الوضع الليلي
انماط الصفحة الرئيسية

النمط الأول

النمط الثاني

النمط الثالث

0
اليوم : الأحد ٢٢ صفر ١٤٤٧هـ المصادف ۱۷ آب۲۰۲٥م

أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر
أحاديث وروايات عامة
أحداث الظهور وآخر الزمان
الأخذ بالكتاب والسنة وترك البدع والرأي والمقايس
الأخلاق والآداب
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
التقوى والعمل والورع واليقين
التقية
التوبة والاستغفار
الجنة والنار
الحب والبغض
الحديث والرواية
الخلق والخليقة
الدنيا
الذنب والمعصية واتباع الهوى
الشيعة
العقل
العلم والعلماء
الفتنة والفقر والابتلاء والامتحان
القلب
المعاشرة والمصاحبة والمجالسة والمرافقة
الموت والقبر والبرزخ
المؤمن
الناس واصنافهم
أهل البيت (عليهم السلام)
بلدان واماكن ومقامات
سيرة وتاريخ
عفو الله تعالى وستره ونعمته ورحمته
فرق وأديان
وصايا ومواعظ
مواضيع متفرقة
الفقه وقواعده
الاسراء والمعراج
الإيمان والكفر
الأنصاف والعدل والظلم بين الناس
الاسلام والمسلمين
الاطعمة والاشربة
أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/التفسير المنسوب للامام العسكري
وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة...
تاريخ النشر : 2024-07-29
قوله عزوجل: " وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة " إلى قوله: " لعلكم تعقلون " قال الامام عليه السلام: قال الله عزوجل ليهود المدينة: واذكروا إذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة تضربون ببعضها هذا المقتول بين أظهركم ليقوم حيا سويا بإذن الله تعالى ويخبركم بقاتله، وذلك حين القي القتيل بين أظهرهم، فألزم موسى عليه السلام أهل القبيلة بأمر الله أن يحلف خمسون من أماثلهم بالله القوي الشديد إله بني إسرائيل، مفضل محمد وآله الطيبين على البرايا أجمعين ما قتلناه ولا علمنا له قاتلا، فإن حلفوا بذلك غرموا دية المقتول، وإن نكلوا نصوا على القاتل أو أقر القاتل فيقاد منه، فإن لم يفعلوا حبسوا في مجلس ضنك إلى أن يحلفوا أو يقروا أو يشهدوا على القاتل، فقالوا: يا نبي الله أما وقت أيماننا أموالنا ولا أموالنا أيماننا ؟ قال: لا، هكذا حكم الله. وكان السبب أن امرأة حسناء ذات جمال وخلق كامل وفضل بارع ونسب شريف وستر ثخين كثر خطابها، وكان لها بنو أعمام ثلاثة فرضيت بأفضلهم علما وأثخنهم سترا، وأرادت التزويج به، فاشتد حسد ابني عمه الآخرين له وغبطاه عليها لإيثارها إياه، فعمدا إلى ابن عمها المرضي فأخذاه إلى دعوتهما ثم قتلاه وحملاه إلى محلة تشتمل على أكثر قبيلة في بني إسرائيل فألقياه بين أظهرهم ليلا، فلما أصبحوا وجدوا القتيل هناك فعرف حاله، فجاء ابنا عمه القاتلان له فمزقا على أنفسهما، وحثيا التراب على رؤوسهما، واستعديا عليهم، فأحضرهم موسى عليه السلام وسألهم فأنكروا أن يكونوا قتلوه أو علموا قاتله، قال: فحكم الله عزوجل على من فعل هذه الحادثة ما عرفتموه فقالوا: يا موسى أي نفع في أيماننا لنا إذا لم تدرء عنا الغرامة الثقيلة ؟ أم أي نفع في غرامتنا لنا إذا لم تدرء عنا الايمان ؟ فقال موسى عليه السلام: كل النفع في طاعة الله تعالى والائتمار لأمره والانتهاء عما نهى عنه، فقالوا: يا نبي الله غرم ثقيل ولا جناية لنا، وأيمان غليظة ولا حق في رقابنا، لو أن الله عزوجل عرفنا قاتله بعينه وكفانا مؤونته فادع لنا ربك أن يبين لنا هذا القاتل لينزل به ما يستحقه من العقاب وينكشف أمره لذوي الالباب. فقال موسى عليه السلام: إن الله عزوجل قد بين ما أحكم به في هذا، فليس لي أن أقترح عليه غير ما حكم ولا أعترض عليه فيما أمر، ألا ترون أنه لما حرم العمل في السبت وحرم لحم الجمل لم يكن لنا أن نقترح عليه أن يغير ما حكم به علينا من ذلك، بل علينا أن نسلم له حكمه، ونلتزم ما الزمناه، وهم بأن يحكم عليهم بالذي كان يحكم به على غيرهم في مثل حادثتهم، فأوحى الله عزوجل إليه: يا موسى أجبهم إلى ما اقترحوا، وسلني أن ابين لهم القاتل ليقتل ويسلم غيره من التهمة والغرامة، فإني إنما اريد بإجابتهم إلى ما اقترحا توسعة الرزق على رجل من خيار أمتك، دينه الصلاة على محمد وآله الطيبين، والتفضيل لمحمد وعلي بعده على سائر البرايا، اغنيه في هذه الدنيا في هذه القضية ليكون بعض ثوابه عن تعظيمه لمحمد وآله. فقال موسى: يا رب بين لنا قاتله، فأوحى الله تعالى إليه: قل لبني إسرائيل إن الله يبين لكم ذلك بأن يأمركم أن تذبحوا بقرة فتضربوا ببعضها المقتول فيحيى فتسلمون لرب العالمين ذلك، وإلا فكفوا عن المسألة والتزموا ظاهر حكمي، فذلك ما حكى الله عزوجل. " وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم " أي سيأمركم أن تذبحوا بقرة إن أردتم الوقوف على القاتل وتضربوا المقتول ببعضها ليحيى ويخبر بالقاتل، فقالوا: يا موسى أتتخذنا هزوا وسخرية ؟ تزعم أن الله يأمر أن نذبح بقرة ونأخذ قطعة من ميت ونضرب بها ميتا فيحيى أحد الميتين بملاقاة بعض الميت الآخر له ؟ كيف يكون هذا ؟ قال موسى: " أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين " أنسب إلى الله عزوجل ما لم يقل لي، وأن أكون من الجاهلين، اعارض أمر الله بقياسي على ما شاهدت دافعا لقول الله تعالى وأمره. ثم قال موسى عليه السلام: أو ليس ماء الرجل نطفة ميت وماء المرأة ميت يلتقيان فيحدث الله من التقاء الميتين بشرا حيا سويا ؟ أو ليس بذوركم التي تزرعونها في أرضكم تتفسخ في أرضيكم وتعفن وهي ميتة، ثم يخرج الله منها هذه السنابل الحسنة البهجة وهذه الاشجار الباسقة المؤنقة ؟ فلما بهرهم موسى عليه السلام قالوا له: " يا موسى ادع لنا ربك يبين لنا ما هي " أي ما صفتها لنقف عليها، فسأل موسى ربه عزوجل فقال: " إنها بقرة لا فارض " كبيرة " ولا بكر " صغيرة " عوان " وسط " بين ذلك " بين الفارض والبكر " فافعلوا ما تؤمرون " إذا امرتم به " قالوا يا موسى ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها " أي لون هذه البقرة التي تريد أن تأمرنا بذبحها، قال موسى عن الله تعالى بعد السؤال والجواب " إنها بقرة صفراء فاقع " حسنة لون الصفرة ليس بناقص تضرب إلى بياض، ولا بمشبع تضرب إلى السواد " لونها " هكذا فاقع " تسر " البقرة " الناظرين " إليها لبهجتها وحسنها وبريقها " قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي " صفتها قال عن الله تعالى: " إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الارض " لم تذلل لإثارة الارض ولم ترض بها ولا تسقي الارض ولا هي ممن تجر الدوالي ولا تدير النواعير، قد اعفيت من ذلك أجمع " مسلمة " من العيوب كلها لا عيب فيها " لا شيقة فيها " لا لون فيها من غيرها. فلما سمعوا هذه الصفات قالوا: يا موسى أفقد أمرنا ربنا بذبح بقرة هذه صفتها ؟ قال: بلى، ولم يقل موسى في الابتداء بذلك، لأنه لو قال: إن الله يأمركم لكانوا إذا قالوا: ادع لنا ربك يبين لنا ما هي وما لونها وما هي كان لا يحتاج أن يسأله ذلك عزوجل، ولكن كان يجيبهم هو بأن يقول: أمركم ببقرة فأي شئ وقع عليه اسم البقر فقد خرجتم من أمره إذا ذبحتموها، قال: فلما استقر الامر عليهم طلبوا هذه البقرة فلم يجدوها إلا عند شاب من بني إسرائيل أراه الله في منامه محمدا وعليا وطيبي ذريتهما، فقالا له: أما إنك كنت لنا محبا مفضلا، ونحن نريد أن نسوق إليك بعض جزائك في الدنيا، فإذا راموا شراء بقرتك فلا تبعها إلا بأمر امك، فإن الله عزوجل يلقنها ما يغنيك به وعقبك، ففرح الغلام، وجاءه القوم يطلبون بقرته فقالوا: بكم تبيع بقرتك ؟ قال: بدينارين والخيار لأمي، قالوا: قد رضينا بدينار، فسألها فقالت: بل بأربعة، فأخبرهم فقالوا: نعطيك دينارين، فأخبر امه فقالت: بمائة، فمازالوا يطلبون على النصف مما تقول امه ويرجع إلى امه فتضعف الثمن حتى بلغ ثمنها ملء مسك ثور أكبر ما يكون، ملؤه دنانير، فأوجب لهم البيع، ثم ذبحوها فأخذوا قطعة وهي عجب الذنب الذي منه خلق ابن آدم وعليه يركب إذا اعيد خلقا جديدا فضربوه بها وقالوا: اللهم بجاه محمد وآله الطيبين الطاهرين لما أحييت هذا الميت وأنطقته ليخبر عن قاتله، فقام سالما سويا وقال: يا نبي الله قتلني هذان ابنا عمي، حسداني على ابنة عمي فقتلاني وألقياني في محلة هؤلاء ليأخذوا ديتي، فأخذ موسى الرجلين فقتلهما، وكان قبل أن يقوم الميت ضرب بقطعة من البقرة فلم يحي، فقالوا: يا نبي الله أين ما وعدتنا عن الله ؟ قال موسى: قد صدقت وذلك إلى الله عزوجل، فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى إني لا اخلف وعدي ولكن ليقدموا للفتى من ثمن بقرته فيملؤوا مسكها دنانير ثم احيي هذا، فجمعوا أموالهم ووسع الله جلد الثور حتى وزن ما ملئ به جلده فبلغ خمسة آلاف ألف دينار، فقال بعض بنى إسرائيل لموسى عليه السلام وذلك بحضرة المقتول المنشور المضروب ببعض البقرة: لا ندري أيهما أعجب: إحياء الله هذا وإنطاقه بما نطق أو إغناؤه لهذا الفتى بهذا المال العظيم ؟ فأوحى الله إليه: يا موسى قل لبني إسرائيل من أحب منكم أن اطيب في الدنيا عيشه واعظم في جناني محله وأجعل بمحمد وآله الطيبين فيها منادمته ليفعل كما فعل هذا الفتى، إنه كان قد سمع من موسى بن عمران ذكر محمد وعلي وآلهما الطيبين وكان عليهم مصليا ولهم على جميع الخلائق من الجن والانس والملائكة مفضلا، فلذلك صرفت إليه المال العظيم ليتنعم بالطيبات، ويتكرم بالهبات والصلات، ويتحبب بمعروفه إلى ذوي المودات، ويكبت بنفقاته ذوي العداوات. قال الفتى: يا نبي الله كيف أحفظ هذه الاموال ؟ أم كيف أحذر من عداوة من يعاديني فيها، وحسد من يحسدني لأجلها ؟ قال: قل عليها من الصلاة على محمد وآله الطيبين ما كنت تقوله قبل أن تنالها، فإن الذي رزقكها بذلك القول مع صحة الاعتقاد يحفظها عليك أيضا بهذا القول مع صحة الاعتقاد، فقالها الفتى فما رامها حاسد له ليفسدها أو لص ليسرقها أو غاصب ليغصبها إلا دفعه الله عزوجل عنها بلطيفة من لطائفه حتى يمتنع من ظلمه اختيارا أو منعه منه بآفة أو داهية حتى يكفه عنه كف اضطرار.
قال عليه السلام: فلما قال موسى للفتى ذلك وصار الله عزوجل له بمقالته حافظا قال هذا المنظور: " اللهم إني أسألك بما سألك به هذا الفتى من الصلاة على محمد وآله الطيبين والتوسل بهم أن تبقيني في الدنيا متمتعا بابنة عمي وتخزي عني أعدائي و حسادي وترزقني فيها خيرا كثيرا طيبا " فأوحى الله إليه: يا موسى إن لهذا الفتى المنشور بعد القتل ستين سنة، وقد وهبت له لمسألته وتوسله بمحمد وآله الطيبين سبعين سنة تمام مائة وثلاثين سنة، صحيحة حواسه، ثابت فيها جنانه، قوية فيها شهواته، يتمتع بحلال هذه الدنيا، ويعيش ولا يفارقها ولا تفارقه، فإذا حان حينه حان حينها وماتا جميعا معا فصارا إلى جناني، فكانا زوجين فيها ناعمين، ولو سألني يا موسى هذا الشقي القاتل بمثل ما توسل به هذا الفتى على صحة اعتقاده أن أعصمه من الحسد واقنعه بما رزقته و ذلك هو الملك العظيم لفعلت، ولو سألني بذلك مع التوبة أن لا افضحه لما فضحته، ولصرفت هؤلاء عن اقتراح إبانة القاتل، ولأغنيت هذا الفتى من غير هذا الوجه بقدر هذا المال، ولو سألني بعدما افتضح وتاب إلي وتوسل بمثل وسيلة هذا الفتى أن انسي الناس فعله بعدما ألطف لأوليائه فيعفون عن القصاص لفعلت، وكان لا يعيره بفعله أحد، ولا يذكره فيهم ذاكر، ولكن ذلك فضل اوتيه من أشاء وأنا ذو الفضل العظيم، وأعدل بالمنع على من أشاء وأنا العزيز الحكيم، فلما ذبحوها قال الله تعالى: " فذبحوها وما كادوا يفعلون " وأرادوا أن لا يفعلوا ذلك من عظم ثمن البقرة، ولكن اللجاج حملهم على ذلك واتهامهم لموسى عليه السلام حداهم، قال فضجوا إلى موسى عليه السلام وقالوا: افتقرت القبيلة ودفعت إلى التكفف، وانسلخنا بلجاجنا عن قليلنا وكثيرنا، فادع الله لنا بسعة الرزق، فقال لهم موسى عليه السلام: ويحكم ما أعمى قلوبكم ؟ أما سمعتم دعاء الفتى صاحب البقرة وما أورثه الله تعالى من الغنى ؟ أوما سمعتم دعاء الفتى المقتول المنشور وما أثمر له من العمر الطويل والسعادة والتنعم بحواسه وسائر بدنه وعقله ؟ لم لا تدعون الله تعالى بمثل دعائهما وتتوسلون إلى الله بمثل وسيلتهما ليسد فاقتكم، ويجبر كسركم، ويسد خلتكم ؟ فقالوا: " اللهم إليك التجأنا، وعلى فضلك اعتمدنا، فأزل فقرنا وسد خلتنا بجاه محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والطيبين من آلهم " فأوحى الله إليه: يا موسى قل لهم ليذهب رؤساؤهم إلى خربة بني فلان ويكشفوا في موضع كذا لموضع عينه وجه أرضها قليلا ويستخرجوا ما هناك، فإنه عشرة آلاف ألف دينار، ليردوا على كل من دفع في ثمن هذه البقرة ما دفع لتعود أحوالهم، ثم ليتقاسموا بعد ذلك ما يفضل وهو خمسة آلاف ألف دينار على قدر ما دفع كل واحد منهم في هذه المحنة، ليتضاعف أموالهم جزاء على توسلهم بمحمد وآله الطيبين، واعتقادهم لتفضيلهم، فذلك ما قال الله عزوجل: " وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها " اختلفتم فيها (وتدار أتم خ ل) ألقى بعضكم الذنب في قتل المقتول على بعض، ودرأه عن نفسه وذويه " والله مخرج " مظهر " ما كنتم تكتمون " ما كان من خبر القاتل وما كنتم تكتمون من إرادة تكذيب موسى باقتراحكم عليه ما قدرتم أن ربه لا يجيبه إليه " فقلنا اضربوه ببعضها " ببعض البقرة " كذلك يحيي الله الموتى " في الدنيا والآخرة كما أحيا الميت بملاقاة ميت آخر له، أما في الدنيا فيتلاقى ماء الرجل ماء المرأة فيحيي الله الذي كان في الاصلاب والارحام حيا، وأما في الآخرة فإن الله تعالى ينزل بين نفختي الصور بعدما ينفخ النفخة الاولى من دوين السماء الدنيا من البحر المسجور الذي قال الله فيه: " والبحر المسجور " وهي من مني كمني الرجل، فيمطر ذلك على الارض فيلقى الماء المني مع الاموات البالية فينبتون من الأرض ويحيون، ثم قال الله عزوجل: " ويريكم آياته " سائر آياته سوى هذه الدلالات على توحيده ونبوة موسى عليه السلام نبيه وفضل محمد على الخلائق سيد عبيده وإمائه، وتبيينه فضله وفضل آله الطيبين على سائر خلق الله أجمعين " لعلكم تعقلون " تعتبرون وتتفكرون أن الذي فعل هذه العجائب لا يأمر الخلق إلا بالحكمة، ولا يختار محمدا وآله إلا لأنهم أفضل ذوي الالباب.

المصدر : بحار الأنوار
المؤلف :  العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة :  جزء 13 / صفحة [266] 
تاريخ النشر : 2024-07-29


Untitled Document
دعاء يوم الأحد
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، بِسْمِ الله الَّذِي لا أَرجو إِلّا فَضْلَهُ، وَلا أَخْشى إِلّا عَدْلَهُ، وَلا أَعْتَمِدُ إِلّا قَوْلَهُ، وَلا أُمْسِكُ إِلّا بِحَبْلِهِ. بِكَ أَسْتَجِيرُ يا ذا العَفْوِ وَالرِّضْوانِ مِنَ الظُّلْمِ وَالعُدْوانِ، وَمِنْ غِيَرِ الزَّمانِ، وَتَوَاتُرُ الأَحْزانِ، وَطوارِقِ الحَدَثانِ، وَمِنَ اِنْقضاء المُدَّةِ قَبْلَ التَّأَهُّبِ وَالعُدَّةِ. وَإِيّاكَ أَسْتَرْشِدُ لِما فِيهِ الصَّلاحُ وَالإِصْلاحُ، وَبِكَ أَسْتَعِينُ فِيما يَقْتَرِنُ بِهِ النَّجاحُ وَالإِنْجاحُ، وَإِيّاكَ أَرْغَبُ فِي لِباسِ العافِيَةِ وَتَمامِها وَشُمُولِ السَّلامَةِ وَدَوَامِها، وأَعُوذُ بِكَ يا رَبِّ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ، وَأَحْتَرِزُ بِسُلْطانِكَ مِنْ جَوْرِ السَّلاطِينِ. فَتَقَبَّلْ ما كانَ مِنْ صَلاتِي وَصَوْمِي، وَاجْعَلْ غَدِي وَما بَعْدَهُ أَفْضَلَ مِنْ ساعَتِي وَيَوْمِي، وَأَعِزَّنِي فِي عَشِيرَتِي وَقَوْمِي، وَاحْفَظْنِي فِي يَقْظَتِي وَنَوْمِي، فَأَنْتَ الله خَيْرٌ حافِظاً وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرّاحِمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيكَ فِي يَوْمِي هذا وَما بَعْدَهُ مِنَ الآحادِ مِنَ الشِّرْكِ وَالإِلْحادِ، وَأُخْلِصُ لَكَ دُعائِي تَعَرُّضاً لِلإِجابَةِ، وَأُقِيمُ عَلى طاعَتِكَ رَجاءً لِلإِثابَةِ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِكَ الدَّاعِي إِلى حَقِّكَ، وَأَعِزَّنِي بِعِزِّكَ الَّذِي لا يُضامُ، وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنامُ، وَاخْتِمْ بِالاِنْقِطاعِ إِلَيْكَ أَمْرِي وَبِالمَغْفِرَةِ عُمْرِي، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

زيارات الأيام
زيارة أمير المؤمنين والزهراء (عليهما السلام) في يوم الأحد
زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام): اَلسَّلامُ عَلَى الشَّجَرَةِ النَّبَوِيَّةِ وَالدَّوْحَةِ الْهاشِمِيَّةِ المُضيئَةِ المُثْمِرَةِ بِالنَّبُوَّةِ الْمُونِقَةِ بِالْاِمامَةِ وَعَلى ضَجيعَيْكَ آدَمَ وَنُوح عَلَيْهِمَا السَّلامُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى اَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَ عَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُحْدِقينَ بِكَ وَالْحافّينَ بِقَبْرِكَ. يا مَوْلايَ يا اَميرَ الْمُوْمِنينَ هذا يَوْمُ الْاَحَدِ وَهُوَ يَوْمُكَ وَبِاسْمِكَ وَاَنَا ضَيْفُكَ فيهِ وَجارُكَ فَاَضِفْنى يا مَوْلايَ وَاَجِرْني فَاِنَّكَ كَريمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ وَمَأْمُورٌ بِالْاِجارَةِ فَافْعَلْ ما رَغِبْتُ اِلَيْكَ فيهِ وَرَجَوْتُهُ مِنْكَ بِمَنْزِلَتِكَ وَ آلِ بَيْتِكَ عِنْدَ اللهِ وَمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكُمْ وَبِحَقِّ ابْنِ عَمِّكَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ. زيارة الزهراء (سلام الله عليها) : اَلسَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الَّذي خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً اَنَا لَكِ مُصَدِّقٌ صابِرٌ عَلى ما اَتى بِهِ اَبُوكِ وَوَصِيُّهُ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِما وَاَنَا أَسْأَلُكِ اِنْ كُنْتُ صَدَّقْتُكِ إلاّ اَلْحَقْتِني بِتَصْديقي لَهُما لِتُسَرَّ نَفْسي فَاشْهَدي اَنّي ظاهِرٌ بِوَلايَتِكِ وَوَلايَةِ آلِ بَيْتِكِ صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ.