أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير علي ين ابراهيم
في رواية
أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: " وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم
فرعون وجنوده بغيا وعدوا " إلى قوله: " وأنا من المسلمين " فإن بني
إسرائيل قالوا: يا موسى ادع الله أن يجعل لنا
مما نحن فيه فرجا، فدعا فأوحى الله إليه: أن أسر
بهم، قال: يا رب البحر أمامهم ! قال: امض فإني آمره ان يعطيك وينفرج لك،
فخرج موسى ببني إسرائيل وأتبعهم فرعون حتى إذا كاد أن يلحقهم ونظروا إليه قد أظلهم،
قال موسى للبحر: انفرج لي، قال: ما كنت لأفعل، وقال بنو إسرائيل لموسى عليه السلام:
غررتنا وأهلكتنا، فليتك تركتنا يستعبدنا آل فرعون، ولم نخرج الآن نقتل قتلة،
قال: " كلا إن معي ربي سيهدين " واشتد على موسى ما كان يصنع به عامة
قومه وقالوا: يا موسى إنا لمدركون، زعمت أن
البحر ينفرج لنا حتى نمضي ونذهب وقد رهقنا فرعون وقومه، هم هؤلاء نراهم قد دنوا
منا، فدعا موسى ربه فأوحى الله إليه: " أن اضرب
بعصاك البحر " فضربه فانفلق البحر، فمضى موسى وأصحابه حتى قطعوا البحر
وأدركهم آل فرعون، فلما نزلوا إلى البحر قالوا لفرعون: ما تعجب مما ترى ؟ قال أنا فعلت،
فمروا وامضوا فيه، فلما توسط فرعون ومن معه أمر الله البحر فأطبق عليهم
فغرقهم أجمعين، فلما أدرك فرعون الغرق قال: " آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به
بنو إسرائيل وأنا من المسلمين " يقول الله عزوجل: " الآن وقد عصيت قبل
وكنت من المفسدين " يقول: كنت من العاصين
" فاليوم ننجيك ببدنك " قال: إن قوم فرعون ذهبوا أجمعين
في البحر فلم ير منهم أحد، هووا في البحر إلى النار، وأما فرعون فنبذه الله
وحده فألقاه بالساحل لينظروا إليه وليعرفوه ليكون لمن خلفه آية، ولئلا يشك أحد في
هلاكه، وإنهم كانوا اتخذوه ربا، فأراهم الله إياه جيفة ملقاة بالساحل ليكون لمن خلفه
عبرة وعظة، يقول الله: " وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون ". وقال
علي بن إبراهيم: وقال الصادق عليه السلام: ما
أتى جبرئيل رسول الله إلا كئيبا حزينا، ولم يزل
كذلك منذ أهلك الله فرعون، فلما أمر الله بنزول هذه الآية: " الآن وقد عصيت قبل
وكنت من المفسدين " نزل عليه وهو ضاحك مستبشر، فقال له رسول الله: ما أتيتني
يا جبرئيل إلا وتبينت الحزن في وجهك حتى
الساعة، قال: نعم يا محمد لما غرق الله فرعون قال: " آمنت أنه لا
إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين "
فأخذت حمأة فوضعتها في فيه، ثم قلت له: " الآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين
" وعملت ذلك من غير أمر الله خفت أن يلحقه الرحمة من الله ويعذبني على ما
فعلت، فلما كان الآن وأمرني الله أن اؤدي إليك ما
قلته أنا لفرعون أمنت وعلمت أن ذلك كان لله رضى.
قوله: " فاليوم ننجيك ببدنك " فإن موسى عليه السلام أخبر بني إسرائيل أن
الله قد غرق فرعون فلم يصدقوه، فأمر الله
البحر فلفظ به على ساحل البحر حتى رأوه ميتا.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [116]
تاريخ النشر : 2024-08-11