أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير علي ين ابراهيم
أبي عن ابن محبوب، عن محمد بن النعمان
الاحول، عن بريد العجلي عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما علقت
حواء من آدم وتحرك ولدها في بطنها قالت لآدم:
إن في بطني شئ يتحرك، فقال لها آدم: الذي في بطنك نطفة مني استقرت في رحمك يخلق
الله منها خلقا " ليبلونا فيه، فأتاها إبليس فقال لها: كيف أنت ؟ فقالت له:
أما إني علقت وفي بطني من آدم ولد قد تحرك، فقال لها إبليس: أما إنك إن نويت
أن تسميه عبد الحارث ولدتيه غلاما " وبقي وعاش، وإن لم تنو أن تسميه عبد الحارث
مات بعدما تلدينه بستة أيام، فوقع في نفسها مما قال لها شئ، فأخبرت آدم بما قال
لها إبليس فقال لها آدم: قد جاءك الخبيث لا تقبلين منه، فإني أرجو أن يبقى
لنا ويكون بخلاف ما قال لك، ووقع في نفس آدم مثل ما وقع نفس حواء من مقالة الخبيث،
فلما وضعته غلاما " لم يعش إلا ستة أيام حتى مات، فقالت لآدم: قد جاءك الذي قال
لنا الحارث فيه، ودخلهما من قول الخبيث ما شككهما، فلم تلبث أن علقت من آدم حملا
" آخر فأتاها إبليس فقال لها: كيف أنت ؟ فقالت له: قد ولدت غلاما " ولكنه مات
يوم السادس فقال لها الخبيث: أما إنك لو كنت نويت أن تسميه عبد الحارث لعاش وبقي،
وإن ما هو في بطنك كبعض ما في بطون هذه الأنعام التي بحضرتكم، إما ناقة، وإما
بقرة، وإما ضأن، وإما معز، فدخلها من قول الخبيث ما استمالها إلى تصديقه والركون
إلى ما أخبرها للذي كان تقدم إليها في الحمل الأول، فأخبرت بمقالته آدم، فوقع
في قلبه من قول الخبيث مثل ما وقع في قلب حواء " فلما أثقلت دعوا الله ربهما لئن
آتيتنا صالحا " لنكونن من الشاكرين * فلما آتاهما صالحا " أي لم يلد ناقة
أو بقرة أو ضأنا " أو معزا " فأتاها
الخبيث فقال لها: كيف أنتم ؟ فقالت له: قد أثقلت وقربت
ولادتي، فقال: أما إنك ستندمين و ترين من الذي في بطنك ما تكرهين، ويدخل آدم منك
ومن ولدك شيء لو قد ولدتيه ناقة أو بقرة أو ضأنا " أو معزا " فاستمالها إلى طاعته
والقبول لقوله، ثم قال لها: اعلمي إن أنت نويت
أن تسميه عبد الحارث وجعلتم لي فيه نصيبا " ولدتيه غلاما " سويا " وعاش
وبقي لكم، فقالت: إني قد نويت أن أجعل لك فيه
نصيبا "، فقال لها الخبيث: لا تدعين آدم حتى ينوي مثل ما نويت ويجعل لي فيه نصيبا
" ويسميه عبد الحارث ؟ فقالت له: نعم، فأقبلت
على آدم فأخبرته بمقالة الحارث وبما قال لها، فوقع في قلب آدم من مقالة إبليس
ما خافه فركن إلى مقالة إبليس، وقالت حواء لآدم: لئن أنت لم تنو أن تسميه عبد الحارث
وتجعل للحارث فيه نصيبا " لم أدعك تقربني ولا تغشاني ولم يكن بيني وبينك مودة،
فلما سمع ذلك منها آدم قال لها: أما إنك سبب المعصية الأولى وسيدليك بغرور
قد تابعتك وأجبت إلى أن أجعل للحارث فيه نصيبا "، أو أن اسميه عبد الحارث، فأسرا
النية بينهما بذلك فلما وضعته سويا " فرحا بذلك وأمنا ما كانا خافا من أن يكون
ناقة أو بقرة أو ضأنا " أو معزا " وأملا أن يعيش لهما ويبقى ولا يموت يوم السادس،
فلما كان يوم السابع سمياه عبد الحارث.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 11 / صفحة [249]
تاريخ النشر : 2024-08-07