اليوم : الأحد ١٣ ذو القعدة ١٤٤٦هـ المصادف ۱۱ آيار۲۰۲٥م

أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر
أحاديث وروايات عامة
أحداث الظهور وآخر الزمان
الأخذ بالكتاب والسنة وترك البدع والرأي والمقايس
الأخلاق والآداب
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
التقوى والعمل والورع واليقين
التقية
التوبة والاستغفار
الجنة والنار
الحب والبغض
الحديث والرواية
الخلق والخليقة
الدنيا
الذنب والمعصية واتباع الهوى
الشيعة
العقل
العلم والعلماء
الفتنة والفقر والابتلاء والامتحان
القلب
المعاشرة والمصاحبة والمجالسة والمرافقة
الموت والقبر والبرزخ
المؤمن
الناس واصنافهم
أهل البيت (عليهم السلام)
بلدان واماكن ومقامات
سيرة وتاريخ
عفو الله تعالى وستره ونعمته ورحمته
فرق وأديان
وصايا ومواعظ
مواضيع متفرقة
الفقه وقواعده
الاسراء والمعراج
الإيمان والكفر
الأنصاف والعدل والظلم بين الناس
الاسلام والمسلمين
الاطعمة والاشربة
أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير مجمع البيان
وقالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا...
تاريخ النشر : 2024-08-13
قال الطبرسي رحمه الله في قوله تعالى: " وقالوا كونوا هودا " ": أي قالت اليهود كونوا هودا "، وقالت النصارى كونوا نصارى " بل ملة إبراهيم " أي بل نتبع دين إبراهيم " والأسباط " أي يوسف وإخوته بنو يعقوب، ولد كل واحد منهم امة من الناس، فسموا بالأسباط، وذكروا أسماء الاثني عشر: يوسف، وابن يامين، وروبيل ويهودا، وشمعون، ولاوي، ودون، وقهاب، ويشجر، وتفتالى، وحاد، وأسر. قال كثير من المفسرين: إنهم كانوا أنبياء، والذي يقتضي مذهبنا أنهم لم يكونوا أنبياء بأجمعهم لعدم عصمتهم لما فعلوا بيوسف. وقوله: " وما انزل إليهم " لا يدل على أنهم كانوا أنبياء، لان الإنزال يجوز أن يكون على بعضهم، ويحتمل أن يكون مثل قوله: " وما انزل إلينا " وإن كان المنزل على النبي صلى الله عليه وآله خاصة، لكن المسلمين لما كانوا مأمورين بما فيه اضيف الإنزال إليهم. وقد روى العياشي عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: أو كان ولد يعقوب أنبياء ؟ قال: لا، ولكنهم كانوا أسباطا " أولاد الأنبياء، ولم يكونوا فارقوا الدنيا إلا سعداء، تابوا وتذكروا ما صنعوا " لا نفرق بين أحد منهم " أي بأن نؤمن ببعضهم ونكفر ببعض، كما فعله اليهود والنصارى " ونحن له " أي لما تقدم ذكره أو لله " مسلمون " خاضعون بالطاعة، مذعنون بالعبودية " في شقاق " أي في خلاف، وقريب منه ما روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: في كفر، وقيل: في منازعة ومحاربة " فسيكفيكهم الله " وعد بالنصر وهو من معجزات نبينا صلى الله عليه وآله. " كان الناس امة واحدة " أي ذوي امة واحدة، أي أهل ملة واحدة، واختلف في أنهم على أي دين كانوا، فقيل: إنهم كانوا على الكفر، فقال الحسن: كانوا كفارا " بين آدم ونوح، وقيل: بعد نوح إلى أن بعث الله إبراهيم والنبيين بعده، وقيل: قبل مبعث كل نبي، وهذا غير صحيح. فإن قيل: كيف يجوز أن يكون الناس كلهم كفارا " ولا يجوز أن يخلو الأرض من حجة ؟ قلنا: يجوز أن يكون الحق هناك في واحد أو جماعة قليلة لم يمكنهم إظهار الدين خوفا " وتقية فلم يعتد بهم، وقال آخرون: إنهم كانوا على الحق، فقال ابن عباس كانوا بين آدم ونوح على شريعة من الحق فاختلفوا بعد ذلك، وقيل: هم أهل سفينة نوح عليه السلام، فالتقدير حينئذ: كانوا امة واحدة فاختلفوا وبعث الله النبيين، وقال المجاهد: المراد به آدم كان على الحق إماما " لذريته فبعث الله النبيين في ولده، وروى أصحابنا عن الباقر عليه السلام أنه قال: إنه كانوا قبل نوح امة واحدة على فطرة الله لا مهتدين ولا ضلالا " فبعث الله النبيين، وعلى هذا فالمعنى أنهم كانوا متعبدين بما في عقولهم غير مهتدين إلى نبوة ولا شريعة. " ثم بعث الله النبيين " بالشرائع لما علم أن مصالحهم فيها " مبشرين " لمن أطاعهم بالجنة " ومنذرين " لمن عصاهم بالنار " وأنزل معهم الكتاب " أي مع بعضهم " ليحكم " أي الرب تعالى، أو الكتاب " إلا الذين اوتوه " أي اعطوا العلم بالكتاب " من بعد ما جاءتهم البينات " أي الحجج الواضحة، وقيل: التوراة والإنجيل، وقيل: معجزات محمد صلى الله عليه وآله " بغيا " " أي ظلما " وحسدا " " لما اختلفوا فيه " أي للحق الذي اختلف فيه من اختلف " بإذنه " أي بعلمه أو بلطفه. " منهم من كلم الله " وهو موسى عليه السلام أو موسى ومحمد صلى الله عليه وآله " ورفع بعضهم درجات " قال مجاهد: أراد به محمد صلى الله عليه وآله فإنه فضله على أنبيائه بأن بعثه إلى جميع المكلفين من الجن والإنس بأن أعطاه جميع الآيات التي أعطاها من قبله من الانبياء، وبأن خصه بالقرآن وهو المعجزة القائمة إلى يوم القيامة، وبأن جعله خاتم النبيين " البينات " أي المعجزات " ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم " أي من بعد الرسل، بأن كان يلجئهم إلى الإيمان، لكنه ينافي التكليف، وقيل: معناه: لو شاء الله ما أمرهم بالقتال " من بعد جاءتهم البينات " من بعد وضوح الحجة، فإن المقصود من بعثة الرسل قد حصل بإيمان من آمن قبل القتال " ولو شاء الله ما اقتتلوا " كرر تأكيدا "، وقيل: الأول مشية الإكراه، والثاني الأمر للمؤمنين بالكف عن قتالهم " ما يريد " أي ما تقتضيه المصلحة. " إن الله اصطفى " أي اختار واجتبى " آدم ونوحا " " لنبوته " وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " أي على عالمي زمانهم، بأن جعل الأنبياء منهم، وقيل: اختار دينهم، وقيل: اختارهم بالتفضيل على غيرهم بالنبوة وغيرها من الامور الجليلة لمصالح الخلق. وقوله: " وآل إبراهيم وآل عمران " قيل: أراد نفسهما، وقيل: آل إبراهيم أولاده، وفيهم من فيهم من الأنبياء، وفيهم نبينا صلى الله عليه وآله، وقيل: هم المتمسكون بدينه، وأما آل عمران فقيل: هم من آل إبراهيم أيضا، فهم موسى وهارون ابنا عمران، وهو عمران بن يصهر بن ماهت ابن لاوي بن يعقوب، وقيل يعني بآل عمران مريم وعيسى وهو عمران بن أشهم بن أمون من ولد سليمان عليه السلام، وهو أبو مريم، وفي قراءة أهل البيت عليهم السلام: " وآل محمد على العالمين " وقالوا أيضا: إن آل إبراهيم هم آل محمد الذين هم أهله، ويجب أن يكون الذين اصطفاهم الله مطهرين معصومين عن القبائح، لأنه سبحانه لا يختار ولا يصطفي إلا من كان كذلك، ويكون ظاهره مثل باطنه في الطهارة والعصمة، فعلى هذا يختص الاصطفاء بمن كان معصوما " من آل إبراهيم وآل عمران سواء كان نبيا " أو إماما "، ويقال: الاصطفاء على وجهين: أحدهما أنه اصطفاه لنفسه، أي جعله خالصا " له يختص به، والثاني أنه اصطفاه على غيره، أي اختصه بالتفضيل على غيره، وعلى هذا الوجه معنى الآية، وفيها دلالة على تفضيل الأنبياء على الملائكة " ذرية " أي أولادا " وأعقابا " " بعضها من بعض " أي في التناصر في الدين، أو في التناسل والتوالد، والأخير هو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام لأنه قال: الذين اصطفاهم الله بعضهم من نسل بعض. " ما كان لبشر " أي لا يجوز ولا يحل له " أن يؤتيه الله " أي يعطيه " الكتاب والحكم والنبوة " أي العلم والرسالة إلى الخلق " ثم يقول للناس كونوا عبادا " لي من دون الله " أي اعبدوني من دونه، واعبدوني معه، " ربانيين " أي حكماء أتقياء، أو معلمين الناس من علمكم، وقيل: الرباني: العالم بالحلال والحرام والامر " والنهي وما كان وما يكون. " بما كنتم تعلمون الكتاب " قال البيضاوي: أي بسبب كونكم معلمين الكتاب وبسبب كونكم دارسين له، فإن فائدة التعليم والتعلم معرفة الحق والخير للاعتقاد والعمل. " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين " قال الطبرسي: روي عن أمير المؤمنين وابن عباس وقتادة أن الله تعالى أخذ الميثاق على الأنبياء قبل نبينا صلى الله عليه وآله أن يخبروا اممهم بمبعثه ونعته، ويبشروهم به، ويأمروهم بتصديقه. وقال طاوس: أخذ الله الميثاق على الانبياء على الأول والآخر، فأخذ ميثاق الأول لتؤمنن بما جاء به الآخر، وقال الصادق عليه السلام: تقديره: وإذ أخذ الله ميثاق امم النبيين بتصديق نبيها: والعمل بما جاءهم به، وأنهم خالفوه بعد ما جاؤوا وما وفوا به، وتركوا كثيرا " من شريعته، وحرفوا كثيرا " منها " ولتنصرنه " أي بالتصديق والحجة، أو أن الميثاق اخذ على الأنبياء ليأخذوه على اممهم بتصديق محمد إذا بعث، ويأمرهم بنصره على أعدائه إن أدركوه، وهو المروي عن علي عليه السلام. أقول: سيأتي عن أئمتنا عليهم السلام أن النصرة في الرجعة. وقال في قوله: " وأخذتم على ذلكم إصري ": أي قبلتم على ذلك عهدي، وقيل: معناه: وأخذتم العهد بذلك على اممكم " قالوا " أي قال اممهم. " قال " الله " فاشهدوا بذلك " على اممكم " وأنا معكم من الشاهدين " عليكم وعلى اممكم، عن علي عليه السلام، وقيل: " فاشهدوا " أي فاعلموا ذلك " وأنا معكم " أعلم، وقيل: معناه: ليشهد بعضكم على بعض، وقيل: قال الله للملائكة: اشهدوا عليهم، وقد روي عن علي عليه السلام أنه قال: لم يبعث الله نبيا " آدم ومن بعده إلا أخذ عليه العهد على أن بعث الله محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره بأن يأخذ العهد بذلك على قومه. " كما أوحينا إلى نوح " قدم نوحا " لأنه أبو البشر، وقيل: لأنه كان أطول الأنبياء عمرا " وكانت معجزته في نفسه، لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما "، لم يسقط له سن، ولم تنقص قوته، ولم يشب شعره، وقيل: لأنه لم يبالغ أحد منهم في الدعوة مثل ما بالغ فيها، ولم يقاس أحد من قومه ما قاساه، وهو أول من عذبت امته بسبب أن ردت دعوته. " ورسلا " أي قصصنا رسلا "، أو أرسلنا رسلا " " قد قصصناهم عليك من قبل " بالوحي في غير القرآن، أو في القرآن " ورسلا " لم نقصصهم عليك " هذا يدل على أن لله رسلا " كثيرا " لم يذكرهم في القرآن. " حجة بعد الرسل " بأن يقولوا: لو أرسلت إلينا رسولا " آمنا بك " وكان الله عزيزا " " أي مقتدرا " على الانتقام ممن يعصيه " حكيما " " فيما أمر به عباده. " ومن ذريته " قال البيضاوي: الضمير لإبراهيم، وقيل: لنوح لأنه أقرب، ولأن يونس ولوطا " ليسا من ذرية إبراهيم، فلو كان لإبراهيم اختص البيان بالمعدودين في تلك الآية والتي بعدها، والمذكورن في الآية الثالثة عطف على " نوحا " " ومن آبائهم عطف على كلا " أو نوحا "، و " من " للتبعيض، فإن منهم من لم يكن نبيا " ولا مهديا " " ذلك هدى الله " إشارة إلى ما دانوا به " ولو أشركوا " أي هؤلاء الأنبياء مع علو شأنهم فكيف غيرهم. " والحكم ": الحكمة، أو فصل الامر على ما يقتضيه الحق " فإن يكفر بها " أي بهذه الثلاثة " هؤلاء " يعنى قريشا " " فقد وكلنا بها " أي بمراعاتها " قوما " ليسوا بها بكافرين " وهم الأنبياء المذكورون ومتابعوهم، وقيل: هم الانصار، أو أصحاب النبي صلى الله عليه وآله أو كل من آمن به، أو الفرس، وقيل: الملائكة. " فبهديهم اقتده " أي ما توافقوا عليه من التوحيد واصول الدين. " والمؤتفكات " قال الطبرسي: أي المنقلبات، وهي ثلاثة قرى كان فيها قوم لوط " بالبينات " أي بالبراهين والمعجزات. " وجعلنا لهم أزواجا " وذرية " أي نساء وأولادا " أكثر من نسائك وأولادك، وكان لسليمان ثلاث مائة امرأة مهيرة وسبعمائة سرية، ولداود مائة امرأة، عن ابن عباس، أي فلا ينبغي أن يستنكر منك أن تتزوج ويولد لك، وروي أن أبا عبد الله عليه السلام قرأ هذه الآية ثم أومأ إلى صدره وقال: نحن والله ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله. " وما كان لرسول أن يأتي بآية " أي دلالة " إلا بإذن الله " أي إلا بعد أن يأذن الله في ذلك ويطلق له فيه. " إلا بلسان قومه " أي لم يرسل فيما مضى من الأزمان رسولا " إلا بلغة قومه حتى إذا بين لهم فهموا عنه ولا يحتاجون إلى مترجم، وقد أرسل الله نبينا صلى الله عليه وآله إلى الخلق كافة بلسان قومه، قال الحسن: امتن الله على نبيه صلى الله عليه وآله أنه لم يبعث رسولا " إلا إلى قومه، وبعثه خاصة إلى جميع الخلق، وقيل: إن معناه: كما أرسلناك إلى العرب بلغتهم لتبين لهم الدين ثم إنهم يبينونه للناس كذلك أرسلنا كل رسول بلغة قومه ليظهر لهم الدين. " لا يعلمهم إلا الله " أي لا يعلم تفاصيل أحوالهم وعددهم وما فعلوه وفعل بهم من العقوبات إلا الله، قال ابن الأنباري: إن الله أهلك امما من العرب وغيرها فانقطعت أخبارهم وعفت آثارهم، فليس يعرفهم أحد إلا الله. وكان ابن مسعود إذا قرأ هذه الآية قال: كذب النسابون، فعلى هذا يكون قوله: " والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله " مبتدء وخبرا " " فردوا أيديهم في أفواههم " أي عضوا على أصابعهم من شدة الغيظ، أو جعلوا أيديهم في أفواه الأنبياء تكذيبا " لهم، أي أشاروا بأيديهم إلى أفواه الرسل تسكيتا " لهم، أو وضعوا أيديهم على أفواههم مومئين بذلك إلى رسل: أن اسكتوا، أو الضميران كلاهما للرسل، أي أخذوا أيدي الرسل فوضعوها على أفواههم ليسكتوا فسكتوا عنهم لما يئسوا منهم، هذا كله إذا حمل معنى الأيدي والأفواه على الحقيقة، ومن حملهما على المجاز فقيل: المراد باليد ما نطقت به الرسل من الحجج، أي فردوا حججهم في حيث جاءت، لأنها تخرج من الأفواه. أو مثله من الوجوه. " مريب " أي يوقعنا في الريب بكم أنكم تطلبون الرئاسة وتفترون الكذب. " من ذنوبكم " أي بعضها، لأنه لا يغفر الشرك، وقيل: وضع البعض موضع الجميع توسعا " " إلى أجل مسمى " أي إلى الوقت الذي ضربه الله لكم أن يميتكم فيه، ولا يؤاخذكم بعاجل العقاب " بسلطان مبين " أي بحجة واضحة، وإنما قالوا ذلك لأنهم اعتقدوا أن ما جاءت به الرسل من المعجزات ليست بمعجزة ولا دلالة، وقيل: إنهم طلبوا معجزات مقترحات سوى ما ظهرت فيما بينهم. " ولكن الله يمن " أي ينعم عليهم بالنبوة والمعجزات " وقد هدينا سبلنا " أي عرفنا طريق التوكل، أو هدانا إلى معرفته وتوجيه العبادة إليه " ذلك لمن خاف " أي ذلك الفوز لمن خاف وقوفه للحساب بين يدي " وخاف وعيد " أي عقابي، وإنما قالوا: " أو لتعودن " وهم لم يكونوا على ملتهم قط ؟ إما لأنهم توهموا على غير حقيقة أنهم كانوا على ملتهم، وإما لأنهم ظنوا بالنشو بينهم أنهم كانوا عليها. " واستفتحوا " أي طلب الرسل الفتح والنصر من الله، وقيل: هو سؤالهم أن يحكم الله بينهم وبين اممهم، لان الفتح الحكم، وقيل: معناه: واستفتح الكفار العذاب " وخاب كل جبار عنيد " أي خسر كل متكبر معاند مجانب للحق دافع له. " وما أهلكنا " أي لم نهلك أهل قرية فيما مضى على وجه العقوبة إلا وكان لهم أجل معلوم مكتوب لابد أن سيبلغونه، فلا يغرن هؤلاء الكفار إمهالي إياهم " ما تسبق من امة " أي لم تكن امة فيما مضى تسبق أجلها فتهلك قبل ذلك، ولا تتأخر عن أجلها " في شيع الأولين: الشيع: الفرق والامم. " إلا رجالا " نوحي إليهم " وذلك أن كفار قريش كانوا ينكرون أن يرسل إليهم بشر مثلهم، فبين سبحانه أنه لا يصلح أن يكون الرسل إلى الناس إلا من يشاهدونه ويخاطبونه ويفهمون عنه، وأنه لا وجه لاقتراحهم إرسال الملك " فسئلوا أهل الذكر " أي أهل العلم بأخبار من مضى من الامم، أو أهل الكتاب، أو أهل القرآن، لأن الذكر القرآن، ويقرب منه ما رواه جابر ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: نحن أهل الذكر. وقد سمى الله رسوله ذكرا " في قوله: " ذكرا " رسولا " " على أحد الوجهين. وقوله: " بالبينات والزبر " العامل فيه قوله: " أرسلنا " والتقدير: وما أرسلنا بالبينات والزبر أي البراهين والكتب إلا رجالا "، وقيل: في الكلام إضمار، والتقدير: أرسلناهم بالبينات. " اولئك " أي الذين تقدم ذكرهم " الذين أنعم الله عليهم " بالنبوة وغيرها " من النبيين من ذريه آدم " إنما فرق سبحانه ذكر نسبهم مع أن كلهم كانوا من ذريه آدم لتبيان مراتبهم في شرف النسب، فكان لإدريس شرف القرب من آدم، وكان إبراهيم من ذرية من حمل مع نوح، وكان إسماعيل وإسحاق ويعقوب من ذرية إبراهيم لما تباعدوا من آدم حصل لهم شرف إبراهيم، وكان موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى من ذرية إسرائيل " وممن هدينا " قيل: إنه تم الكلام عند قوله: " وإسرائيل " ثم ابتدأ وقال: " ممن هدينا واجتبينا " من الامم قوم " إذا تتلى عليهم آيات الرحمن " وروي عن علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال: نحن عنينا بها. وقيل: بل المراد به الأنبياء الذين تقدم ذكرهم " خروا سجدا " " لله " وبكيا " " أي باكين " فخلف من بعدهم خلف " الخلف: البدل السيئ، أي بقي بعد النبيين المذكورين قوم سوء من اليهود ومن تبعهم " أضاعوا الصلاة " أي تركوها أو أخروها عن مواقيتها وهو المروي عن أبي عبد الله عليه السلام " واتبعوا الشهوات " فيما حرم عليهم " فسوف يلقون غيا " " أي مجازاة الغي، وقيل: أي شرا وخيبة. " ما آمنت قبلهم " أي لم يؤمن قبل هؤلاء الكفار " من " أهل " قرية " جاءتهم الآيات التي طلبوها فأهلكناهم مصرين على الكفر " أفهم يؤمنون " عند مجيئها، هذا إخبار عن حالهم وأن سبيلهم سبيل من تقدم من الامم طلبوا الآيات فلم يؤمنوا بها وأهلكوا، فهؤلاء أيضا " لو أتاهم ما اقترحوا لم يؤمنوا واستحقوا عذاب الاستيصال، وقد حكم الله في هذه الامة أن لا يعذبهم عذاب الاستيصال فلذلك لم يجبهم في ذلك، وقيل: ما حكم الله سبحانه بهلاك قرية إلا وفي المعلوم أنهم لا يؤمنون، فلذلك لم يأت هؤلاء بالآيات المقترحة. " وما جعلناهم جسدا " " الجسد: المجسد الذي فيه الروح ويأكل ويشرب، وقيل ما لا يأكل ولا يشرب " ثم صدقناهم الوعد " أي أنجزنا ما وعدناهم به من النصر والنجاة والظهور على الأعداء، وما وعدناهم به من الثواب " فأنجيناهم ومن نشاء " أي من المؤمنين بهم " وأهلكنا المسرفين " على أنفسهم بتكذيبهم الأنبياء. " فأمليت للكافرين " أي أخرت عقوبتهم وأمهلتهم " ثم أخذتهم " أي بالعذاب " فكيف كان نكير " استفهام للتقرير، أي فكيف أنكرت عليهم ما فعلوا من التكذيب، فأبدلتهم بالنعمة نقمة "، وبالحياة هلاكا " ؟ " فكأين من قرية " أي وكم من قرى " أهلكناها وهي ظالمة " أي وأهلها ظالمون بالتكذيب والكفر " فهي خاوية على عروشها " أي خالية من أهلها، ساقطة على سقوفها " وبئر معطلة " أي وكم من بئر باد أهلها وغار ماؤها، وتعطلت من دلائها " وقصر مشيد " أي وكم من قصر رفيع مجصص تداعى للخراب بهلاك أهله، واصحاب الآبار ملوك البدو، وأصحاب القصور ملوك الحضر، وفي تفسير أهل البيت عليهم السلام: كم من بئر معطلة أي عالم لا يرجع إليه ولا ينتفع بعلمه. " كلوا من الطيبات " خطاب للرسل كلهم أمرهم أن يأكلوا من الحلال " وإن هذه امتكم امة واحدة " أي دينكم دين واحد، وقيل: هذه جماعتكم وجماعة من قبلكم واحدة كلكم عباد الله " فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا " أي تفرقوا في دينهم وجعلوه كتبا دانوا بها وكفروا بما سواها، كاليهود كفروا بالإنجيل والقرآن، والنصارى بالقرآن، وقيل: أحدثوا كتبا " يحتجون بها لمذاهبهم " كل حزب بما لديهم فرحون " أي كل فريق بما عندهم من الدين راضون يرون أنهم على الحق. " وزيرا " " أي معينا " على تبليغ الرسالة " فدمرناهم تدميرا " " أي أهلكناهم إهلاكا بأمر فيه اعجوبة " وكلا ضربنا له الأمثال " أي بينا لهم أن العذاب نازل بهم إن لم يؤمنوا، وقيل: بينا لهم الأحكام في الدين والدنيا " وكلا تبرنا تتبيرا " " أي أهلكنا إهلاكا " على تكذيبهم " ولقد أتوا على القرية التي امطرت " يعني قوم لوط أمطروا بالحجارة " أفلم يكونوا يرونها " في أسفارهم إذا مروا بهم فيعتبروا " بل كانوا لا يرجون نشورا " " أي بل رأوها، وإنما لم يعتبروا لأنهم لا يخافون البعث. " وكانوا مستبصرين " أي كانوا عقلاء يمكنهم التمييز بين الحق والباطل بالنظر أو يحسبون أنهم على هدى. " وما كانوا سابقين " أي فائتين الله كما يفوت السابق " حاصبا " أي حجارة، وقيل: ريحا " فيها حصباء وهم قوم لوط، وقيل: هم عاد " ومنهم من أخذته الصيحة " وهم قوم شعيب " ومنهم من خسفنا " وهم قوم قارون. " ومنهم من أغرقنا " قوم نوح، وفرعون وقومه. " وأثاروا الأرض " أي قلبوها وحرثوها لعمارتها " ثم كان عاقبة الذين أساءوا " إلى نفوسهم بالكفر بالله وتكذيب رسله " السوأى " أي الخلة التي تسوء صاحبها إذا أدركها وهي عذاب النار " أن كذبوا " أي لتكذيبهم " وكان حقا " علينا نصر المؤمنين " أي دفعنا السوء والعذاب عن المؤمنين، وكان واجبا " علينا نصرهم بإعلاء الحجة ودفع الأعداء عنهم. " وإذا أخذنا " أي واذكر يا محمد حين أخذ الله الميثاق من النبيين خصوصا " بأن يصدق بعضهم بعضا " ويتبع بعضهم بعضا "، وقيل: أخذ ميثاقهم على أن يعبدوا الله، ويدعوا إلى عبادة الله، وأن يصدق بعضهم بعضا "، وان ينصحوا لقومهم " ومنك ومن نوح " خص هؤلاء بالذكر لأنهم أصحاب الشرائع " وأخذنا منهم ميثاقا " غليظا " أي عهدا " شديدا " على الوفاء بما حملوا من أعباء الرسالة، وقيل: على أن يعلنوا أن محمدا " رسول الله صلى الله عليه وآله ويعلن محمد صلى الله عليه وآله أن لا نبي بعده. " وإلى الله ترجع الامور " فيجازي من كذب رسله، وينصر من كذب من رسله. " وإن من امة " أي وما من امة من الامم الماضية " إلا خلا فيها نذير " أي إلا مضى فيها مخوف يخوفهم، وفي هذا دلالة على أنه لا أحد من المكلفين إلا وقد بعث إليه الرسول وأنه سبحانه أقام الحجة على جميع الامم بالبينات. قال البيضاوي: بالمعجزات الشاهدة على نبوتهم " وبالزبر " كصحف إبراهيم " وبالكتاب المنير " كالتوراة والإنجيل على إرادة التفصيل دون الجمع، ويجوز أن يراد بهما واحد والعطف لتغائر الوصفين " فكيف كان نكير " أي إنكاري بالعقوبة. " يا حسرة " قال الطبرسي: أي يا ندامة " على العباد " في الاخرة باستهزائهم بالرسل في الدنيا " أنهم إليهم لا يرجعون " أي ألم يروا أن القرون التي أهلكناهم لا يرجعون إلى الدنيا. " ولقد سبقت كلمتنا " أي سبق الوعد منا " إنهم لهم المنصورون " في الدنيا والاخرة على الأعداء بالقهر والغلبة وبالحجة الظاهرة، وقيل: معناه: سبقت كلمتنا لهم بالسعادة، ثم ابتدأ فقال: " إنهم " أي إن المرسلين " لهم المنصورون " وقيل: عنى بالكلمة قوله: " لأغلبن أنا ورسلي " قال الحسن: المراد بالآية نصرتهم في الحرب فإنه لم يقتل نبي قط في الحرب، وإن مات نبي أو قتل قبل النصرة فقد أجرى الله تعالى العادة بأن ينصر قومه من بعده، فيكون في نصرة قومه نصرة له. وقال السدي: المراد النصرة بالحجة " وإن جندنا " أي المؤمنين، أو المرسلين " لهم الغالبون " بالقهر أو بالحجة " وسلام على المرسلين " أي سلام وأمان لهم من أن ينصر عليهم أعداؤهم، وقيل: هو خبر ومعناه أمر، أي سلموا عليهم كلهم لا تفرقوا بينهم. " ولات حين مناص " قال البيضاوي: أي ليس الحين حين مناص، زيدت عليها تاء التأنيث للتأكيد " اولئك الأحزاب " يعنى المتحزبين على الرسل الذين جعل الجند المهزوم منهم " فحق عقاب " أي فوجب عليهم عقابي. " والأحزاب من بعدهم " والذين تحزبوا على الرسل وناصبوهم بعد قوم نوح " وهمت كل امة " من هؤلاء " ليأخذوه " ليتمكنوا من إصابته بما أرادوا من تعذيب وقتل من الأخذ بمعنى الأسر " ليدحضوا به الحق " ليزيلوه به " فكيف كان عقاب " فإنكم تمرون على ديارهم، وهو تقرير فيه تعجيب. " ومنهم من لم نقصص عليك " قال الطبرسي رحمه الله: روي عن علي عليه السلام أنه قال: بعث الله نبيا " أسود لم يقص علينا قصته. واختلف الأخبار في عدد الأنبياء فروي في بعضها أن عددهم مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا "، وفي بعضها أن عددهم ثمانية آلاف نبي: أربعة آلاف من بني إسرائيل، وأربعة آلاف من غيرهم " بآية " أي بمعجزة ودلالة. " فإذا جاء أمر الله " قال البيضاوي: أي بالعذاب في الدنيا والاخرة " قضي بالحق " بإنجاء المحق وتعذيب المبطل. " فرحوا بما عندهم " واستحقروا علم الرسل، والمراد بالعلم عقائدهم الزائغة وشبههم الداحضة أو علم الأنبياء، وفرحهم به ضحكهم منه واستهزاؤهم به، ويؤيده " وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون " وقيل: الفرح أيضا " للرسل شكرا " لله على ما اوتوا من العلم " بأسنا " أي شدة عذابنا " فلم يك ينفعهم " لامتناع قبوله حينئذ " سنة الله " أي سن الله ذلك سنة ماضية في العباد " شرع لكم من الدين ما وصى " أي شرع لكم من الدين دين نوح ومحمد صلى الله عليه وآله ومن بينهما من أرباب الشرائع، وهو الأصل المشترك فيما بينهما المفسر بقوله: " أن أقيموا الدين " وهو الإيمان بما يجب تصديقه، والطاعة في أحكام الله " ولا تتفرقوا فيه " ولا تختلفوا في هذا الأصل، أما فروع الشرائع فمختلفة " وما كان لبشر " وما صح له " أن يكلمه الله إلا وحيا " كلاما " خفيا " يدركه بسرعة، لأنه تمثل، ليس في ذاته مركبا " من حروف مقطعة تتوقف على تموجات متعاقبة، وهو ما يعم المشافه به كما روي في حديث المعراج، والمهتف به كما اتفق لموسى في طوى والطور، لكن عطف قوله: " أو من وراء حجاب " عليه يخصه بالأول، وقيل: المراد به الإلهام والإلقاء في الروع، والوحي المنزل به إلى الرسل، فيكون المراد بقوله: " أو يرسل رسولا " فيوحي بإذنه ما يشاء " أو يرسل إليه نبيا " فيبلغ إليه وحيه كما أمره، وعلى الأول المراد بالرسول الملك الموحى إلى الرسول. " وإخوان لوط " أي قومه، لأنهم كانوا أصهاره " فحق وعيد " فوجب وحل عليه وعيدي " عادا " الاولى " القدماء الانهم اولى الامم هلاكا " بعد نوح، وقيل: عاد الاولى قوم هود، وعاد الاخرى إرم " فما أبقى " الفريقين " أظلم وأطغى " أي من الفريقين لأنهم كانوا يؤذونه وينفرون عنه ويضربونه حتى لا يكون به حراك " والمؤتفكة " قرى قوم لوط " أهوى " بعد أن رفعها فقلبها " فغشها ما غشى " فيه تهويل وتعميم لما أصابهم. " لقد أرسلنا رسلنا " أي الملائكة إلى الأنبياء، أو الأنبياء إلى الامم " بالبينات " بالحجج والمعجزات " وأنزلنا معهم الكتاب " ليبين الحق ويميز صواب العمل " والميزان " ليسوى به الحقوق ويقام به العدل، كما قال: " ليقوم الناس بالقسط: إنزاله إنزال أسبابه والأمر بإعداده، وقيل: أنزل الميزان إلى نوح، ويجوز أن يراد به العدل ليقام به السياسة ويدفع به الأعداء. " وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب " بأن استنبأناهم وأوحينا إليهم الكتاب، وقيل: المراد بالكتاب الخط " فمنهم " أي من الذرية أو من المرسل إليهم. " كتب الله " في اللوح " لأغلبن " أي بالحجة. " بالخاطئة " أي الخطاء، أو بالفعلة، أو الأفعال ذات الخطاء " أخذة رابية " زائدة في الشدة زيادة أعمالهم في القبح. " فلا يظهر على غيبه أحدا " قال الطبرسي: أي لا يطلع على الغيب أحدا " من عباده " إلا من ارتضى من رسول " يعني الرسل، فإنه يستدل على نبوتهم بأن يخبروا بالغيب ليكون آية معجزة لهم، ومعناه: إلا من ارتضاه واختاره للنبوة والرسالة، فإنه يطلعه على ما شاء من غيبه " فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا " " والرصد: الطريق، أو جمع راصد بمعنى الحافظ، أي يجعل له إلى علم من كان قبله من الأنبياء والسلف وعلم ما يكون بعده طريقا، أو يحفظ الذي يطلع عليه الرسول فيجعل بين يديه وخلفه رصدا من الملائكة يحفظون الوحي من أن تسترقه الشياطين فتلقيه إلى الكهنة، وقيل: رصدا " من بين يدي الرسول ومن خلفه، وهم الحفظة من الملائكة يحرسونه عن شر الأعداء وكيدهم، وقيل: المراد به جبرئيل عليه السلام، أي يجعل من بين يديه ومن خلفه رصدا " كالحجاب تعظيما " لما يتحمله من الرسالة، كما جرت عادة الملوك بأن يضموا إلى الرسول جماعة من خواصهم تشريفا " له، وهذا كما روي أن سورة الأنعام نزلت ومعها سبعون ألف ملك " ليعلم الرسول أن قد أبلغوا " يعني الملائكة، قال سعيد بن جبير: ما نزل جبرئيل بشئ من الوحي إلا ومعه أربعة من الملائكة حفظة فيعلم الرسول أن قد أبلغ الرسالة على الوجه الذي قد امر به، وقيل: ليعلم من كذب الرسل أن الرسل قد أبلغوا رسالات الله، وقيل: ليعلم محمد أن الرسل قبله قد أبلغوا رسالات ربهم كما أبلغ هو إذ كانوا محروسين محفوظين بحفظ الله وقيل: ليعلم الله أن قد أبلغوا، ومعناه: ليظهر المعلوم على ما كان سبحانه عالما " به، وقيل أراد ليبلغوا فجعل بدل ذلك قوله ليعلم إبلاغهم توسعا "، كما يقول الإنسان: ما علم الله ذلك مني أي ما كان ذلك أصلا "، لأنه لو كان لعلم الله " وأحاط بما لديهم " أي أحاط الله علما " بما لدي الأنبياء والخلائق " وأحصى كل شئ عددا " " أي أحصى ما خلق الله وعرف عددهم، لم يفته علم شئ حتى مثاقيل الذر والخردل. " هل أتبك حديث الجنود " أي هل بلغك أخبار الجنود الذين تجندوا على أنبياء الله ؟ وقيل: أراد قد أتاك. " سوط عذاب " أي فجعل سوطه الذي ضربهم به العذاب، أو قسط عذاب كالعذاب بالسوط الذي يعرف مقدار ما عذبوا به، وقيل: أجرى على العذاب اسم السوط مجازا، شبه الله العذاب الذي أحله بهم بانصباب السوط وتواتره على المضروب.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة :  جزء 11 / صفحة [ 8 ] 
تاريخ النشر : 2024-08-13


Untitled Document
دعاء يوم الأحد
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، بِسْمِ الله الَّذِي لا أَرجو إِلّا فَضْلَهُ، وَلا أَخْشى إِلّا عَدْلَهُ، وَلا أَعْتَمِدُ إِلّا قَوْلَهُ، وَلا أُمْسِكُ إِلّا بِحَبْلِهِ. بِكَ أَسْتَجِيرُ يا ذا العَفْوِ وَالرِّضْوانِ مِنَ الظُّلْمِ وَالعُدْوانِ، وَمِنْ غِيَرِ الزَّمانِ، وَتَوَاتُرُ الأَحْزانِ، وَطوارِقِ الحَدَثانِ، وَمِنَ اِنْقضاء المُدَّةِ قَبْلَ التَّأَهُّبِ وَالعُدَّةِ. وَإِيّاكَ أَسْتَرْشِدُ لِما فِيهِ الصَّلاحُ وَالإِصْلاحُ، وَبِكَ أَسْتَعِينُ فِيما يَقْتَرِنُ بِهِ النَّجاحُ وَالإِنْجاحُ، وَإِيّاكَ أَرْغَبُ فِي لِباسِ العافِيَةِ وَتَمامِها وَشُمُولِ السَّلامَةِ وَدَوَامِها، وأَعُوذُ بِكَ يا رَبِّ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ، وَأَحْتَرِزُ بِسُلْطانِكَ مِنْ جَوْرِ السَّلاطِينِ. فَتَقَبَّلْ ما كانَ مِنْ صَلاتِي وَصَوْمِي، وَاجْعَلْ غَدِي وَما بَعْدَهُ أَفْضَلَ مِنْ ساعَتِي وَيَوْمِي، وَأَعِزَّنِي فِي عَشِيرَتِي وَقَوْمِي، وَاحْفَظْنِي فِي يَقْظَتِي وَنَوْمِي، فَأَنْتَ الله خَيْرٌ حافِظاً وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيكَ فِي يَوْمِي هذا وَما بَعْدَهُ مِنَ الآحادِ مِنَ الشِّرْكِ وَالإِلْحادِ، وَأُخْلِصُ لَكَ دُعائِي تَعَرُّضاً لِلإِجابَةِ، وَأُقِيمُ عَلى طاعَتِكَ رَجاءً لِلإِثابَةِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِكَ الدَّاعِي إِلى حَقِّكَ، وَأَعِزَّنِي بِعِزِّكَ الَّذِي لا يُضامُ، وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنامُ، وَاخْتِمْ بِالاِنْقِطاعِ إِلَيْكَ أَمْرِي وَبِالمَغْفِرَةِ عُمْرِي، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

زيارات الأيام
زيارة أمير المؤمنين والزهراء (عليهما السلام) في يوم الأحد
زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام): اَلسَّلامُ عَلَى الشَّجَرَةِ النَّبَوِيَّةِ وَالدَّوْحَةِ الْهاشِمِيَّةِ المُضيئَةِ المُثْمِرَةِ بِالنَّبُوَّةِ الْمُونِقَةِ بِالْاِمامَةِ وَعَلى ضَجيعَيْكَ آدَمَ وَنُوح عَلَيْهِمَا السَّلامُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُحْدِقينَ بِكَ وَالْحافّينَ بِقَبْرِكَ. يا مَوْلايَ يا اَميرَ الْمُوْمِنينَ هذا يَوْمُ الْاَحَدِ وَهُوَ يَوْمُكَ وَبِاسْمِكَ وَاَنَا ضَيْفُكَ فيهِ وَجارُكَ فَاَضِفْنى يا مَوْلايَ وَاَجِرْني فَاِنَّكَ كَريمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ وَمَأْمُورٌ بِالْاِجارَةِ فَافْعَلْ ما رَغِبْتُ اِلَيْكَ فيهِ وَرَجَوْتُهُ مِنْكَ بِمَنْزِلَتِكَ وَ آلِ بَيْتِكَ عِنْدَ اللهِ وَمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكُمْ وَبِحَقِّ ابْنِ عَمِّكَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ. زيارة الزهراء (سلام الله عليها) : اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الَّذي خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً اَنَا لَكِ مُصَدِّقٌ صابِرٌ عَلى ما اَتى بِهِ اَبُوكِ وَوَصِيُّهُ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِما وَاَنَا أَسْأَلُكِ اِنْ كُنْتُ صَدَّقْتُكِ إلاّ اَلْحَقْتِني بِتَصْديقي لَهُما لِتُسَرَّ نَفْسي فَاشْهَدي اَنّي ظاهِرٌ بِوَلايَتِكِ وَوَلايَةِ آلِ بَيْتِكِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ.