أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/النبي موسى وهارون عليهما السلام/الإمام الرضا (عليه السلام)
المفسر بإسناده إلى أبي محمد، عن
آبائه، عن الرضا عليهم السلام قال: لما بعث
الله عزوجل موسى بن عمران عليه السلام واصطفاه نجيا وفلق له البحر ونجى بني إسرائيل وأعطاه
التوراة والالواح رأى مكانه من ربه عزوجل فقال: يا رب لقد أكرمتني بكرامة
لم تكرم بها أحدا قبلي، فقال الله جل جلاله: يا موسى أما علمت أن محمدا أفضل عندي
من جميع ملائكتي وجميع خلقي ؟ قال موسى: يا رب فإن كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك
فهل في آل الانبياء أكرم من آلي ؟ قال الله جل جلاله: يا موسى أما علمت أن فضل آل
محمد على جميع آل النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين ؟ فقال موسى: يا رب فإن كان
آل محمد كذلك فهل في أصحاب الانبياء أكرم عندك من صحابتي ؟ قال الله: يا موسى
أما علمت أن فضل صحابة محمد على جميع صحابة المرسلين كفضل آل محمد على جميع آل النبيين
وفضل محمد على جميع المرسلين ؟ فقال موسى: يا رب فإن كان محمد وأصحابه كما وصفت
فهل في امم الانبياء أفضل عندك من امتي ؟ ظللت عليهم الغمام وأنزلت عليهم المن والسلوى
وفلقت لهم البحر. فقال الله جل جلاله: يا موسى أما علمت أن فضل امة محمد على
جميع الامم كفضله على جميع خلقي، فقال موسى: يا رب ليتني كنت أراهم، فأوحى الله عز
وجل إليه: يا موسى إنك لن تراهم، فليس هذا أوان ظهورهم، ولكن سوف تراهم في الجنات:
جنات عدن والفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون، وفي خيراتها يتبحبحون، أفتحب أن
اسمعك كلامهم ؟ قال: نعم إلهي، قال الله جل جلاله: قم بين يدي واشدد مئزرك
قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، ففعل ذلك موسى عليه السلام فنادى ربنا
عز وجل: يا امة محمد، فأجابوه كلهم وهم في أصلاب آبائهم وأرحام امهاتهم: لبيك اللهم
لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك قال:
فجعل الله عزوجل تلك الاجابة منهم شعار الحج، ثم نادى ربنا عزوجل: يا
امة محمد إن قضائي عليكم أن رحمتي سبقت غضبي، وعفوي قبل عقابي، فقد استجبت لكم من
قبل أن تدعوني، وأعطيتكم من قبل أن تسألوني، من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله صادق في أقواله محق في أفعاله وأن علي
بن أبي طالب أخوه ووصيه من بعده ووليه، ويلتزم طاعته كما يلتزم طاعة محمد، وأن أولياءه
المصطفين المطهرين المبانين بعجائب آيات الله ودلائل حجج الله من بعدهما
أولياؤه أدخلته جنتي وإن كانت ذنوبه مثل زبد البحر، قال: فلما بعث الله عزوجل
نبينا محمدا صلى الله عليه وآله قال: يا محمد وما كنت بجانب الطور إذ نادينا أمتك
بهذه الكرامة، ثم قال عز وجل لمحمد صلى الله عليه وآله: قل: الحمد لله رب العالمين
على ما اختصني به من هذه الفضيلة، وقال لامته: قولوا أنتم: الحمد لله رب العالمين
على ما اختصنا به من هذه الفضائل.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 13 / صفحة [340]
تاريخ النشر : 2024-07-21