قيل: كيف يجوز على عقلاء كثيرين أن يسيروا في فراسخ يسيرة فلا يهتدوا للخروج منها؟
فالجواب عنه من وجهين: أحدهما: أن يكون ذلك بأن تحول الارض التي هم عليها إذا
ناموا وردوا إلى المكان الذي ابتدأوا منه. والآخر أن يكون بالأسباب المانعة عن الخروج
عنها، إما بأن تمحى العلامات التي يستدل بها، أو بأن يلقى شبه بعضها على بعض،
ويكون ذلك معجزا خارقا للعادة. وقال قتادة: لم يدخل بلد الحبارين أحد من القوم إلا
يوشع وكالب بعد موت موسى بشهرين، وإنما دخلها أولادهم معهما " فلا تأس على القوم
الفاسقين " أي لا تحزن على هلاكهم لفسقهم. " يعكفون على أصنام لهم
" أي يقبلون عليها، ملازمين لها، مقيمين عندها
يعبدونها، قال قتادة: كان اولئك القوم من لخم
وكانوا نزولا بالرقة. وقال ابن جريح: كانت تماثيل بقر وذلك أول شأن العجل
" إنكم قوم تجهلون " ربكم وعظمته، أو نعمة ربكم فيما صنع
بكم " متبر " أي مدمر مهلك " ما هم فيه " من عبادة
الاصنام " أبغيكم " أي ألتمس لكم " على العالمين " أي على
عالمي زمانكم، وقيل: أي خصكم بفضائل لم يعطها أحدا
غيركم، وهو أن أرسل إليكم رجلين منكم لتكونوا أقرب
إلى القبول، وخلصكم من أذى فرعون وقومه على أعجب وجه وأورثكم أرضهم وديارهم
وأموالهم. " ومن قوم موسى امة يهدون بالحق " أي جماعة يدعون إلى الحق
" وبه يعدلون " أي وبالحق يحكمون
ويعدلون في حكمهم، واختلف فيهم على أقوال: أحدها: أنهم قوم
من وراء الصين لم يغيروا ولم يبدلوا، وهو المروي عن أبي جعفر عليه السلام. قالوا:
وليس لاحد منهم مال دون صاحبه، يمطرون بالليل، ويضحون بالنهار ويزرعون لا يصل
إليهم منا أحد ولا منهم إلينا، وهم على الحق. قال ابن جريح: بلغني أن بني إسرائيل
لما قتلوا أنبياءهم وكفروا وكانوا اثني عشر سبط تبرأ سبط منهم مما صنعوا واعتذروا
وسألوا الله أن يفرق بينهم وبينهم، ففتح الله لهم نفقا في الأرض فساروا
فيه سنة ونصف سنة حتى خرجوا من وراء الصين ! فهم هناك حنفاء مسلمون يستقبلون قبلتنا.
وقيل: إن جبرئيل انطلق بالنبي صلى الله عليه وآله ليلة المعراج إليهم فقرأ عليهم
من القرآن عشر سور نزلت بمكة فآمنوا به وصدقوه، وأمرهم أن يقيموا مكانهم ويتركوا
السبت، وأمرهم بالصلاة والزكاة ولم تكن نزلت فريضة غيرهما ففعلوا. وروى أصحابنا
أنهم يخرجون مع قائم آل محمد عليهم السلام، وروي أن ذا القرنين رآهم فقال:
لو أمرت بالمقام لسرني أن اقيم بين أظهركم.
وثانيها: أنهم قوم من بني إسرائيل
تمسكوا بالحق وبشريعة موسى عليه السلام في وقت ضلالة
القوم وقتلهم أنبياءهم، وكان ذلك قبل نسخ شريعتهم بشريعة عيسى عليه السلام فالتقدير:
كانوا يهدون. وثالثها: أنهم الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وآله مثل عبد
الله بن سلام وابن صوريا وغيرهما وفي حديث أبي حمزة الثمالي والحكم بن ظهير أن موسى
لما أخذ الالواح قال: رب إني أجد في الالواح امة هي خير امة اخرجت للناس، يأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر فاجعلهم امتي، قال: تلك امة أحمد، قال: رب إني أجد
في الالواح امة هم الآخرون في الخلق، السابقون في دخول الجنة فاجعلهم امتي، قال:
تلك امة أحمد، قال: رب إني أجد في الالواح امة كتبهم في صدورهم يقرؤونها فاجعلهم
امتي، قال: تلك امة أحمد، قال: رب إني أجد في الالواح امة إذا هم أحدهم بحسنة
ثم لم يعملها كتبت له حسنة، وإن عملها كتب له عشر أمثالها، وإن هم بسيئة ولم يعملها
لم يكتب عليه، وإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة، فاجعلهم امتي، قال: تلك امة أحمد.
قال: رب إني أجد في الالواح امة يؤمنون
بالكتاب الاول والكتاب الآخر، ويقاتلون الاعور الكذاب فاجعلهم امتي،
قال: تلك امة أحمد. قال: رب إني أجد في الالواح
امة هم الشافعون وهم المشفوع لهم فاجعلهم امتي، قال: تلك امة أحمد. قال موسى:
رب اجعلني من امة أحمد. قال أبو حمزة: فأعطي موسى آيتين لم يعطوها - يعني امة أحمد
- قال الله: يا موسى " إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي " وقال:
" ومن قوم موسى امة يهدون بالحق وبه يعدلون
" قال: فرضي موسى كل الرضاء. وفي حديث غير أبي حمزة:
قال النبي صلى الله عليه وآله لما قرأ " وممن خلقنا امة يهدون بالحق وبه يعدلون
": هذه لكم، وقد أعطى الله قوم موسى مثلها. " وقطعناهم اثنتي عشر أسباطا امما
" أي وفرقنا بني إسرائيل اثنتي عشرة فرقة " أسباطا " يعني أولاد
يعقوب عليه السلام فإنهم كانوا اثني عشر، وكان لكل
واحد منهم أولاد ونسل فصار كل فرقة منهم سبطا
وامة، وإنما جعلهم سبحانه امما ليتميزوا في مشربهم ومطعمهم، ويرجع كل امة منهم إلى
رئيسهم، فيخف الامر على موسى ولا يقع بينهم اختلاف
وتباغض " فانبجست " الانبجاس: خروج الماء الجاري بقلة، والانفجار: خروجه بكثرة،
وكان يبتدئ الماء من الحجر بقلة، ثم يتسع حتى يصير إلى الكثرة.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [166]
تاريخ النشر : 2024-08-14