أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير مجمع البيان
قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى:
" لقد كان لسبأ " المراد بسبأ ههنا القبيلة
الذين هم أولاد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان " في مساكنهم " أي في بلدهم
" آية " أي حجة على وحدانية الله عز اسمه وكمال قدرته، وعلامة على سبوغ
نعمه، ثم فسر سبحانه الآية فقال: "
جنتان عن يمين وشمال " أي بستانان عن يمين من أتاهما وشماله،
وقيل: عن يمين البلد وشماله، وقيل: إنه لم يرد جنتين اثنتين، والمراد: كانت ديارهم
على وتيرة واحدة، إذ كانت البساتين عن يمينهم وشمالهم متصلة بعضها ببعض، وكان
من كثرة النعم أن المرأة كانت تمشي والمكتل على رأسها فيمتلئ بالفواكه من غير
أن تمس بيدها شيئا، وقيل: الآية المذكورة هي أنه لم يكن في قريتهم بعوضة ولا ذباب
ولا برغوث ولا عقرب ولا حية، وكان الغريب إذا دخل بلادهم وفي ثيابه قمل ودواب ماتت،
عن ابن زيد، وقيل: إن المراد بالآية خروج الازهار
والثمار من الاشجار على اختلاف ألوانها وطعومها،
وقيل: إنها كانت ثلاث عشرة قرية في كل قرية نبي يدعوهم إلى الله سبحانه يقولون
لهم: " كلوا من رزق ربكم واشكروا له " أي كلوا مما رزقكم الله في هذه
الجنان واشكروا له يزدكم من نعمه واستغفروه
يغفر لكم " بلدة طيبة " أي هذه بلدة مخصبة نزهة
أرضها عذبة، تخرج النبات وليست بسبخة، وليس فيها شئ من الهوام المؤذية، وقيل: أراد
به صحة هوائها، وعذوبة مائها، وسلامة تربتها، وأنه ليس فيها حر يؤذي في القيظ ولا
برد يؤذي في الشتاء " ورب غفور " أي كثير المغفرة للذنوب " فأعرضوا
" عن الحق ولم يشكروا الله سبحانه ولم يقبلوا ممن
دعاهم إلى الله من أنبيائه " فأرسلنا عليهم سيل
العرم " وذلك أن الماء كان يأتي أرض سبأ من أودية اليمن، وكان هناك جبلان
يجتمع ماء المطر والسيول بينهما، فسدوا ما بين
الجبلين فإذا احتاجوا إلى الماء نقبوا السد بقدر
الحاجة، فكانوا يسقون زروعهم وبساتينهم فلما كذبوا رسلهم وتركوا أمر الله بعث الله
جرذا نقب ذلك الردم وفاض الماء عليهم فأغرقهم.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [145]
تاريخ النشر : 2024-08-14