أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/قصص الانبياء في كتب التفسير/التفسير المنسوب للامام العسكري
قوله عزوجل:
" وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين
" قال الإمام عليه السلام: قال الله تعالى: كان خلق الله لكم ما في الأرض جميعا
" إذ قلنا للملائكة: اسجدوا لآدم في ذلك الوقت خلق لكم، قال عليه السلام:
ولما امتحن الحسين عليه السلام ومن معه بالعسكر الذين قتلوه وحملوا رأسه قال لعسكره:
أنتم في حل من بيعتي فالحقوا بعشائركم ومواليكم، وقال لأهل بيته: قد جعلتكم في
حل من مفارقتي فإنكم لا تطيقونهم لتضاعف أعدادهم وقواهم، وما المقصود غيري فدعوني
والقوم. فإن الله عزوجل يعينني ولا يخليني من حسن نظره كعاداته في أسلافنا الطيبين.
فأما عسكره ففارقوه، وأما أهله الأدنون من أقربائه فأبوا وقالوا: لا نفارقك
ويحزننا ما يحزنك، ويصيبنا ما يصيبك، وإنا أقرب ما نكون إلى الله إذا كنا معك،
فقال لهم: فإن كنتم قد وطنتم أنفسكم على ما وطنت نفسي عليه فاعلموا أن الله
إنما يهب المنازل الشريفة لعباده باحتمال المكاره، وأن الله وإن كان خصني مع من
مضى من أهلي الذين أنا آخرهم بقاء في الدنيا من الكرامات بما يسهل علي معها احتمال
المكروهات فإن لكم شطر ذلك من كرامات الله تعالى، واعلموا أن الدنيا حلوها ومرها
حلم، والانتباه في الآخرة، والفائز من فاز فيها، والشقي من شقي فيها، أولا
احدثكم بأول أمرنا وأمركم معاشر أوليائنا ومحبينا والمتعصبين لنا ليسهل عليكم احتمال
ما أنتم له مقرون ؟ قالوا: بلى يابن رسول الله قال: إن الله تعالى لما خلق آدم
وسواه وعلمه أسماء كل شئ وعرضهم على الملائكة جعل محمدا " وعليا "
وفاطمة والحسن والحسين أشباحا " خمسة في
ظهر آدم، وكانت أنوارهم تضئ في الآفاق من السماوات والحجب
والجنان والكرسي والعرش، فأمر الله الملائكة بالسجدة لآدم تعظيما " له إنه قد
فضله بأن جعله وعاء لتلك الأشباح التي قد عم أنوارها في الآفاق، فسجدوا إلا إبليس
أبى أن يتواضع لجلال عظمة الله وأن يتواضع لأنوارنا أهل البيت وقد تواضعت لها الملائكة
كلها فاستكبر وترفع وكان بإبائه ذلك وتكبره من الكافرين. قال علي بن الحسين
صلوات الله عليهما: حدثني أبي، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
قال: يا عباد الله: إن آدم لما رأى النور ساطعا " من صلبه إذ كان الله قد نقل أشباحنا
من ذروة العرش إلى ظهره رأى النور ولم يتبين الأشباح، فقال: يا رب ما هذه
الأنوار ؟ قال الله عزوجل: أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك، ولذلك
أمرت الملائكة بالسجود لك إذ كنت وعاء لتلك الأشباح، فقال آدم: يا رب لو وطن نفسه
على الامر وللأمر: هيأها لفعله وحملها عليه. الحلم. ما يراه النائم
في نومه. قال الطريحي في مجمع البحرين: في الحديث: خلق الله محمدا وعترته
أشباح نور بين يدى الله، قلت: وما الاشباح ؟ قال: ظل النور، أبدان نورانية بل
أرواح. فالأشباح جمع الشبح بالتحريك وقد يسكن وهو الشخص. وسئل الشيخ الجليل محمد بن
النعمان ما معنى الاشباح ؟ فأجاب: الصحيح من حديث الاشباح الرواية التى جاءت عن الثقات
بأن آدم عليه السلام رأى على العرش أشباحا يلمع نورها، فسأل الله تعالى عنها فأوحى
الله إليه: أنها أشباح رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين والحسن والحسين
وفاطمة عليهم السلام، وأعلمه لولا الاشباح التى رآها ما خلقه الله ولا خلق سماء
ولا أرضا، ثم قال: والوجه فيما أظهره الله من الاشباح والصور لآدم عليه السلام أن
دله على تعظيمهم وتقبيلهم وجعل ذلك اجلالا لهم ومقدمة لما . بينتها لي، فقال الله تعالى: انظر يا
آدم إلى ذروة العرش، فنظر آدم - ووقع نور أشباحنا
من ظهر آدم - على ذروة العرش فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا كما ينطبع وجه الإنسان
في المرآة الصافية، فرأى أشباحنا فقال: ما هذه الأشباح يا رب ؟ فقال الله: يا
آدم هذه الأشباح أفضل خلائقي وبرياتي: هذا محمد وأنا الحميد والمحمود في أفعالي شققت
له اسما " من اسمي، وهذا علي وأنا العلي العظيم شققت له اسما " من اسمي،
وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض فاطم
أعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي، وفاطم أوليائي
عما يعتريهم ويشينهم فشققت لها اسما " من اسمي، وهذا الحسن وهذا الحسين وأنا
المحسن المجمل شققت لها اسما " من اسمي، هؤلاء خيار خليقتي وكرام بريتي، بهم آخذ
وبهم اعطي وبهم اعاقب وبهم اثيب، فتوسل إلي بهم يا آدم، وإذا دهتك داهية فاجعلهم
إلي شفعاءك، فإني آليت على نفسي قسما " حقا " لا اخيب بهم آملا "،
ولا أرد بهم سائلا فلذلك حين نزلت منه الخطيئة
(وخ) دعا الله عزوجل بهم فتاب عليه وغفر له.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 11 / صفحة [ 149 ]
تاريخ النشر : 2024-07-28