أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/النبي موسى وهارون عليهما السلام/الإمام الصادق (عليه السلام)
روى شعيب الانصاري وهارون بن خارجة
قالا: قال أبو عبد الله عليه السلام إن موسى عليه السلام انطلق ينظر في أعمال العباد
فأتى رجلا من أعبد الناس فلما أمسى حرك الرجل شجرة إلى جنبه فإذا فيها رمانتان،
قال: فقال: يا عبد الله من أنت ؟ إنك عبد صالح،
أنا ههنا منذ ما شاء الله ما أجد في هذه الشجرة إلا رمانة واحدة، ولولا أنك عبد
صالح ما وجدت رمانتين، قال: أنا رجل أسكن أرض موسى بن عمران، قال: فلما أصبح
قال: تعلم أحدا أعبد منك ؟ قال: نعم فلان الفلاني، قال: فانطلق إليه فإذا هو
أعبد منه كثيرا، فلما أمسى اوتي برغيفين وماء، فقال: يا عبد الله من أنت ؟ إنك عبد
صالح، أنا ههنا منذ ما شاء الله وما اوتى إلا برغيف واحد، ولولا أنك عبد صالح ما
اوتيت برغيفين، فمن أنت ؟ قال: أنا رجل أسكن أرض موسى بن عمران، ثم قال موسى: هل تعلم
أحدا أعبد منك ؟ قال: نعم فلان الحداد في مدينة كذا وكذا، قال: فأتاه فنظر إلى رجل
ليس بصاحب عبادة، بل إنما هو ذاكر لله تعالى، وإذا دخل وقت الصلاة قام فصلى، فلما
أمسى نظر إلى غلته فوجدها قد اضعفت، قال: يا عبد الله من أنت ؟ إنك عبد صالح،
أنا ههنا منذ ما شاء الله، غلتي قريب بعضها من بعض والليلة قد اضعفت، فمن أنت ؟
قال: أنا رجل أسكن أرض موسى بن عمران، قال: فأخذ ثلث غلته فتصدق بها، وثلثا أعطى مولى
له، وثلثا اشترى به طعاما فأكل هو وموسى، قال: فتبسم موسى عليه السلام، فقال: من
أي شئ تبسمت ؟ قال: دلني نبي بني إسرائيل على فلان فوجدته من أعبد الخلق، فدلني
على فلان فوجدته أعبد منه، فدلني فلان عليك وزعم أنك أعبد منه ولست أراك شبه القوم،
قال: أنا رجل مملوك، أليس تراني ذاكرا لله ؟ أو ليس تراني اصلي الصلاة لوقتها
؟ وإن أقبلت على الصلاة أضررت بغلة مولاي وأضررت بعمل الناس، أتريد أن تأتي بلادك
؟ قال: نعم، قال: فمرت به سحابة فقال الحداد: يا سحابة تعالي، قال: فجاءت، قال:
أين تريدين ؟ قالت: اريد أرض كذا وكذا، قال: انصرفي، ثم مرت به اخرى، فقال: يا سحابة
تعالي، فجاءته، فقال: أين تريدين ؟ قالت: اريد أرض كذا
وكذا، قال: انصرفي، ثم مرت به اخرى، فقال: يا سحابة تعالي، فجاءته، فقال: أين تريدين
؟ قالت: اريد أرض موسى بن عمران، قال: فقال: احملي هذا حمل رفيق، وضعيه في أرض
موسى بن عمران وضعا رفيقا، قال: فلما بلغ موسى عليه السلام بلاده قال: يا رب بما
بلغت هذا ما أرى ؟ قال: إن عبدي هذا يصبر على بلائي ويرضى بقضائي ويشكر نعمائي.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [345]
تاريخ النشر : 2024-07-23