أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير علي ين ابراهيم
" والتي أحصنت
فرجها " قال: مريم لم ينظر إليها شئ " فنفخنا فيها من روحنا " قال:
روح مخلوقة لله.
- أبي، عن داود بن محمد النهدي قال:
دخل أبو سعيد المكاري على أبي الحسن الرضا
عليه السلام فقال له: أبلغ من قدرك أن تدعي ما ادعى آباؤك ؟ فقال له الرضا عليه
السلام: مالك أطفأ الله نورك وأدخل الفقر بيتك ؟ أما علمت أن الله أوحى إلى عمران
أني واهب لك ذكرا فوهب له مريم ووهب لمريم عيسى ؟ فعيسى بن مريم من مريم، ومريم
من عيسى، ومريم وعيسى واحد، وأنا من أبي، وأبي مني، وأنا وأبي شئ واحد الخبر.
- " إذ قالت امرأت عمران رب إني
نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم
" فإن الله تبارك وتعالى أوحى إلى عمران إني واهب لك
ذكرا يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى بإذن الله، فبشر عمران زوجته بذلك فحملت
فقالت: " رب إني نذرت لك ما في بطني محررا " للمحراب، وكانوا إذا نذروا
نذرا محررا جعلوا ولدهم للمحراب " فلما
وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت
وليس الذكر كالأنثى " وأنت وعدتني ذكرا " وإني سميتها مريم وإني أعيذها
بك وذريتها من الشيطان الرجيم " فوهب
الله لمريم عيسى عليه السلام، قال: وحدثني أبي، عن
الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
قلنا لكم في الرجل منا قولا فلم يكن فيه وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك،
إن الله أوحى إلى عمران إني واهب لك ذكرا مباركا يبرئ الاكمه والابرص ويحيي الموتى
بإذني، وجاعله رسولا إلى بني إسرائيل، فحدث امرأته حنة بذلك وهي أم مريم فلما
حملت بها كان حملها عند نفسها غلاما فلما وضعتها أنثى قالت رب إني وضعتها أنثى وليس
الذكر كالأنثى لان البنت لا تكون رسولا، يقول الله: " والله أعلم بما وضعت "
فلما وهب الله لمريم عيسى عليه السلام كان هو الذي بشر الله به عمران ووعده إياه، فإذا
قلنا لكم في الرجل منا شيئا وكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك، فلما بلغت
مريم صارت في المحراب وأرخت على نفسها سترا وكان لا يراها أحد، وكان يدخل عليها
زكريا المحراب فيجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء، وفاكهة الشتاء في الصيف، فكان
يقول لها: " أنى لك هذا " فتقول: " هو من عند الله إن الله يرزق من
يشاء بغير حساب ". " وإذ قالت الملائكة
يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين
" قال: اصطفاها مرتين: أما الاولى فاصطفاها أي اختارها، وأما الثانية فإنها
حملت من غير فحل فاصطفاها بذلك على نساء العالمين، قوله: " يا مريم اقنتي لربك
واسجدي واركعي مع الراكعين " وإنما هو: واركعي واسجدي، ثم قال الله لنبيه:
" ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك "
يا محمد " وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل
مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون " قال: لما ولدت اختصموا آل عمران فيها وكلهم قالوا:
نحن نكفلها، فخرجوا وضربوا بالسهام بينهم، فخرج سهم زكريا عليه السلام فكفلها
زكريا عليه السلام، قوله: " وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين " أي ذو وجه
وجاه.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [198]
تاريخ النشر : 2024-08-10