أحاديث وروايات المعصومين الاربعة عشر/النبوة/قصص الأنبياء وما يتعلق بهم/أرميا ودانيال وعزير وبخت نصر/الإمام الصادق (عليه السلام)
القطان، عن السكري، عن الجوهري،
عن ابن عمارة، عن أبيه، عن الصادق عليه السلام قال: إن سليمان عليه السلام لما
حضرته الوفاة أوصى إلى آصف بن برخيا بإذن الله تعالى ذكره، فلم يزل بينهم تختلف
إلى الشيعة ويأخذون عنه معالم دينهم، ثم غيب الله عزوجل آصف غيبة طال أمدها، ثم
ظهر لهم فبقي بين قومه ما شاء الله، ثم إنه ودعهم فقالوا له: أين الملتقى ؟ قال: على
الصراط، وغاب عنهم ما شاء الله، واشتدت البلوى على بني إسرائيل بغيبته، وتسلط عليهم
بخت نصر فجعل يقتل من يظفر به منهم، ويطلب من يهرب ويسبي ذراريهم، فاصطفى من السبي
من أهل بيت يهودا أربعة نفر فيهم دانيال، واصطفى من ولد هارون عزيرا، وهم حينئذ
صبية صغار، فمكثوا في يده و بنو إسرائيل في العذاب المهين، والحجة دانيال أسير
في يد بخت نصر تسعين سنة، فلما عرف فضله وسمع أن بني إسرائيل ينتظرون خروجه ويرجون
الفرج في ظهوره وعلى يده أمر أن يجعل في جب عظيم واسع،
ويجعل معه الاسد ليأكله، فلم يقربه، وأمر أن لا يطعم،
فكان الله تعالى يأتيه بطعامه وشرابه على يد نبي من أنبياء بني إسرائيل، فكان يصوم
دانيال النهار، ويفطر الليل على ما يدلى إليه من الطعام، واشتدت البلوى على شيعته
وقومه المنتظرين لظهوره، وشك أكثرهم في الدين لطول الامد، فلما تناهى البلاء بدانيال
وبقومه رأى بخت نصر في المنام كأن ملائكة من السماء قد هبطت إلى الأرض أفواجا
إلى الجب الذي فيه دانيال مسلمين عليه يبشرونه بالفرج، فلما أصبح ندم على ما أتى
إلى دانيال، فأمر أن يخرج من الجب، فلما أخرج اعتذر إليه مما ارتكب منه من التعذيب،
ثم فوض إليه النظر في أمور ممالكه والقضاء بين الناس. فظهر من كان مستترا من
بني إسرائيل ورفعوا رؤوسهم، واجتمعوا إلى دانيال عليه السلام موقنين بالفرج، فلم يلبث
إلا القليل عن تلك الحال حتى مضى لسبيله، وأفضى الامر بعده إلى عزير وكانوا
يجتمعون إليه ويأنسون به ويأخذون عنه معالم دينهم، فغيب الله عنهم شخصه مائة عام
ثم بعثه، وغابت الحجج بعده، واشتدت البلوى على بني إسرائيل حتى ظهر يحيى عليه السلام.
المصدر : بحار الأنوار
المؤلف : العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي
الجزء والصفحة : جزء 14 / صفحة [363]
تاريخ النشر : 2024-07-09