أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/التفسير المنسوب للامام العسكري
قال عزوجل: " وإذ نجيناكم من آل
فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء
من ربكم عظيم " قال الامام: قال الله تعالى: واذكروا
يا بني إسرائيل " إذ نجيناكم " أنجينا أسلافكم " من آل فرعون
" وهم الذين كانوا يوالون إليه بقرابته وبدينه
وبمذهبه " يسومونكم " كانوا يعذبونكم " سوء العذاب
" شدة العقاب كانوا يحملونه عليكم، قال: وكان من عذابهم الشديد أنه كان فرعون
يكلفهم عمل البناء والطين ويخاف أن يهربوا عن العمل فأمرهم بتقييدهم، وكانوا ينقلون
ذلك الطين على السلاليم إلى السطوح، فربما سقط الواحد منهم فمات أو زمن لا يحفلون
بهم إلى أن أوحى الله إلى موسى: قل لهم: لا يبتدئون عملا إلا بالصلاة على محمد
وآله الطيبين ليخف عليهم، فكانوا يفعلون ذلك فيخف عليهم، وأمر كل من سقط فزمن ممن
نسي الصلاة على محمد وآله الطيبين أن يقولها على نفسه إن أمكنه - أي الصلاة على محمد
وآله - أو يقال عليه إن لم يمكنه، فإنه يقوم ولا تقلبه يد ففعلوها فسلموا "
يذبحون أبناءكم " وذلك لما قيل لفرعون: إنه يولد في بني إسرائيل مولود يكون
على يده هلاكك وزوال ملكك، فأمر بذبح
أبنائهم، فكانت الواحدة منهن تصانع القوابل عن نفسها
كيلا تنم عليها ويتم حملها ثم تلقي ولدها في صحراء أو غار جبل أو مكان غامض ويقول
عليه عشر مرات الصلاة على محمد وآله، فيقيض الله له ملكا يربيه، ويدر من
إصبع له لبنا يمصه، ومن إصبع طعاما لينا يتغذاه إلى أن نشأ بنو إسرائيل وكان من سلم
منهم ونشأ أكثر ممن قتل " ويستحيون نساءكم " يبقونهن ويتخذونهن إماء،
فضجوا إلى موسى عليه السلام و قالوا: يفترعون
بناتنا وأخواتنا، فأمر الله تلك البنات كلما رآهن
من ذلك ريب صلين على محمد وآله الطيبين، وكان الله يرد عنهن اولئك الرجال: إما بشغل
أو مرض أو زمانة أو لطف من ألطافه، فلم تفترش منهن امرأة، بل دفع الله عزوجل
ذلك عنهن بصلاتهن على محمد وآله الطيبين، ثم قال عزوجل: " وفي ذلكم " في
ذلك الانجاء الذي أنجاكم منهم ربكم "
بلاء " نعمة " من ربكم عظيم " كبير، قال الله عزوجل:
يا بني إسرائيل اذكروا إذا كان البلاء يصرف عن أسلافكم ويخف بالصلاة على محمد
وآله الطيبين أفما تعلمون أنكم إذا شاهدتموه وآمنتم به كانت النعمة عليكم أعظم وأفضل
وفضل الله لديكم أجزل ؟.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [47]
تاريخ النشر : 2024-07-29