أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير مجمع البيان
قال الطبرسي رحمه الله: " وإذ
ابتلى إبراهيم ربه " أي اختبره وكلفه " بكلمات "
فيه خلاف، روي عن الصادق عليه السلام أنه ما ابتلاه الله به في نومه من ذبح ولده إسماعيل
أبي العرب فأتمها إبراهيم وعزم عليها وسلم لأمر الله تعالى، فلما عزم قال الله
تعالى ثوابا له لما صدق وعمل بما أمره الله: " إني جاعلك للناس إماما "
ثم أنزل الله عليه الحنيفية وهي الطهارة،
وهي عشره أشياء: خمسة منها في الرأس، وخمسة منها
في البدن، فأما التي في الرأس فأخذ الشارب وإعفاء اللحى وطم الشعر والسواك والخلال،
وأما التي في البدن فحلق الشعر من البدن والختان وتقليم الاظفار والغسل من الجنابة
والطهور بالماء ; فهذه الحنيفية الطاهرة التي جاء بها إبراهيم عليه السلام فلم
تنسخ ولا تنسخ إلى يوم القيامة، وهو قوله: " واتبع ملة إبراهيم حنيفا "
ذكره علي بن إبراهيم في تفسيره. وقال قتادة
وابن عباس: إنها عشرة خصال كانت فرضا في شرعه سنة
في شرعنا: المضمضة والاستنشاق وفرق الرأس وقص الشارب
والسواك في الرأس، والختان وحلق العانة ونتف الابط
وتقليم الاظفار والاستنجاء بالماء في البدن. وفي رواية اخرى عن ابن عباس أنه
ابتلاه بثلاثين خصلة من شرائع الاسلام ولم يبتل أخدا فأقامها كلها إلا إبراهيم أتمهن
وكتب له البراءة فقال: " وإبراهيم الذي وفي " وهي عشر في سورة براءة
" التائبون العابدون " إلى آخرها،
وعشر في سورة الاحزاب: " إن المسلمين والمسلمات " إلى
آخرها. وعشر في سورة المؤمنين: " قد أفلح المؤمنون " إلى قوله: "
اولئك هم الوارثون " وروي عشر في سورة سأل
سائل إلى قوله: " والذين هم على صلاتهم يحافظون " فجعلها
أربعين. وفي رواية ثالثة عن ابن عباس أنه أمره بمناسك الحج ; وقال الحسن: ابتلاه
الله بالكوكب والقمر والشمس والختان وبذبح ابنه وبالنار وبالهجرة، فكلهن وفى
لله بهن. وقال مجاهد: ابتلاه الله بالآيات التي بعدها وهي قوله " إني جاعلك للناس
إماما " إلى آخر القصة: وقال الجبائي: أراد بذلك كل ما كلفه من الطاعات العقلية
والشرعية، والآية محتملة لجميع هذه الاقاويل ; و كان سعيد بن المسيب يقول: كان
إبراهيم أول الناس أضاف الضيف، وأول الناس اختتن، وأول الناس قص شاربه واستحذى،
وأول الناس رأى الشيب، فلما رآه قال: يا رب ما هذا ؟ قال: هذا الوقار، قال: يا رب
فزدني وقارا، وهذا أيضا قد رواه السكوني عن أبي عبد الله عليه السلام ولم يذكر
" وأول من قص شاربه واستحذى " وزاد
فيه: وأول من قاتل في سبيل الله إبراهيم، وأول من أخرج
الخمس إبراهيم، وأول من اتخذ النعلين إبراهيم، وأول من اتخذ الرايات إبراهيم.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 12 / صفحة [56]
تاريخ النشر : 2024-08-13