أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير العياشي
عن أبي يزيد الحمار، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: إن الله بعث أربعة أملاك بإهلاك قوم لوط: جبرئيل وميكائيل وإسرافيل
وكروبيل. فمروا بإبراهيم وهم متعممون، فسلموا عليه ولم يعرفهم ورأى هيئة حسنة
فقال: لا يخدم هؤلاء إلا أنا بنفسي - وكان صاحب أضياف - فشوى لهم عجلا سمينا حتى
أنضجه ثم قربه إليهم، فلما وضعه بين أيديهم ورأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس
منهم خيفة، فلما رأى ذلك جبرئيل حسر العمامة عن وجهه فعرفه إبراهيم، فقال له:
أنت هو ؟ قال: نعم، ومرت امرأته سارة " فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب
" قالت ما قال الله وأجابوها بما في
الكتاب، فقال إبراهيم: فيما جئتم ؟ قالوا: في هلاك
قوم لوط، فقال لهم: إن كان فيها مائة من المؤمنين أتهلكونهم ؟ فقال له جبرئيل: لا،
قال: فإن كانوا خمسين ؟ قال: لا، قال: فإن كانوا ثلاثين ؟ قال: لا، قال: فإن كانوا
عشرين ؟ قال: لا، قال: فإن كانوا عشرة ؟ قال: لا، قال: فإن كانوا خمسة ؟ قال: لا،
قال: فإن كانوا واحدا ؟ قال: لا، قال: " إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن
فيها لننجينه وأهله إلا أمرأته كانت من
الغابرين " ثم مضوا. قال: وقال الحسن بن علي: لا أعلم
هذا القول إلا وهو يستبقيهم وهو قول الله: " يجادلنا في قوم لوط ".
- عن أبي يزيد الحمار، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: إن الله بعث أربعة أملاك في إهلاك قوم لوط: جبرئيل
وميكائيل وإسرافيل وكروبيل، فأتوا لوطا وهو في
زراعة قرب القرية، فسلموا عليه وهم متعممون، فلما رآهم رأى هيئة حسنة عليهم ثياب
بيض وعمائم بيض، فقال لهم: المنزل ؟ فقالوا: نعم، فتقدمهم ومشوا خلفه فندم على عرضه
المنزل عليهم، فقال: أي شئ صنعت ؟ آتي بهم قومي وأنا أعرفهم ! فالتفت إليهم فقال:
إنكم لتأتون شرارا من خلق الله فقال جبرئيل: لا تعجل عليهم حتى يشهد عليهم
ثلاث مرات، فقال جبرئيل: هذه واحدة، ثم مضى ساعة ثم التفت إليهم فقال: إنكم لتأتون
شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل: هذه اثنتان، ثم مشى فلما بلغ باب المدينة التفت
إليهم فقال: إنكم لتأتون شرارا من خلق الله، فقال جبرئيل: هذه الثالثة، ثم دخل
ودخلوا معه حتى دخل منزله فلما رأتهم امرأته رأت هيئة حسنة فصعدت فوق السطح فصفقت
فلم يسمعوا: فدخنت فلما رأوا الدخان أقبلوا يهرعون حتى جاؤوا إلى الباب فنزلت
المرأة فقالت: عنده قوم ما رأيت قوما قط أحسن هيئة منهم، فجاؤوا إلى الباب ليدخلوا،
فلما رآهم لوط قام إليهم فقال لهم: يا قوم اتقوا الله ولا تخزون في ضيفي أليس
منكم رجل رشيد ؟ وقال: هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ; فدعاهم إلى الحلال فقالوا: مالنا
في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد، قال لهم: لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن
شديد. قال: فقال جبرئيل: لو يعلم أي قوة له. قال: فكاثروه حتى دخلوا البيت فصاح به
جبرئيل فقال: يا لوط دعهم يدخلون، فلما دخلوا أهوى جبرئيل بإصبعه نحوهم فذهبت أعينهم
وهو قول الله: " فطمسنا أعينهم " ثم ناداه جبرئيل: " إنا رسل ربك
لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من الليل "
وقال له جبرئيل: إنا بعثنا في إهلاكهم، فقال: يا جبرئيل
عجل، فقال: إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ؟ فأمره فتحمل ومن معه إلا امرأته،
ثم اقتلعها - يعني المدينة - جبرئيل بجناحه من سبع أرضين، ثم رفعها حتى سمع أهل
السماء الدنيا نباح الكلاب وصراخ الديوك ثم قلبها وأمطر عليها وعلى من
حول المدينة حجارة من سجيل.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 12 / صفحة [168]
تاريخ النشر : 2024-08-01