أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/تفسير العياشي
عن الاصبغ قال: قام ابن الكواء إلى علي
عليه السلام: وهو على المنبر فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن ذي القرنين أنبيا
كان أم ملكا ؟ وأخبرني عن قرنيه أم من ذهب كان أم من فضة ؟ فقال له علي عليه
السلام: لم يكن نبيا ولا ملكا، ولم يكن قرناه من ذهب ولا من فضة، ولكنه كان عبدا
أحب الله فأحبه، ونصح لله فنصح الله له، وإنما سمي ذو القرنين لأنه دعا قومه إلى
الله عزوجل فضربوه على قرنه فغاب عنهم حينا، ثم عاد إليهم فضربوه بالسيف على قرنه
الاخر، وفيكم مثله.
- عن أبي الطفيل قال: سمعت عليا عليه
السلام يقول: إن ذا القرنين لم يكن نبيا ولا رسولا كان
عبدا أحب الله فأحبه، وناصح الله فنصحه ; دعا قومه
فضربوه على أحد قرنيه فقتلوه، ثم بعثه الله فضربوه على
قرنه الاخر فقتلوه.
- عن بريد بن معاوية،
عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليه السلام جميعا قال لهما: ما منزلتكم ؟ ومن تشبهون
ممن مضى ؟ قالا: صاحب موسى وذو القرنين كانا عالمين ولم يكونا نبيين.
- عن ابن الورقاء قال: سألت أمير
المؤمنين عليه السلام عن ذي القرنين ما كان قرناه
؟ فقال: لعلك تحسب كان قرنه ذهبا أو فضة، أو كان نبيا ؟ بل كان عبدا صالحا بعثه
الله إلى اناس فدعاهم إلى الله وإلى الخير، فقام رجل منهم فضرب قرنه الايسر فمات،
ثم بعثه فأحياه و بعثه إلى اناس فقام رجل فضرب قرنه الايمن، فمات فسماه ذا القرنين.
- عن ابن هشام، عن أبيه، عمن حدثه، عن
بعض آل محمد عليهم السلام قال: إن ذا القرنين كان عبدا
صالحا طويت له الاسباب، ومكن له في البلاد، وكان
قد وصف له عين الحياة، وقيل له: من يشرب منها شربة لم يمت حتى يسمع الصوت، وإنه
خرج في طلبها حتى أتى موضعها، وكان في ذلك الموضع ثلاث مائة وستين عينا، وكان
الخضر على مقدمته، وكان من أشد أصحابه عنده، فدعاه فأعطاه وأعطى قوما من أصحابه
كل رجل منهم حوتا مملحا، فقال: انطلقوا إلى هذه المواضع فليغسل كل رجل منكم حوته
عند عين ولا يغسل معه أحد، فانطلقوا يلزم كل رجل منهم عينا فغسل فيها حوته، وإن
الخضر انتهى إلى عين من تلك العيون، فلما غمس الحوت ووجد الحوت ريح الماء حيي فانساب
في الماء، فلما رأى ذلك الخضر رمى بثيابه وسقط وجعل يرتمس في الماء ويشرب ويجتهد
أن يصيبه، فلما رأى ذلك رجع فرجع أصحابه، وأمر ذو القرنين بقبض السمك فقال: انظروا
فقد تخلفت سمكة، فقالوا: الخضر صاحبها، قال: فدعاه فقال: ما خلف سمكك
؟ قال: فأخبره الخضر، فقال له: فصنعت ماذا ؟ قال: سقطت عليها فجعلت أغوص فأطلبها
فلم أجدها، فقال: فشربت من الماء ؟ قال: نعم، قال: فطلب ذو القرنين العين
فلم يجدها، فقال للخضر: أنت صاحبها.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 12 / صفحة [180 و 196]
تاريخ النشر : 2024-07-31